اعتدال سلامه من برلين: بعد الحرب ضدّ العراق بدأت بعض الوثائق السريّة عن خبايا ملفتة للنظر تجد طريقها الى العلن تتحدث واحدة منها عن اتصالات سريّة جرت في نهاية التسعينات بين نظام الرئيس المخلوع صدّام حسين واسرائيل.
و تقول الوثيقة التي نُشرت في المانيا إن رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق يهود باراك التقى الرئيس الاميركي الاسبق بيل كلينتون في البيت الابيض في الخامس عشر من شهر كانون الثاني (يناير) عام 1999، و بعد المباحثات طُلب من جميع المستشارين مغادرة المكتب ليتحدث باراك مع كلينتون في أمر سريّ جدا.
وعندما خرج الجميع اعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي عن عزم بلاده اجراء محادثات مع صدام حسين وذكر سببين لذلك : الاول هو ان اسرائيل ترى في ايران خطرا دائما على المنطقة و لذلك فان مدّ الجسور مع العراق،عدو النظام المتشدد دينيا في طهران، قد يعود بالفائدة على اسرائيل. اما السبب الثاني فهو ان تحريك التقارب العراقي الاسرائيلي من شأنه ان يدفع دمشق الى الدخول في محادثات سلمية حاسمة.
وابدى الرئيس الأميركي يومذاك تفهما لحجج باراك واعطاه الضوء الاخضر. و تمّت بالفعل اتصالات عراقية اسرائيلية في مدينة اوروبية يُعتقد انها لندن.
ولم يكن هذا الاتصال الاول بين مسؤولين عراقيين واسرائيليين، ففي منتصف التسعينات جرت أيضا سلسلة من اللقاءات السرية في عدّة مدن اوروبية علم بها السفير الاميركي لدى اسرائيل مارتين انديك لكنه لم ير قيمة لها و لذا لم يرفع الى وزارة الخارجية الاميركية تقارير عنها.