واشنطن: ستجري الاحتفالات لمناسبة بدء ولاية جورج بوش الرئاسية الثانية رسميا الخميس وسط اجراءات امنية مشددة غير مسبوقة، الاولى التي تنظم بعد اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 وسيطغى عليها موضوع مكافحة الارهاب.

والعنوان التي سينظم تحت رايته هذا الحدث هو "الاحتفال بالحرية والاشادة بالقوات المسلحة" وسيهيمن عليه الانتشار الاميركي في العراق وافغانستان. واعتبارا من الثلاثاء سيضم حفل "يقام على شرف كل الذين يخدمون" بلادهم، عسكريين ومسؤولين اميركيين في وسط واشنطن تليه الاربعاء ثلاث مآدب عشاء في قاعة محطة واشنطن الفخمة واحد متاحفها واحد الفنادق الكبرى.

وستختتم هذه الاحتفالات التي تستمر ثلاثة ايام باداء الرئيس القسم الخميس في الكونغرس وبعرض يشارك فيه اكثر من 10 آلاف شخص من الفرق الموسيقية جاءوا من الولايات الاميركية الخمسين. وسيتوجه الموكب حتى البيت الابيض امام حشود تقدر بنصف مليون نسمة.

ومساء تنظم تسع حفلات راقصة رسمية وتسلم مسبقا الى الاجهزة الامنية لائحة باسماء المشاركين تفاديا لتسلل اشخاص غير مرغوب فيهم. والخميس سيمنع السير في قسم كبير من وسط واشنطن تحسبا لاي اعتداءات وسيتولى اكثر من ستة آلاف عنصر امني عمليات تفتيش دقيقة في المدينة. كما سيغلق مجالها الجوي وتقوم مقاتلات بالتحليق في سمائها تفاديا لاي عملية انتحارية في حين تبث مروحيات صورا الى مركز ازمة. ويتوقع انتشار عشرات الالاف من المتظاهرين المعارضين لبوش وللحرب في العراق.

وقال وزير الامن الداخلي المنتهية ولايته توم ريدج ان "التدابير الامنية ستكون غير مسبوقة بمستوى لم يشهد له مثيل لحفل تنصيب".

وتقدر الكلفة الاجمالية لهذه الاحتفالات ب40 مليون دولار تمول بفضل هبات خاصة، الا ان تكاليف التدابير الامنية التي قدرها ريدج ب"ملايين الدولارات" فستقع على عاتق دافعي الضرائب. وتقدر مدينة واشنطن هذه التكاليف باكثر من 17 مليون دولار.

ومنذ منتصف كانون الاول/ديسمبر تقدم الجهات المانحة والمؤسسات الصناعية والمالية او جماعات الضغط (اللوبي) أكانت جمهورية او ديموقراطية شيكات بقيمة 50 الى 250 الف دولار لحساب اللجنة المكلفة تنظيم الاحتفالات في مقابل بطاقات لحضور الفعاليات الرئيسية يقدمونها لاقرب الاصدقاء والزبائن.

ويقول المنظمون ان مجموعتي "اكسون موبيل" و"اوكسيدنتال بيتروليوم" النفطيتين ومجموعة "تايم وورنر" ومايكل ديل صاحب شركة انتاج اجهزة الكمبيوتر بين اكبر المساهمين اذ قدمت كل شركة 250 الف دولار. وقدمت شركات "مايكروسوفت" و"اوراكل" و"كوكا كولا" و"بيبسي كولا" ومجموعة "بوينغ" مساهمات اكثر تواضعا (100 الف دولار كل واحدة).

وقال مدير اللجنة المسؤولة عن تنظيم الاحتفالات غريغ جينكينز ان "حفلة رئيس الاركان الراقصة" من الاحتفالات الاكثر هيبة تضم الفي شخص من اسر العسكريين "الذين يشاركون باسمنا في الحرب على الارهاب".
اما الحفلة الراقصة الاكثر اثارة فستنظمها ولاية تكساس الاربعاء تحت عنوان "اللباس الرسمي واحذية رعاة البقر" ويحييها المغني لايل لوفيت.

ولم يعد هناك غرف شاغرة في فنادق تلك الولاية والتي فرضت حجوزات لاربع ليال على الاقل دون امكانية الالغاء. وقالت فيفيان دوشل نائبة رئيس فندق ريتز-كارلتون ان الغرفة الاخيرة الشاغرة هي الجناح الرئاسي ب150 الف دولار. ومقابل هذا المبلغ يتوجه خادم الى المنزل لنقل الملابس الرسمية في حقائب تقدر قيمتها ب20 الف دولار يمكن للزبون الاحتفاظ بها.

ومن المقرر ان يبدأ بوش ولايته الثانية رسميا الخميس بقداس يقام في كنيسة سانت جون الصغيرة الواقعة قرب البيت الابيض قبل ان يؤدي اليمين الدستورية ظهرا على تلة الكابيتول. وسيضم الحفل، الذي يقام وسط ابرز نصب واشنطن، بوش ونائبه ديك تشيني واعضاء ادارته واعضاء مجلسي الكونغرس وقضاة المحكمة العليا وشخصيات بارزة.

ويتوقع ان يؤدي بوش القسم امام رئيس المحكمة العليا وليام رينكويست، المصاب بالسرطان، في حال سمحت حالته الصحية بذلك قبل ان تطلق 21 طلقة مدفعية. وبعدها يلقي بوش خطابه ثم يوقع رسميا على تعيينات اعضاء فريق ادارته الجديدة ثم يشارك في غداء رسمي في الكونغرس.

وبعد الغداء ينتقل بوش الى الجانب الشرقي من الكابيتول حيث ينضم عند قرابة الساعة 14:30 (19.30 تغ) الى الموكب الرسمي لبدء العرض. وسينطلق الموكب ويعبر الكيلومترات الثلاثة الفاصلة بين مقر الكونغرس والبيت الابيض ويضم اكثر من 10 آلاف شخص بينهم عدد كبير من العازفين ومئات الاحصنة.