عبد الله الدامون من طنجة (شمال المغرب): يبدأ اليوم (الإثنين) العاهل الإسباني دون خوان كارلوس وزوجته الملكة دونيا صوفيا أول زيارة رسمية لهما إلى المغرب منذ تولي العاهل المغربي محمد السادس السلطة في تموز (يوليو) من سنة 1999 عقب وفاة والده الحسن الثاني الذي حكم البلاد قرابة أربعة عقود.

ويزور العاهل الإسباني المغرب برفقة عدد من الوزراء بينهم وزير الشؤون الخارجية والتعاون ميغيل أنخيل موراتينوس صاحب التجربة الطويلة في حل النزاعات الدولية، والذي صرح قبل أيام لصحيفة "البايس" الإسبانية أنه ينوي الوصول بنزاع الصحراء الغربية إلى حل نهائي خلال الفترة التي سيظل فيها الحزب الاشتراكي الإسباني في السلطة.

كما ترافق العاهل الإسباني إلى المغرب وزيرة الثقافة في الحكومة الاشتراكية كارمن كالفو التي يعتبر حضورها مؤشرا على الرغبة الكبيرة لإسبانيا في توسيع ثقافتها في الحوض الجنوبي للبحر الأبيض المتوسط، وعلى الخصوص في المغرب الذي يعتبر أول بلد في العالم فتحت فيه إسبانيا خمسة مراكز رسمية لتعليم الإسبانية.

وتطمح الوزيرة الإسبانية الى أن تكون زيارتها للمغرب برفقة العاهل الإسباني محطة مهمة لتوسيع التأثير الإسباني في المغرب الذي يعرف في السنوات الأخيرة انتشارا كبيرا للغة الإسبانية وتفتح فيه كل عام المزيد من الأجهزة الثقافية والمدارس الإسبانية وغالبية تلاميذها مغاربة.

وستحضر وزيرة الثقافة الإسبانية افتتاح المعرض الإسباني المغربي في مدينة مراكش حول "التاريخ المشترك" للبلدين والذي من المرتقب أن يزوره العاهلان الإسبانيان في أول يوم لزيارتهما المغرب.

وستكون وزيرة التعليم في الحكومة الإسبانية ماريا خيسوس سانسيغوندو حاضرة بقوة خلال هذه الزيارة حيث من المزمع أن تقوم برفقة العاهل الإسباني بافتتاح أول جامعة إسبانية في المغرب في مدينة تطوان في الشمال، وهي المدينة التي كانت لمدة عقود من القرن الماضي عاصمة الحماية الإسبانية على شمال المغرب.

كما تطمح وزيرة التعليم الإسبانية إلى فتح المزيد من المدارس الإسبانية الخاصة في المغرب والتي عرفت تزايدا ملحوظا في الفترة الأخيرة.

ويرافق العاهل الإسباني أيضا وزير الاقتصاد والتجارة والسياحة خوسي مونتييا الذي سيفتتح مركزا لإنتاج الطاقة الحرارية في منطقة "تهدارت" جنوب مدينة طنجة في شمال المغرب.

ويعتبر حضور وزير الاقتصاد والتجارة والسياحة الإسباني ضمن الوفد الملكي الإسباني دليلا على الارتفاع الكبير لحجم الاستثمارات الإسبانية في المغرب، والتي عرفت تزايدا ملحوظا في السنوات الأخيرة على الرغم من التوتر الذي شاب العلاقات بين البلدين خلال حكم الحزب الشعبي اليميني بزعامة خوسي ماريا أثنار.

وكان رئيس الحكومة الإسبانية السابق خوسي ماريا أثنار زار المغرب في أواخر سنة 2003 حاملا معه مبلغا استثماريا يقارب 400 مليون يورو، وهو رقم قياسي في تاريخ الاستثمارات الإسبانية في المغرب.

ويطمح المغاربة والإسبان إلى أن تكون زيارة خوان كارلوس إلى المغرب تطبيعا كاملا للمصالحة التي بدأت بوصول الاشتراكيين الإسبان إلى السلطة قبل عشرة أشهر، وبعد اجتياز المغرب وإسبانيا مراحل صعبة في علاقاتهما كادت تصل إلى مواجهة مسلحة صيف عام 2002 بسبب النزاع حول جزيرة "تورة" في مضيق جبل طارق.