إتهامات بالعمالة لإسرائيل وسرقات بالملايين
الجلبي والشعلان يشعلان حربًا كلامية حادة

أسامة مهدي من لندن: اخذت الحملة الانتخابية العراقية منحىً خطرًا تمثل بتراشق كلامي واتهامات بين قطبين سياسيين مرشحين في قائمتين متنافستين هما أحمد الجلبي رئيس حزب المؤتمر الوطني العراقي الذي اتهم وزير الدفاع حازم الشعلان بنقل نصف مليار دولار نقدًا الى بيروت أمس الأول فيما اتهم هذا الأخير الجلبي بالعمالة لإسرائيل وبأنه زارها ثلاث مرات. الجانبان تبادلا كلمات جارحة مثل "انحطاط" و"سرقة" و"طائشة" و"رخيصة" و"مشبوهة" و"فشل" و"استهتار" و"تلاعب".

وتابع العراقيون باستغراب وأسف الاتهامات المتبادلة بين الجلبي والشعلان على شاشة فضائية "العربية" الليلة الماضية والتي قال عراقيون اتصلت بهم "إيلاف" اليوم إنها انعكست بشكل واضح على التنافس الانتخابي في الشارع العراقي الذي تسيطرعلى هواجسه الحملة الانتخابية التي يتصارع فيها 111 كيانًا سياسيًا وتأخذ منحىً متصاعدًا في الاشتداد يومًا بعد آخر، وكلما اقترب موعدها الذي لم يبق عليه سوى 12 يومًا. وأشارت المصادر العراقية إلى أن تصريحات الرجلين هي الآن مثار مناقشات المجلس العراقي بشكل واسع.

الجلبي
ففي تصريح له، اتهم الجلبي الشعلان بسحب مبلغ نصف مليار دولار من البنك المركزي العراقي على شكل أوراق نقدية وشحنها إلى بيروت قبل يومين على متن طائرة عراقية، وأشار إلى أنه بعد أن تساءلت السلطات الأمنية في مطار العاصمة اللبنانية عن سبب وجود هذه المبالغ المالية الضخمة نقدًا أبرز المرافقون لها رسالتين من الشعلان تفيد بأنها لشراء معدات للجيش العراقي وأخرى من رئيس الوزراء أياد علاوي تؤكد علمه بنقلها وأنها لأغراض رسمية. وطالب الجلبي بالتحقيق في أمر هذه الأموال والسبب الحقيقي وراء نقلها من العراق منوها إلى أن هذا الأمر يثير شكوكًا بسرقات وتلاعب مالي. وأضاف أن الشعلان يوجه اتهاماته للآخرين للتغطية على نشاطاته المالية المشبوهة والخطيرة.

وعن اتهامات الشعلان لإيران بالتدخل في شؤون العراق الداخلية وإنها هي التي أعدت قائمة الائتلاف العراقي الموحد المعروفة بالقائمة الشيعية، وصف الجلبي ذلك بأنه "كلام طائش" ينطلق من تخوف من الفشل في الانتخابات المقبلة التي ترشح إاليها الشعلان ضمن قائمة "عراقيون" بقيادة الرئيس العراقي غازي الياور.

كما طالب الجلبي بمحاسبة الشعلان على ما أسماه بالفشل الذريع في حماية أمن العراقيين باعتباره وزيرًا للدفاع ومشرفًا على الحرس الوطني الذي يأتمر بأمره وقال إن "الشعلان هو المسؤول الأول عن هذا الفشل". ووصف الاعترافات التي أدلى بها عدد من المسلحين العراقيين والعرب المعتقلين في العراق من على شاشات التلفزيون والتي اتهموا فيها إيران وسورية بالتخل في شؤون العراق بأنها هزيلة. ورفض الاتهامات الموجهة إلى القائمة الشيعية بالعمالة لإيران وقال إنها تضم شخصيات وطنية نزيهة ولذلك أثارت حفيظة الأشخاص الذين يدركون أنهم لن يحققوا نجاحات في الانتخابات المقبلة.

