وزير الداخلية العراقي يحذر من حرب اهلية
خلاف بين الحوزة وفضل الله حول العراق


أسامة مهدي من لندن: في خلاف علني بين المراجع الشيعية اكدت الحوزة العلمية في النجف معارضتها لمواقف المرجع الشيعي في لبنان الشيخ محمد حسين فضل الله من الاوضاع في العراق وقالت انها مخالفة لرؤيتها وعلى العكس اشارت الى ان مواقف الشيخين محمد سيد طنطاوي شيخ الجامع الازهر وعبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مفتي المملكة العربية السعويدية في رفض عمليات القتل والتدمير في العراق واعتبارها بعيدة عن مفهوم الجهاد من شانها ان تقرب بين المذاهب الاسلامية ودانت عمليات الاغتيال والخطف التي يتعرض لها رجال الدين من مختلف الاديان داعية الحكومة العراقية الى الايفاء بتعهداتها وفرض الامن في البلاد في وقت حذر وزير الداخلية العراقي فلاح النقيب من ان عدم مشاركة السنة في الانتخابات المقبلة قد يقود البلاد الى حرب اهلية .

واضافت الحوزة في تصريحين صحافيين ارسلا الى "ايلاف" اليوم ان تحريم شيخ الازهر ومفتي السعودية لما يجري في العراق من سفك للدماء ينسجم مع ماجاء في الشريعة الاسلامية.
وقالت الحوزة في التصريح الاول ان رفض شيخ الازهر سيد طنطاوي ومفتي السعودية الشيخ ال الشيخ لما يحدث في العراق حاليا من قتل وتدمير وتفجير واعتباره ليس جهادا بأي حال من الأحوال وأن استهداف المسؤولين العراقيين والعمال والموظفين بحجة التعاون مع الاحتلال جريمة نكراء وحرام ويستحق القتل من يرتكب ذلك سيساعد على التقريب بين المذاهب الاسلامية . . وفيما يلي نص التصريح :

بسم الله الرحمن الرحيم
تمتدعلاقات الحوزة العلمية في النجف الأشرف بالأزهر الشريف الى سنوات ماضية وعقود تخللتها زيارات متبادلة لوفود من الجامعتين الإسلاميتين العريقتين ولقاءات علمية ومؤتمرات بحثية في القضايا الإسلامية المختلفة سعيا للتقريب والتواصل بين المذاهب الإسلامية المختلفة .

ومما يدعم دعوات التقريب بين المذاهب الإسلامية ويعززها تصريحات الدكتورالشيخ محمد سيد طنطاوي شيخ الجامع الأزهرالشريف المتوافقة مع رؤية المرجعية العليا حيث حث شيخ الأزهر"الشعب العراقي بكل أطيافه السياسية الى المشاركة في الانتخابات العراقية المقرر إجراؤها أواخر كانون الثاني - يناير الجاري وصولا لتشكيل حكومة عراقية شرعية تعمل على إعادة السيادة والقانون في العراق " موضحا بجلاء "أن ما يحدث في العراق حاليا من قتل وتدمير وتفجير ليس جهادا بأي حال من الأحوال" وأن استهداف المسؤولين العراقيين والعمال والموظفين بحجة التعاون مع الاحتلال " جريمة نكراء وحرام ويستحق القتل من يرتكب ذلك".

وكان مفتي المملكة العربية السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ حذر في الحادي عشر من شهر تشرين الثاني - نوفمبر الماضي من مغبة انزلاق الشباب في طريق السفر إلى العراق والانخراط في التنظيمات المسلحة تحت غطاء الجهاد وهو ما حذر منه الكثيرون أيضا.

والحوزة العلمية إذ تذكّر بما ورد في شريعتنا الغراء من الحرمة المشددة في سفك الدم الحرام ظلماً ، وبخاصة في هذا الشهرالحرام ، شهرالحج وعيده السعيد عيد الأضحى المبارك ، تدعو مجدداً"هيئة علماء المسلمين"والمفتين وخطباء الجمعة في العراق أولاً،وفي بقية أقطار المسلمين الى رفع اللبس والتصريح بعدم مشروعية مثل هذه المنكرات، والتنديد بصوت عال بهذه الأعمال الإجرامية، وحث العراقيين على نبذ العنف والقتل والتوجه الى صناديق الاقتراع لاختيار ممثليهم في كتابة الدستور، مبدية عتبها على ما ورد في خطبة الجمعة الماضية لسماحة السيد محمد حسين فضل الله المخالفة لرؤية المرجعية العليا في العراق سائلة الله عز وجل أن يحفظ العراق وأهله وبلاد المسلمين كافة من كل سوء إنه نعم المولى ونعم النصير.
( أفمن يهدي الى الحق أحقُّ أن يتّبع أمن لا يهدّي إلاّ أن يهدى فما لكم كيف تحكمون)

