نصر المجالي من لندن: لا تزال عائلة ثاتشر تعاني أزمة تتصاعد فصولا من بعد اعتراف ابنها السير مارك بتورطه بتقديم مالي للمرتزقة الذين كانوا يحاولون قلب الحكم في غينيا الاستوائية في مار (آذار) من العام الماضي وجلهم من البريطانيين، جنودا أو كانوا من كبار الممولين والسياسيين. وآخر المعلومات تقول أن السير مارك الذي ورث اللقب عن والده الراحل دينيس، وصل على لندن خفية، عن طريق القنال الإنجليزي الرابط بين فرنسا وبريطانيا عبر السكة الحديد تحت الأنفاق، وهو يواجه مشاكل في تجديد تأشيرة دخوله إلى الولايات المتحدة.

وتثير قصة السير مارك ثاتشر شهية الصحف التي كانت مناهضة لوالدته السيدة الحديد مارغريت ثاتشر حين كانت رئيسة للوزراء، ففي كل يوم تتابع هذه الصحف تتابع قصة جديدة ومثيرة، وآخرها أنه طلا يستطيع الحصول على تجديد تأشيرة دخوله للولايات المتحدة للانضمام إلى زوجته دايانا وابنه وابنته، حيث تعيش العائلة في ولاية تكساس الأميركية الغنية بالنفط".

ويبدو أن الابن، عاد ثانية لأمه صاحبة الحظوة لدى عائلة بوش التي لها استثمارات مهمة في مجال النفط في تكساس من أجل تحصيل تجديد تأشيرة الدخول على الولايات المتحدة التي يبدو أنها لن تعطيه التأشيرة إلا من بعد فتح جميع الملفات، وخصوصا لتورطه في دعم المحاولة الانقلابية في ذلك البلد الإفريقي، وكذلك الحصول على جميع المتعلقة ببعض الأشخاص المتورطين.

وتقول المعلومات إن السير مارك، التقى مع والدته رئيسة الوزراء السابقة في منزلها الفخم في منطقة بليغريفيا الراقية في غرب لندن وتحادث معها حوا آخر التطورات، كما أنه يواصل التحادث مع محاميه البريطانيين حول قضية تعثر منحه تجديد تأشيرة الدخول إلى الولايات المتحدة. وابلغ المحامون موكلهم ثاتشر أن القضية تتطلب وقتا لحسمها يمتد على ستة أو سبعة أسابيع، حتى يصل القرار النهائي من واشنطن.

يذكر أن رئيسة الوزراء السابقة مارغريت ثاتشر، لها علاقات طيبة ومتميزة مع عائلة بوش ابتداء من الرئيس الأسبق الأب جورج بوشن حيث هما تحالفا في الحرب التي طردت قوات صدام حسين الغازية للكويت العام 1991 .

واليوم، قالت معلومات إن نصائح وجهت إلى السير مارك بأن يقوم بنفسه بمقابلة مسؤولي السفارة الأميركية في العاصمة البريطانية لتفسير كل مجمل الأمر، على أن مستشاريه ابلغوه أنه "من المحتمل أن ترفض الولايات المتحدة تجديد تاشيرة دخوله على خلفية اعترافه بتورطة بالمحاولة الانقلابية المحبطة في غينيا الاستوائية، وأنه اخترق قوانين بلد عضو في الأمم المتحدة هي جنوب إفريقيا حيث كان يقيم منذ العام 1995 كرجل أعمال".

ولا تسمح قوانين الهجرة الأميركية بتأشيرات دخول لمن تم اتهامهم عبر المحاكم في قضايا من نوع تلك التي تورط بها السير مارك ثاتشر أو أية قضايا أخرى على الإطلاق. ولكن يحتمل أن يشفع له أمر واحد وهو أن زوجته أميركية، وان ابنه وابنته يدرسان في معاهد أميركية تتطلب وجوده معهما.

وعلى الرغم من أن مصادر قانونية تقول أن ثاتشر قد يمنح تجديد تاشيرته المنهية منذ وقت طويل، إلا أنه من الصعب التكهن القول بأن السلطات الأميركية قد تسمح له بدخول أراضيها على اعتبار أنه "قد يكون شخصا غير مرغوب فيه".

حسب صحيفة (التايمز)، فإن مارك ثاتشر كان وصل إلى مطار فرانكفورت الألماني يوم الخميس الماضي، في طريقه إلى الولايات المتحدة، لكن خططه أجهضت حين اكتشف أن تأشيرة دخوله كانت منتهية، وكان عليه أن يتوجه إلى باريس ثم إلى لندن عبر خط سكة الحديد "يورو تانيل".

وأخيرا، فإن قضية الابن المدلل والوحيد، ستثير صداعا للسيدة الحديد "العجوز" التي تعيش وحيدة في نهاية سبعينيات عمرها من بعد وفاة زوجها ورفيق دربها السير دينيس قبل عامين، في حين تعيش ابنتها كارول مع عشيق لها بعيدا عن منزل العائلة منذ اكثر من 25 عاما.