شقيقها المتورط يغادر للعيش حيث آل بوش الأثرياء
ابنة ثاتشر الصحافية تهاجم الصحف

نصر المجالي من لندن: غمزت كارول ثاتشر وهي ابنة رئيسة وزراء بريطانيا السابقة الليدي مارغريت ثاتشر اليوم من جانب الصحف البريطانية التي "ركزت على تكرار القصص حول عائلتها"، معتبرة أن "ما يكتب عن فضائح تنشرها هذه الصحف لم يعد يهمها ولا يثير انتباهها، وأنها لا تتوقف كثيرا عن ما يكتب"، يذكر أن كارول ثاتشر (51 عاما) تكتب أعمدة متخصصة في صحف بريطانية كثيرة، ونأت بنفسها منذ زمن طويل عن الشؤون السياسية الخاصة بوالدتها السيدة الحديد وزعيمة حزب المحافظين سابقا، ولكنها أبقت على العلاقات الأسرية فقط.

وظلت كارول ثاتشر تدافع عن موقف شقيقها السير مارك الذي اعترف أول من أمس أمام محكمة في كيب تاون بجنوب إفريقيا، حيث يعيش منذ العام 1995 ، بتورطه بدعم المحاولة الانقلابية التي كان هدفها الإطاحة بحكم الديكتاتور تيودورو أوبيانغ الذي يحكم غينيا الاستوائية هذا البلد الإفريقي الغني بالنفط المكتشف به حديثا منذ 25 عاما.

وقالت ثاتشر في حديث اليوم لبرنامج (إفطار مع فروست) الذي يقدمه الإذاعي الشهير السير ديفيد فروست على القناة الأولى في هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي "كان يتعين على شقيقي السير مارك أن لا يجلب لنفسه مثل هذه المتاعب التي قادته إلى الاعتقال".

وتقول المصادر البريطانية إن ثاتشر يتوجه للعيش في ولاية تكساس الثرية بالنفط، حيث هناك ممتلكات آل بوش (الرئيس الأسبق جورج بوش، وابنه الرئيس الحالي)، وكلاهما صديق لليدي مارغريت ثاتشر، التي تحالفت مع بوش الأب العام 1991 لطرد القوات العراقية الغازية من الكويت.

وكانت محكمة كيب تاون أفرجت عن السير مارك ثاتشر بكفالة قدرها 265 ألف جنيه إسترليني، ولا يعرف بعد ما إذا كانت والدته رئيس الوزراء السابقة دفعت قيمة الكفالة نيابة عنه أم لا؟، وقالت الابنة كارول "لا أستطيع القول ما إذا كانت والدتي ساعدت في ذلك".

يذكر أن الليدي ثاتشر، حسب معلومات نشرت في أوقات سابقة عبر صحف بريطانية "ولكنها غير مؤكدة"، ساعدت نجلها الوحيد في دعم استثماراته في الخارج سواء في بلدان إفريقية وكذلك عربية، مستغلة بذلك موقعا الرسمي كرئيسة للوزراء.

وتعتبر الكفالة المالية التي سمحت بها محكمة كيب تاون طريق السير مارك ثاتشر للنجاة من السجن، وتمكينه من مغادرة جنوب إفريقيا للذهاب إلى ولاية تكساس الأميركية حيث سينضم لأسرته التي تعيش هناك منذ اعتقاله في يوليو (تموز) من العام الماضي لدعمه مرتزقة بالمال لتنفيذ الانقلاب في غينيا الاستوائية، وذكرت معلومات أن هناك شخصيات بريطانية أخرى أيضا متورطة في ترتيب المحاولة.

وحين سئلت كارول ثاتشر ما إذا كانت تشعر بارتياح للوصول إلى نهاية لمأزق شقيقها، قالت "منذ عقود وعقود أوقفت التفكير أو حتى رد الفعل تجاه ما تكتبه الصحافة عن فضائح تطال أفراد عائلتي، وما يهمني الآن هو والدتي الليدي ثاتشر مرتاحة تماما إلى وصول القضية إلى هذه النهاية".

وكانت الليدي ثاتشر رئيسة لوزراء بريطانيا لثلاث ولايات متتالية منذ العام 1979 وحتى 1992 حين تنازلت عن زعامة تركت زعامة الحزب ومنصب رئاسة الحكومة في انتخابات داخلية لحزب المحافظين المعارض حاليا لصالح جون ميجور الذي هزمه توني بلير العمالي في انتخابات العام 1997 .

ووصل السير مارك ثاتشر أمس إلى لندن في طريقه إلى الولايات المتحدة، لتجديد تأشيرة الدخول إلى هناك، حيث تعيش زوجته الأميركية ديانا ونجله مايكل (15 عاما) وابنته أماندا (11 عاما) في مدينة دالاس بولاية تكساس النفطية الغنية، وينتمي إليها آل بوش الأثرياء.

يشار في الختام، إلى أن السير مارك، أدين من جانب محكمة كيب تاون بالتورط في المحاولة الانقلابية، وقال قاضي المحكمة إنه سيواجه السجن لمدة خمس سنوات إذا لم يتمكن من دفع الكفالة المالية، إضافة إلى حكم بمثل هذه المدة مع التنفيذ. وتطالب سلطات غينيا الاستوائية بتسليمه إليها من اية جهة دولية للمثول أمام محاكمها بتهمة التآمر على رئيسها أوبيانغ، وهي تهمة تصل عقوبة صاحبها المتورط إلى الإعدام.