نصر المجالي من لندن: يعتزم برلمانيون بريطانيون إثارة إستمرار المتشدد الإسلامي السوري الأصل عمر بكري محمد في إثارة حملة الحقد والكراهية وتأييد الإرهاب في جلسة لمجلس العموم، حيث يرى هؤلاء أنه لا بد من معاقبة المتشدد وكل أنصاره، كونهم يهددون الأمن القومي للمملكة المتحدة، وبدأ فرع مكافحة الإرهاب في شرطة سكوتلانديارد تحقيقاته مع بكري محمد (46 عامًا)، حسب ما أفادت تقارير صحافية اليوم، من بعد كلام نشر على أحد مواقع الانترنيت يقول "إن بريطانيا صارت دار الحرب".

ومع التحقيق معه الذي قد يقود إلى إدانته، فإن المهاجر السوري الذي أعلن تبعيته لزعيم شبكة (القاعدة) أسامة بن لادن قد يواجه ذات مصير متشددين آخرين هما أبو قتادة وأبو حمزة المصري المعتقلين حاليًا في سجن بيلمارش البريطاني الحصين الذي يأوي أيضًا متشددين إسلاميين آخرين بتهمة ارتباطهم مع (القاعدة).

وكان بكري قد أعلن في أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي حل جماعة "المهاجرون" التي يتزعمها، منضمًا بذلك إلى صفوف القاعدة "حيث يجمعنا شعار الإسلام الواحد"، كما قال.

وعلى الموقع الكتروني، قال بكري محمد في تصريحات أثارت الغضب لدى الجالية الإسلامية في بريطانيا، وكذلك لدى جماعات سياسية وبرلمانية في بريطانيا "بوابة الجهاد مفتوحة الآن لكل من يريد الجنة، وإذا لم يستطع أي مسلم القيام بذلك بنفسه، فعليه بلسانه، أو ماله".

وقالت صحيفة (التايمز) البريطانية اليوم إن المتشدد السوري يستخدم في خطبه وتصريحاته نظامًا كمبيوتريًا (بال توك) الذي يمكنه من عقد مؤتمرات صغيرة لترويج أفكاره والإجابة عل أسئلة متابعيه. ومن جهتها، قالت وزارة الداخلية البريطانية في بيان لها إن عمر بكري محمد يخضع لرقابة مكثفة ولديها سلطة بموجب قانون مكافحة الإرهاب اعتقاله.

يذكر أن بكري محمد يعيش في بريطانيا منذ عام 1986 مستفيدًا من نظام التأمينات الاجتماعية حاله حال منشقين متشددين إسلاميين كثيرين، من بينهم محمد المسعري وسعد الفقيه اللذين يقودان من لندن ما يسمى بحركة معارضة للحكم الشرعي في المملكة العربية السعودية، وهؤلاء جميعًا في وجهة نظر القوانين البريطانية المتعلقة بمحاربة الإرهاب على علاقة مع شبكة (القاعدة).

وكانت تصريحات هؤلاء المتشددين التي دأبوا على قولها منذ أحداث سبتمبر التفجيرية، مجال رفض وتنديد من جانب المجلس الإسلامي في بريطانيا الذي يمثل مالا يقل عن مليون ونصف مليون شخص غالبيتهم يحملون الجنسية البريطانية.

وكان السوري المتشدد بكري محمد قد منع من دخول مساجد عديدة على الساحة البريطانية، لذلك فهو وجد ضالته عبر الشبكة العالمية للإنترنيت للترويج لآرائه وأفكاره، وكان في مايو (أيار) عام 2003 اعترف في حديث لهيئة الإذاعة البريطانية عن معرفته بإرهابيين هما عمر خان شريف وعاصف محمد حنيف كانا قد نفذا عملية تفجيرية في مقهى في تل أبيب، وقال "جاءني الشابين لاستشارتي، لكن علاقتي بهما ليست أكثر من علاقة الأستاذ بتلاميذه".

وعلى الرغم من خشية التعاطف من جانب بعض المسلمين مع بكري إذا تم اعتقاله، فإن وزارة الداخلية البريطانية، عازمة على ذلك فيما يبدو، حيث هي تتعرض لضغوط كبيرة من جانب أعضاء في مجلس العموم على التحقيق معه واعتقاله إن لزم الأمر، حيث وجوده حرًا يثير التساؤلات عن قدرة أجهزة الأمن والاستخبارات البريطانية في الانتصار في حربها ضد الإرهاب وتجنيب البلاد أعمالا إرهابية غير متوقعة.

وفي الأخير، يشار إلى أن عددًا من أعضاء مجلس العموم من مختلف الأحزاب تنادوا للاتحاد فيما بينهم بتوجيه رسائل لوزير الداخلية تشارلز كلارك لاتخاذ قرارًا حاسمًا في شان المتشدد السوري الذي تثير تصريحاته عنصرية لا حدود لها "وهي تشكل انتصارًا للحزب الوطني البريطاني المعروف بعنصريته للاستمرار في مواقفه الأيدولوجية المعلنة ضد كل الأجانب والطوائف الدينية المتواجدة على الأراضي البريطانية".