بعد موافقة الاكراد الاشتراك في انتخابات كركوك
التركمان والعرب يدرسون الانسحاب

أسامة مهدي من لندن: يبدو ان مشكلة التجاذب القومي في كركوك ما تزال بعيدة عن الحل فبعد يوم من موافقة القادة الاكراد على المشاركة في انتخابات مجلس المحافظة المثيرة للجدل اثر حصولهم على ما وصفوها بضمانات عراقية واميركية وبريطانية بتطبيع الاوضاع فيها ظهرت ردود فعل تركمانية وعربية من سكانها اليوم متخوفة من امكانية السماح لاكراد من غير سكنتها الاصليين بالتصويت مما سيتيح لهم الحصول على غالبية مقاعد المجلس البالغة 42 مهددين بالانسحاب منها اذا ما تأكد لهم ذلك.

البارزاني والطالباني في جلسة برلمان كردستان الذي اعلنت فيه
موافقة الاكراد على المشاركة في انتخابات مجلس محافظة كركوك
ابلغ القيادي في الجبهة التركمانية العراقية عاصف سيرت توركمن "إيلاف" في اتصال هاتفي من كندا اليوم حيث يشرف على مشاركة حوالي ثلاثة الاف تركماني عراقي مقيمين هناك في الانتخابات العراقية ان قادة الجبهة التي تضم سبعة احزاب وهيئات تركمانية والتجمع القومي العربي الذي يضم عشائر واحزابا وقوى وشخصيات عربية يدرسون الاتفاق الذي توصلت اليه الزعامات الكردية مع الحكومة العراقية والسفيرين الاميركي والبريطاني حول السماح لاكثر من مئة الف كردي يقال انهم رحلوا من محافظة كركوك خلال حكم النظام السابق التصويت في الانتخابات من خلال تزويدهم بوثائق مزورة لاثبات كركوكيتهم " مع انهم استقدموا من اقليم كردستان ومن خارج العراق " كما قال.

واضاف ان الاحزاب الكردية دفعت لحد الان بخمس واربعين الف كردي للسكن في كركوك (255 كم شمال بغداد) من مناطق خارجها وهي تخطط الان لاستخدام 72 الفا اخرين مما سيشكل اعادة لصياغة التركيبة السكانية للمحافظة التي يسكنها حوالي مليون و200 الف نسمة . وحول عدد المرحلين الذين طردهم النظام السابق من كركوك اوضح انهم يبلغون 12 الفا من الاكراد والتركمان والاشوريين وقال ان سكان مدينة كركوك يبلغون حاليا 750 الف نسمة.

واكد توركمن ان قادة العرب والتركمان في كركوك ينسقون مع المفوضية العليا للانتخابات والجهات الرسمية في المحافظة لمعرفة ما اذا كان سيسمح لاكراد ليسوا من سكان المدينة المرحلين بالاشتراك في الانتخابات مشددا على انه اذا ثبت ذلك فان الجبهة التركمانية والتجمع العربي لن ينسحبا من انتخابات مجلس المحافظة وحدها وانما من انتخابات المجلس الوطني نفسها مشيرا الى ان قرارا بهذا الصدد سيصدر خلال يومين .

وبمقتضى الاتفاق الذي توصل اليه الزعيمان الكرديان مسعود البارزاني وجلال الطالباني سيتمكن قرابة 100 الف ناخب كردي تقول الاحزاب الكردية انهم رحلوا من كركوك منتصف سبعينات القرن الماضي من الادلاء باصواتهم في انتخابات مجلس المحافظة في الثلاثين من الشهر الحالي .

وقال الامين العام للاتحاد الوطني الكردستاني جلال الطالباني ان الاتفاق يفتح الطريق امام "تطبيع الوضع في كركوك بعودة النازحين واعادة العرب الى اماكن سكناهم الاصلية" فيما اشار مراقبون الى ان هذه الزيادة في اعداد الناخبين الاكراد ستوفر الغالبية للاكراد في مجلس المحافظة وتؤثر على التوازن الهش فيها حيث يخشى اندلاع خصومات عرقية يمكن ان تتطور الى مواجهات عنف واسعة .

وتطالب الاحزاب الكردية علنا بضم كركوك الى اقليم كردستان الشمالي الذي تحكمه منذ عام 1991 حين خرجت المنطقة عن سيطرة الحكومة المركزية لكن السلطات الحالية في بغداد اكتفت حتى الان بالدعوة الى حل المشكلة عن طريق لجنة تكلف دراسة شكاوى التهجير التي قام بها النظام السابق بحق اكراد كركوك تنفيذا للفقرة 58 من قانون ادارة الدولة العراقية التي تنص على تطبيع الاوضاع في كركوك . والاتفاق الجديد وان كان لا يؤثر على الوضع النهائي لكركوك الا انه يفتح الطريق امام الاكراد للسيطرة على مقاعد مجلس المحافظة التي كانت حتى الان تضم 15 كرديا و11 عربيا و9 تركمان و7 مسيحيين.

ويتنافس 19 حزبا في انتخابات مجلس المحافظة بينهم خمسة احزاب كردية فيما اعلن ان 450 الف ناخب في كركوك سجلوا اسماءهم على اللوائح الانتخابية.

وقال الطالباني في مؤتمر صحافي عقده في مبنى البرلمان الكردي امس " ان الاكراد قرروا المشاركة في انتخابات مجلس محافظة كركوك بعد اخذ تعهدات خطية من رئيس الجمهورية العراقي ورئيس الوزراء والمجلس الوطني العراقي والسفيرين الاميركي والبريطاني في العراق." واضاف الطالباني ان هؤلاء تعهدوا خطيا انهم ملتزمون بتطبيق المادة 58 من قانون ادارة الدولة للفترة الانتقالية وتطبيع الاوضاع في كركوك باعادة المرحلين الاكراد وترحيل الوافدين من العرب ومشاركة 108الاف كردي في هذه الانتخابات.

واضاف الطالباني " انه تم حل لجنة الاشراف واعيد لجنة اخرى رباعية تضم كرديا وعربيا وتركمانيا وواحدا من الكلدواشوريين للاشراف على العملية الانتخابية في كركوك."

كما تحدث زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني عن اهمية مشاركة الاكراد في عملية تحرير العراق واستعرض المراحل المختلفة التي مرت بها الحركة التحررية الكردستانية منوها باهمية كركوك كمدينة التآخي والمعايشة بين قومياتها المختلفة وقال " ان الذي نستطيع ان نحصل عليه عن طريق الدبلوماسية والسلام لا نرده ابدا وان الاكراد لم ولن يكونوا مستعدين ابدا للمساومة على كردستانية كركوك ".


ومن جهته قال الناطق الرسمي باسم المفوضية العليا للانتخابات فريد ايار ان الاكراد قرروا المشاركة في الانتخابات بعد تسوية مشكلة النازحين الاكراد وسوف يسمح لهم بالتصويت في كركوك واضاف "تأخرنا في طبع البطاقات الانتخابية في هذه المحافظة بسبب هذه الخلافات" ولذلك تقرر تمديد العمل بتسجيل الناخبين من خمسة الى عشرة ايام.