الشعلان
وبعد ساعة من تصريحات الجلبي هذه ظهر وزير الدفاع العراقي حازم الشعلان ليرد على اتهامات الأول مؤكدًا أن رواية نقل نصف مليار دولار نقدًا الى بيروت ملفقة وقال إن "أحمد الجلبي يتهمني بهذه القضية للنيل من نزاهتي، وأنا غير مهتم بتبرير نزاهتي لأن الجميع يعرفونها. لكن الجلبي هو المتهم بنزاهته وبالشكوك المالية التي تحوم حوله". وأضاف الشعلان أن الجلبي معروف باستهتاره بأموال العراقيين وسرقتها وهو الذي قام بسرقة بنك البتراء الأردني وملايين الدولارات لمودعين معظمهم عراقيين ثم قام بتحويلها إلى إسرائيل" في إشارة إلى الحكم الذي أصدرته محكمة أمن الدولة الأردنية عام 1992 ضد الجلبي بالسجن 22 عامًا بتهمة سرقة البنك والإضرار بالإقتصاد الأردني وهي التهمة التي ينفيها الجلبي، وأقام العام الماضي دعوى قضائية في المحاكم الأميركية ضد السلطات الأردنية من أجل إسقاط الحكم.

وأكد الشعلان أن الجلبي قام بثلاث زيارات إلى إسرائيل منذ العام 1994 يرافقه إثنان من مساعديه هما "نبيل الموسوي وأراس حبيب".

وعن دفاع الجلبي عن إيران ورفضه اتهامات وزير الدفاع لها قال الشعلان إن "من حق الجلبي أن يدافع عن إيران لأنه يدافع عن أصله .. كما أن لي الحق في الدفاع عن أصلي العراق لأني أنتمي لعشيرة عراقية معروفة". ووصف تصريحات الجلبي بالرخيصة وقال إنه "من المؤسف أن يصل أحمد الجلبي إلى هذا المستوى من الانحطاط" وأضاف "أنا اعتذر للشعب العراقي لهذا الكلام وأنا خجول أن أتحدث عن هذه الأمور لكني مضطر لها".

ومعروف أن الجلبي والشعلان كانا يرتبطان بعلاقات حميمة خلال نشاط المعارضة العراقية لنظام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين في لندن خلال فترة التسعينات وحتى سقوط النطام عام 2003 حيث عاد الرجلان إلى بغداد وكانا على علاقتهما الحميمة حتى ظهرت الخلافات بينهما حول إيران التي يتهمها الشعلان بالاستمرار في التدخل بالشؤون العراقية الداخلية وإنها وراء تشجيع العمليات الإرهابية ومحاولة التاثير على شؤون الانتخابات المقبلة على العكس من الجلبي الذي يرفض هذه الاتهامات ويؤكد عدم صحتها ويشير إلى ضرورة بناء علاقات متطورة مع الجارة الشرقية وهو كان زار طهران أواخر الشهر الماضي واجتمع مع الرئيس الإيراني محمد خاتمي وعدد آخر من كبار المسؤولين الإيرانيين.

وكان الشعلان قد رد على سؤال لـ"ايلاف" أمس عن حقيقة وثائق تروج في العراق حاليًا وتتهمه بعلاقة مع مخابرات نظام الرئيس السابق صدام حسين موضحًا إن وراءها دوافع انتخابية وخاصة من قادة القائمة الشيعية، ومتهمًا الجلبي بمحاولة تشويه سمعته. وقال الشعلان إن التحقيق في مصدر هذه الوثائق أكد أنها مزورة ومن ترويج القائمين على القائمة الشيعية التي أشار إلى أنها ستقود العراق إلى حرب أهلية طائفية وتشجع الآخرين على الاستمرار بتخريبهم للبلاد "لأنها قائمة تمثل الطائفية بأبشع صورها وتجسد خرق القانون من خلال دعم إيران لها" بواسطة الأموال الطائلة التي تنفقها وتهيئة أدوات إعلامية قوية للترويج لها.