بكين: توفي الزعيم الصيني الاصلاحي السابق جاو زيانغ الذي اقيل في 1989 لتعاطفه مع الطلاب المضربين عن الطعام في ساحة تيان انمين، عن 85 عاما اليوم الاثنين بعد اكثر من 15 عاما امضاها في شبه اقامة جبرية.
واكدت ابنته وانغ يانان في رسالة اولى وجهتها الى اصدقائها "لقد رحل بسلام صباح اليوم واصبح حرا اخيرا".وقال فرانك لو مدير مركز الديموقراطية وحقوق الانسان الذي يتخذ من هونغ كونغ مقرا له ان جاو "توفي عند الساعة 01،7 بالتوقيت المحلي من اليوم الاثنين(01،23 تغ من الاحد)".
وكانت اسرة جاو اعلنت ان الزعيم السابق للحزب الشيوعي الصيني دخل في غيبوبة منذ عدة ايام.
واكدت الحكومة الصينية وفاة جاو. وقالت وكالة انباء الصين الجديدة الرسمية في نشرتها الانكليزية ان "الرفيق جاو زيانغ توفي اثر اصابته بمرض في المستشفى ببكين اليوم الاثنين عن عمر 85 عاما".
واضافت بكين ان "الرفيق جاو زيانغ كان يعاني منذ زمن طويل من مشاكل في التنفس واخرى في القلب"، مشيرة الى ان "حالته ساءت مؤخرا وتوفي بالرغم من العلاج الذي خضع له".
وهي المرة الاولى التي تتحدث فيها وسائل الاعلام الصينية عن جاو.وكان جاو ادخل المستشفى منذ اكثر من شهر. وامتنع اطباؤه عن الادلاء باي تكهنات عن حالته الصحية في الايام الاخيرة.واضطرت وزارة الخارجية الصينية للرد على الشائعات المتعلقة بوفاته الثلاثاء، مؤكدة لوسائل الاعلام الاجنبية انه في المستشفى لكن في حالة "مستقرة".

ولا يمكن الوصول اليوم الاثنين كما هي الحال منذ 15 عاما، الى منزل الزعيم السابق الواقع في وسط بكين. ويمنع شرطيون ومدنيون اي زائر من الاقتراب منه.وفي ساحة تيان انمين حيث سحقت الحركة الداعية الى الديموقراطية بعنف في الرابع من حزيران/يونيو 1989 خلافا لارادة جاو، كان الوضع هادئا صباح اليوم الاثنين ولم تشاهد تعزيزات امنية غير اعتيادية.وكان جاو اجبر على مغادرة الساحة السياسية في 19 ايار(مايو) 1989 بعدما التقى الطلاب في تيان انمين. واتهم بدعم "مثيري الشغب" واقيل في 24 حزيران(يونيو)1989.وتتسم هذه المرحلة من التاريخ الصيني بحساسية بالغة خصوصا ان رئيس الوزراء الحالي وين جياباو كان مساعد جاو لكنه لم يقع ضحية حملة التطهير التي جرتفي 1989 .
وقال وو غوغوانغ احد مساعدي جاو ويعمل حاليا في الولايات المتحدة لوكالة فرانس برس "انني حزين جدا. ابكي قائدي وبلادي".من جهته، اكد جيانغ بييكون الذي قتل ابنه في 1989 وينشط مع زوجته من اجل مراجعة الحكم الرسمي الصادر على الحركة من اجل الديموقراطية، ان "الحكومة الصينية يجب ان تنظم جنازة عامة لجاو وتسمح للناس بحضورها".ومن المؤشرات الى الارباك الذي تواجهه الحكومة الصينية بعد وفاة جاو، التشويش على كل صور جاو التي تبثها شبكة التلفزيون الاميركية "سي ان ان".


زيانغ الذي اقصي خلال حوادث تيان انمين

هيمن جاو زيانغ الامين العام السابق للحزب الشيوعي الصيني الذي توفي صباح اليوم الاثنين في بكين عن 85 عاما، على الساحة السياسية في الثمانينات قبل اقالته خلال حركة الاحتجاج في ساحة تيان انمين بسبب معارضته استخدام القوة ضد المتظاهرين.
وقد اختار الزعيم الصيني دينغ سياوبينغ في 1980، جاو المؤيد للاصلاحات الاقتصادية ولتطوير النظام السياسي الصيني باتجاه مزيد من الديموقراطية، ليتولى رئاسة الحكومة.
وفي كانون الثاني(يناير) 1987، اصبح امينا عاما للحزب الشيوعي خلفا لهو ياوبانغ المساعد الثاني لدينغ، الذي استبعد بعد حركة التمرد الطلابية في شتاء 1986-1987 .
ولد جاو في 1919 في اقليم هينان الاوسط لاسرة من كبار ملاكي الاراضي واصبح بعد انتصار الشيوعيين في الصين في 1949 احد مهندسي الاصلاح الزراعي في اقليم غوانغدونغ (منطقة كانتون).
وفي 1967 اضطر للتخلي عن منصبه كامين عام للحزب الشيوعي في الاقليم عند بدء الثورة الثقافية. لكن اعيد الاعتبار اليه قي 1971 واصبح من جديد الرجل الاول في غواندونغ في 1974 .
لكن صعوده الحقيقي بدأ في 1975 بتعيينه امينا عاما اول للحزب لشيوعي في اقليم سيشوان الكبير (جنوب غرب) حيث تمكن من تنشيط الاقتصاد خلال خمس سنوات عبر ادخال وسائل عملية جديدة للادارة الاقتصادية.وفي 1979 اصبح عضوا في المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني ثم نائبا لرئيس الوزراء "مكلفا الشؤون اليومية للحكومة". وفي 1980، عينه دينغ رئيسا للوزراء لتطبيق الاصلاحات الاقتصادية وفتح الصين على العالم الخارجي.

وقد زار خصوصًا فرنسا والولايات المتحدة لكنه لم يتوجه ابدا الى الاتحاد السوفياتي.
وفرض جاو التكنوقراطي المحدث والواقعي، نفسه عبر توليه منصب نائب رئيس اللجنة العسكرية للجنة المركزية التي يرئسها دينغ ثم نائبا لرئيس الحكومة للشؤون العسكرية في نيسان(ابريل) 1988 .
وبعدما تولى الامان العامة للحزب الشيوعي، غاب جاو عن الساحة السياسية منذ 19 ايار(مايو) 1989 بعدما التقى طلابا في ساحة تيان انمين خلال ربيع بكين.وقد اتهم "بدعم اعمال الشغب" واقيل في 24 حزيران(يونيو) 1989 .ومنذ ذلك التاريخ كان جاو يعيش في بكين تحت المراقبة وبدون ممارسة اي نشاط سياسي.