خلف خلف من رام الله: تحدثت المصادر الإسرائيلية اليوم انه بعد خطاب رئس الوزراء الإسرائيلي اريئيل شارون الأخير تضاعف عدد صواريخ القسام، مشيرة بان الخطاب عزز المقاومة بدلا من ردعها، وهذا ما تنبئه حسب المصادر الإسرائيلية مسبقا رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي موشي يعلون قائلا: أن الانسحاب أحادي الجانب "سيعزز الإرهاب".
ويشير يعلون أيضا أن المقاومة كانت محطمه مضروبة ولم يكن سوى إعلان الانسحاب المجاني لشارون هو الذي بعثها حية من جديد، مشيرا أن: المنظمات الفلسطينية أعلنت "أن الكفاح المسلح فقط هو الذي يأتي بالنتائج!"، الشعب فقط لم يسمع عن هذه الصلة "كأنما خدّروا أدمغتهم بالكلوروفورم".
هذه الحدث يرجعنا إلى المثل النبوئي الذي جزم به الكاتب جابوتنسكي في وارسو في عام 1939، عن مركبة اليهود التي تُدفع نحو الهاوية، وفي داخلها "واحد يُدخن سيجارة، وأفراد يقرأون صحفا، وواحد يُغني.. ولا يوجد شخص واحد.. ينقل العربة من هناك قُدما".
وتحدثت اليوم الكاتب اليميني الإسرائيلي اليكيم هعتسني في مقال له أن لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، حذّرت رئيس "الشباك" من أن تسليم محور فيلادلفيا سيحول قطاع غزة لجنوب لبناني جديد، وان الانسحاب من شمالي الضفة سيجعل هذه المنطقة "قطاع غزة الثاني"، ويضيف الكاتب: في لجنة الداخلية أُبلغ عن أن مدى صواريخ القسام سيصل إلى مداخل عسقلان، والى كريات غات، ونتيفوت واوفكيم، وبيسان، والعفولة والخضيرة، ومرج ابن عامر، وعيمق حيفر، حذّر مدير قسم التخطيط في ممثلية المياه من تجفيف مرج ابن عامر وتمليح السهل الساحلي نتيجة حفريات الفلسطينيين، ويتسائل الكاتب هل يوجد من يقلق لهذه الصورة المخيفة؟ فـ "واحد يُدخن سيجارة، وأفراد يقرأون صحفا، وواحد يُغني"، غير انه ليس عدو هو الذي يُخدّر الأدمغة هذه المرة بالكلوروفورم، بل رئيس الحكومة نفسه.
وتقول صحيفة يديعوت أن يوفيل شتاينيتس، رئيس لجنة الخارجية والأمن، يحذّر من المصريين، ويذكر بتسلحهم بسلاح عصري جدا، وبالمناورات الموجهة بصراحة نحو اسرائيل، وحسب الصحيفة فهذا يشير إلى التحريض المشابه للنازي، والى جهودهم لعرقلة الإسرائيليين في كل محفل دولي، والى السلاح المتدفق على الفلسطينيين عن طريق مصر بكميات عظيمة، وتقول الصحيفة: ها هو ذا شارون يأتي بالجيش المصري إلى حدود القطاع، ويُدخله أيضا إلى داخل القطاع على شكل مرشدين "للجيش الفلسطيني" تحت سيادة مصرية.
وتتابع: ما الذي يفكرون عن ذاك في المؤسسة العسكرية، وفي الجامعات وفي الإعلام؟ أنهم لا يفكرون، "كأنما خدّروا أدمغتهم بالكلوروفورم"، وشيء آخر، أن الجميع يعلمون أن الانفصال عن لبنان أشعل حرب الإرهاب، والجميع يرون أن طرق حزب الله تعمل في القطاع. "جنوب لبنان ها هنا" - لكن من الذي سيستخلص الاستنتاجات إذا كانت "الأدمغة قد خُدّرت بالكلوروفورم"؟.
وجدير بالذكر ان الصحيفة تشير أن ديختر كشف أن الفلسطينيين أصبح لديهم صواريخ ضد الطائرات، كم سيكون لهم بعد الانفصال؟ وإذا ما أسقطت طائرات، فكيف سنعمل بغير مخاطرة بالحرب مع مصر؟ أن أسوء سيناريوات إجلاء اليهود عن بيوتهم، قد صيغت سيناريوات تمس جوهر بقاء اسرائيل؟ أم قد خدّرت الأدمغة بالكلوروفورم؟.
وتقول الصحيفة: بُشرنا بأن "جهاز الأمن الوقائي" لأبي مازن مشارك في العملية في معبر كارني، وشارون يدعو لهذا الجيش مرشدين بريطانيين، وأمريكيين ومصريين، هل تحتاج دورات القناصة لاوسلو إلى إنعاش؟ استطاعت حكومة رابين- بيرس أن تزعم أنها أخطأت بالأوهام. فماذا ستقول حكومة شارون - بيرس التي تُطرح جُثث كثيرة لضحايا اوسلو عند قدميها؟ بعد فيلم الرعب "الأرض مقابل السلام"، كيف ستشرح الفيلم الجديد "الانفصال"، الذي يكرر الحبكة نفسها تماما، في ظروف أفظع بأضعاف مضاعفة؟.
وإن من يعتقد أن كارثة الانفصال ستقع على رؤوس المستوطنين فقط، فيغلب على الظن أن كلوروفورم جابوتنسكي قد خدّر دماغه.