الحوزة العلمية في النجف الأشرف
ومعروف ان المرجع الشيعي في لبنان محمد حسين فضل الله يرفض عادة التعاون مع القوات المتعددة الجنسيات ويحرض على مقاومتها الامر الذي تعتبره بعض القوى العراقية تاجيج للاوضاع المضطربة في البلاد لانها مضطرة للتعاون معها الى حين اجراء الانتخابات نهاية الشهر الحالي اضافة الى دعوته باستمرار الى رحيل هذه القوات من العراق فورا وهو ما سيقود براي تلك القوى الى حرب اهلية بغياب قوات عراقية قادرة على حفظ الامن وهي ترى ان الانتهاء من انجاز هذه المهمة سيقود في النهاية الى التخلص من القوات الاجنبية التي ستقوم الحكومة المنتخبة المقبلة بفتح مفاوضات معها لجدولة انسحابها من العراق .

استنكار قتل واختطاف رجال الدين
وطالبت الحوزة العلمية الحكومة العراقية والمسؤولين عن الجيش والشرطة وقوى الأمن وضع حد عاجل لعمليات القتل والاختطاف والضرب بيد من حديد على أوكار القتلة والمخربين الجناة وتوفير الأمن والأمان للعراقيين ناخبين ومنتخبين .

واكدت الحوزة في بيان صحافي اخر ادانتها" بأقسى الألفاظ عمليات القتل المنظم والتصفيات الجسدية لرجال الدين وأبنائهم والمؤمنين والاعتداء على المصلين وتفجير دور العبادة من قبل المتطرفين التكفيرين المتسللين الى العراق من خارجه ومن يقدم لهم الدعم والدلالة والإسناد من اتباع النظام البائد في داخل العراق وعبر الحدود" ودعت الحكومة الى الايفاء بالوعود التي قطعتها على نفسها بأن تجعل من أولى مهامها الأمن والأمان للمواطنين " ولم تف بوعدها لهم حيث لا أمن ولا أمان في العراق الجريح" كما قالت .. وفيما يلي نص التصريح الصحافي :

بسم الله الرحمن الرحيم

تدين الحوزة العلمية في النجف الأشرف بأقسى الألفاظ عمليات القتل المنظم والتصفيات الجسدية لرجال الدين وأبنائهم والمؤمنين والاعتداء على المصلين وتفجير دور العبادة من قبل المتطرفين التكفيرين المتسللين الى العراق من خارجه ومن يقدم لهم الدعم والدلالة والإسناد من اتباع النظام البائد في داخل العراق وعبر الحدود.

فلم تكد تمضي أيام على تفجير مقبرة ومصلى ومزار لأحد أتباع أهل البيت (ع) في مثلث الموت قرب بغداد حتى أغتيل غدرا سماحة "الشيخ محمود المدائني" ممثل سماحة المرجع الأعلى السيد السيستاني(دام ظله) وابنه وأربعة من أتباعه بعد انتائهم من أداء الصلاة في مسجد للصلاة مدينة "المدائن".

ولم تمض أيام على تفجير سيارة مفخخة أمام مسجد يؤمه أتباع أهل البيت (ع) في "خان بني سعد" فرب بعقوبة أدى الى سقوط عشرات المصلين بين قتيل وجريح وتهديم لعمارة المسجد حتى أغتيل يوم أمس غدرا الشاب "السيد على السيد حبيب الخطيب" ابن المرشح على قائمة "الائتلاف العراقي الموحد" وممثل المرجع الأعلى السيد السيستاني في محافظة واسط .

وفي صبيحة هذا اليوم الثلاثاء استهدفت سيارة مفخخة في بغداد مقر سماحة السيد عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الأعلى ورأس قائمة"الائتلاف العراقي الموحد" في محاولة ثانية منهم لتفجير مقره بعد فشل محاولتهم الأولى قبل فترة فأخطأت هدفها وقتلت وجرحت الأبرياء العزل.

وهكذا يستمر مسلسل الموت والاغتيال ليس للمرشحين للانتخابات من أتباع مذهب أهل البيت(ع) فقط بل حتى لأبنائهم ومرافقيهم ، وهكذا يستمر أيضا مسلسل التفجير وتفخيخ السيارات ليس بمساجد أهل البيت (ع) فقط بل بالمصلين فيها والعابدين الركع السجود.

