فالح الحُمراني من موسكو: اثارت التأكيدات التي ادلى بها وزير الدفاع الروسي سيرغي ايفانوف عن انه لن يرشح نفسه لمنصب الرئيس بعد انتهاء ولاية فلاديمير بوتين عام 2008 عاصفة من التخمينات والقراءات ورسم السيناريوهات المحتملة. فالاجماع كان على ان بوتين يضع الرهان على زميله في الاستخبارات وحليفه السياسي ايفانوف ليشغل كرسي الكرملين، ويكون امينا على السر. ورجح مراقبون ان الجدل حول خليفة بوتين وتسميته سيعود بحدة في العام الجاري ويقولون ان هناك خمس شخصيات وسيناريوهات معدة باتقان لذلك الغرض. ونسب الى مصدر في ادارة الرئيس الروسي قوله " ان الرئيس فلاديمير بوتين سيقدم استقالته في منتصف 2005" ليصبح في سياق تعديلات دستورية رئيس الحكومة الذي ستنقل له الصلاحيات التي يتمتع بها الرئيس حاليا.
وكان مراقبون قد اشاروا الى ان اناطة الكرملين مهمة سياسة خارجية حساسة لايفانوف وهو وزير الدفاع باجراء مباحثات مع الرئيس جورج بوش وكبار مسؤولي البيت الابيض، ومناقشة موضوعات تخص علاقات البلدين التي لا تتمتع بسماء صافية والثورات متعددة الالوان في مجال الاتحاد السوفياتي السابق وقضبة يوكوس والمضايقة على الصحافة في روسيا وتعزيز مظاهر الشمولية، هي بحد ذاتها تؤكد ان الادارة الاميركية تتعاطى معه ايضا كخليفة للرئيس بوتين. وماعدا ايفانوف فان الرئيس بوش لم يلتق رسميا ولامرة واحدة وزير دفاع دولة اجنبية. حسب ما لفت مراقبون.
واخذ موضوع خليفة الرئيس شوطا ابعد في تعليق مدير معهد الدراسات السياسية سيرغي ماركوف الذي نشرته صحيفة روسيسكايا غازيتا والذي قال فيه ان عام 2005 سيشهد بداية الجدل عن الاسلوب والمعايير التي سيتم بها اختيار خليفة بوتين.وسيتلقى المرشحون المحتملون لمنصب الرئيس عام 2008الضربات من كل الجهات. ويقول ماركوف وهو من المحللين السياسيين المقربين من الكرملين ان هناك اليوم خمسة مرشحين لخلافة بوتين هم: دمتري كوزاك من الليبراليين وسيرغي ايفانوف من الاستخبارات، ومن الساسة بوريس غريزلوف وسيرغي ميرونوف والكسندر تكاتشوف.
في غضون ذلك نشر موقع اخباري واسع الاطلاع على الانترنت احتمال سيناريو اخر لتطور الاحداث المتعلقة بتركيبة السلطة في روسيا بعد انتهاء ولاية بوتين. ونقل الموقع الاخباري عن مصادر مطلعة اشارتها الى ان روسيا ستشهد في الفترة المقبلة تغيرات دستورية تؤدي الى احداث في التركيبة السياسية القائمة، وتعمل على تمديد فترة قيادة الرئيس فلاديمير بوتين لروسيا ولكن بصفة اخرى. وتاتي تلك الانباء وسط ضجة اعلامية حول المرشح لمنصب الرئيس الروسي بعد انتهاء فترة بوتين في عام 2008 .
ونقل موقع "فور ـ يوم" الاخباري على الانترنت الذي يبث بالروسية من اوكرانيا عن مصدر في ادارة الرئيس الروسي قوله " ان الرئيس فلاديمير بوتين سيقدم استقالته في منتصف 2005" وبرأي المصدر فان روسيا ستشهد تعديلات في الدستور تقضي بجعل منصب الرئيس منصبا شكليا يفقد الكثير من صلاحيته التي ستنقل الى رئيس الوزراء ورئيس البرلمان. ووفقا لتلك المعطيات فان الرئيس الحالي فلاديمير بوتين سيصبح رئيس حزب " روسيا الموحدة" حيث سيكون الحزب الحاكم، ورئيس الحكومة في ان واحد. وسينتخب البرلمان احد المقربين من بوتين ليخلفه على منصب الرئيس.
ووفقا لمعطيات المصدر فان مستشاري الرئيس السياسيين يصرون على احداث تغيرات في الدستور. ووفقا لحساباتهم فان بوتين يتمتع الان باحتياط سياسي كاف يؤهله لاشغال منصب رئيس الوزراء بعد عام 2008 حينما ستنتهي ولايته الثانية.فثمة مخاوف من صعوبة اعادة انتخاب بوتين في دورة ثالثة عام 2008 في حال منحه فرصة لذلك،نظرا الى انخفاض شعبيته.
ويربط مراقبون ذلك الوضع بالحملة الاعلامية حول المرشح لمنصب الرئيس المقبل التي بدأت مؤخرا. ويعيدون الاذهان الى تأكيد زعيم تكتل " روسيا الموحدة" الموالي لبوتين ويشكل الاغلبية البرلمانية في الدوما، ان حزبه سيدعم أي مرشح للرئاسة يطرحه بوتين، ولم يعلق الكرملين على تلك الانباء بعد، بيد انه لا يستبعد ان يكون هذا هو احد السيناريوهات التي ينظر فيها الكرملين، والمؤسسات المحيطة به لتطور الاحداث مستقبلا في روسيا. وكان الرئيس بوتين قد اعلن اكثر من مرة من لايفكر بالترشيح لدورة رئاسية ثالثة، ويسجل سابقة بانتهاك الدستور. ولكن البطانات المحيطة به لاترى لها مستقبلا في الدولة من دون ظلال قوته السياسية.