عبد الله الدامون من طنجة: أثار عزم الحكومة الإسبانية توشيح عدد من المسؤولين المغاربة والمقربين من العاهل المغربي الملك محمد السادس بأوسمة جدلا بين أوساط مغربية وإسبانية "بسبب ضلوع بعضهم في خروقات حقوق الإنسان.

وتعتزم حكومة خوسي لويس رودريغيث ثاباتيرو توشيح عدد من المسؤولين المغاربة بأوسمة بينهم رئيس الدرك الملكي المغربي الجنرال حسني بن سليمان ورئيس الاستخبارات الجنرال حميدو العنيكري.

وتأتي هذه الانتقادات للحكومة الإسبانية في الوقت الذي يبدأ اليوم (الإثنين) العاهل الإسباني الملك خوان كارلوس زيارة رسمية إلى المغرب تستغرق ثلاثة أيام وهي الأولى منذ تولي الملك محمد السادس الحكم في تموز (يوليوز) من سنة 1999.

وذكرت مصادر صحافية إسبانية أن حكومة ثاباتيرو ستوشح حوالي عشرين من الشخصيات والسياسيين المغاربة بينهم أشخاص نافذون ومقربون جدا من الملك محمد السادس.

وحسب هذه المصادر فإن من بين المزمع توشيحهم يوجد المستشار الاقتصادي لمحمد السادس أندري أزولاي، الذي كان أيضا مستشارا للملك الراحل الحسن الثاني، والجنرال حسني بن سليمان رئيس الدرك، والجنرال حميدو العنيكري رئيس جهاز الاستعلامات (الاستخبارات)، إضافة إلى مسؤولين آخرين لهم صلة وثيقة بإسبانيا.

وذكرت صحيفة لاراثون الإسبانية أن هذا القرار خلق "استياء" بين أوساط مغربية وإسبانية. وأوردت الصحيفة تصريحا لشخصية إسبانية "مرموقة" مقيمة في المغرب لم تفصح عن هويتها عبرت فيه عن "دهشتها" من القرار الإسباني من توشيح أشخاص متهمين بالتورط في انتهاك حقوق الإنسان.

وقالت الصحيفة إن توشيح الجنرالين حميدو العنيكري وحسني بن سليمان يعتبر مكافأة لهما على تعاونها غير المسبوق مع أجهزة الأمن الإسبانية بعد تفجيرات القطارات في مدريد في آذار (مارس) الماضي والتي اتهمت خلية مرتبطة بتنظيم "القاعدة" بتدبيرها وقبض إثرها على متهمين مغاربة.

كما اعتبرت الصحيفة أن توشيح أندري أزولاي يأتي بفضل مجهوداته الكبيرة التي فتحت باب الاستثمار في المغرب أمام كبريات الشركات والمقاولات الإسبانية التي بدأت في مزاحمة الشركات الفرنسية التي كانت تحتكر هذا المجال في السابق.

من جهته قال رئيس "جمعية الصحراء المغربية" التي تدافع عن مغربية الصحراء إن الجنرال حميدو العنيكري اعتقل أربعة آلاف شخص بعد تفجيرات الدار البيضاء في أيار (مايو) 2003 وأن غالبية هؤلاء المعتقلين أبرياء، إضافة إلى مسؤوليته في سجن صحافيين مثل مصطفى العلوي مدير صحيفة "الأسبوع الصحفي" وعلي المرابط المدير السابق لأسبوعية "دومان ماغازين" الموقوفة.

يذكر أنه من بين الأسماء المزمع توشيحها بأوسمة إسبانية هناك فاضل بن ياعيش، وهو من أم إسبانية وأب مغربي، والذي قتل والده خلال المحاولة الانقلابية في الصخيرات أوائل السبعينات من القرن الماضي ضد الملك الراحل الحسن الثاني.

ولا يوجد في لائحة الموشحين أسماء معروفة بقربها من إسبانيا ثقافيا وسياسيا مثل ادريس الضحاك وحسن العمراني ومحمد بركاش، والكتاب المغاربة الذين يكتبون بالإسبانية، أو من شخصيات سياسية مثل وزير الاتصال (الإعلام) السابق محمد العربي المساري الذي يعتبر أحد المطلعين على خفايا العلاقات المغربية الإسبانية.