ولم يقتصر الاستهداف الدموي للعراقيين على أتباع مذهب أهل البيت (ع) فقط ، وإن كانوا هم أكثر المستهدفين من قبل هؤلاء التكفيرين وأعوانهم المتعاونين معهم من الصداميين، بل امتد ليشمل كل من له وجهة نظر أخرى تخالفهم في الرأي والمعتقد والتوجه الفكري، فقد أغتيل أمس في البصرة المرشح "رياض راضي حبيب" ممثل الصابئة المندائيين ، كما اختطف أمس أيضا "الأب باسيل كاسموسي" كبير الأساقفة الكاثوليك في الموصل .

إن الحوزة العلمية في النجف الأشرف تطلب من الحكومة العراقية والمسؤولين عن الجيش والشرطة وقوى الأمن وضع حد عاجل لهذه الجرائم المنكرة ، والضرب بيد من حديد على أوكار القتلة والمخربين الجناة،وتوفير الأمن والأمان للعراقيين ناخبين ومنتخبين، وفاء للعهود التي قطعتها الحكومة على نفسها بأن تجعل من أولى مهامها الأمن والأمان للمواطنين ،ولم تف بوعدها لهم حيث لا أمن ولا أمان في العراق الجريح. ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم .

الحوزة العلمية في النجف الأشرف
7/ ذو الحجة/1425- 18/1/2005م

وزير الداخلية يحذر من حرب اهلية
من جهة اخرى حذر وزير الداخلية العراقي فلاح النقيب اليوم من مخاطر وقوع "حرب اهلية" في العراق في حال مقاطعة شريحة من السكان العراقيين للانتخابات المقررة في الثلاثين من الشهر الحالي .

وقال النقيب في مؤتمر صحافي في بغداد ان امتناع البعص عن المشاركة في الانتخابات سيشكل "خيانة" وسيؤدي الى "حرب اهلية" والى "تقسيم" البلاد. واضاف "اذا تمزق العرب العراقيون الذين يشكلون الغالبية العظمى والعمود الفقري في البلاد فيما بينهم فأن البلد سيمزق هو الاخر ويتحول الى امارات ونعود خمسة الاف سنة الى الوراء".

واوضح النقيب ان "على الجميع ان يشاركوا في الانتخابات وبفعالية ولا يهم لمن يصوتون المهم ان يشاركوا في هذه العملية السياسية لان الامر يتعلق بمستقبل ومصير العراق".
واكد الوزير العراقي "وجود مؤامرة كبيرة على هذه الانتخابات". وقال ان "هذه المؤامرة واضحة للعيان من خلال العمليات الارهابية التي اعتقد انها ستتصاعد خلال الفترة المقبلة وخصوصا في بغداد ومن خلال دعوة بعض المناطق الى عدم المشاركة فيها او التصويت لجهة معينة".

وحول الجهة التي تعمل على اشعال الحرب الاهلية في العراق قال الوزير العراقي ان "قسما منهم يدعون انهم يعملون في السياسة وهم بالاساس رؤوس الجريمة المنظمة وقسما منهم من اتباع النظام السابق وقسما اخر يعمل تحت غطاء ديني" مشيرا الى ان "الكل مرتبط في مركز واحد". واوضح في مؤتمر صحافي اوردته وكالة الصحافة الفرنسية ان "هناك عملا مخططا له من خارج البلاد منذ اول يوم سقط فيه النظام العراقي في نيسان (ابريل) عام 2003 و"هناك اناس يعملون على تخريب البلاد واقتصاده" ، وان "الوزارة تتابع الموضوع عن كثب".

وشدد على ضرورة مشاركة العرب السنة في الانتخابات وقال ان "المشاركة مهمة جدا في الانتخابات واخص بالذكر المحافظات العربية الشمالية التي فيها ارباك" في اشارة الى المحافظات السنية الثلاث صلاح الدين وديالى ونينوى التي لا تزال تشهد اعمال عنف دامية على الرغم من اقتراب موعد الانتخابات وناشد جميع العراقيين وخصوصا العرب "ان يكونوا يدا واحدة لانهم عراقيون بالدرجة الاولى ومسلمون وعرب". ورأى ان "البعض يريد ان تكون في العراق حكومة ضعيفة واهنة او حكومة تؤجج للحرب الاهلية وهذا مخطط موجود".