بشار دراغمه من رام الله: أكدت مصادر إسرائيلية أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) أعد خطة لضبط الأمن في المدن الفلسطينية، وأشارت المصادر ذاتها إلى أن تطبيق هذه الخطة سيبدأ الأسبوع القادم بحيث تهدف أساسا إلى تقليص صواريخ القسام وقذائف الهاون على المستوطنات الإسرائيلية، وكذا حماية المعابر بين قطاع غزة وإسرائيل.

وتقول صحيفة معاريف الإسرائيلية أن لضغط الدولي على ابي مازن بلغ ذرى جديدة، فقرر بلورة الخطة مع مستشاريه المقربين.

وحسب الخطة، سينتشر نحو الف من رجال الامن الفلسطينيين الاسبوع القادم في مناطق اطلاق القسام والراجمات.وتضيف الصحيفة: "والأمل هو أن يردع وجود الشرطة الفلسطينيين مطلقي الصواريخ"، مؤكدة على أن ابا مازن يخطط الى تحويل المعابر بين غزة واسرائيل الى "مناطق نقية"، واقامة حواجز وتنظيم طرق الوصول اليها بواسطة الات كشف المعادن والمواد المتفجرة. وفي الاونة الاخيرة تلقى ابو مازن رسائل واضحة من اسرائيل تقضي بان حقيقة ان العملية في معبر كارني قد نفذت في ظل تعاون مع محافل داخل أجهزة الامن الفلسطينية يعتبر في اسرائيل مثابة اعلان حرب.

وتقول معاريف: "وحسب المعلومات الاستخبارية، فان أشخاصا من داخل الامن الفلسطيني هم الذين سمحوا للمخربين بالوصول الى المنطقة التي نفذت فيها العملية والدخول دون عراقيل.

وتركد على أنه وفي إطار خطة ابو مازن ستبذل جهود للتجنيد الى أجهزة الامن الفلسطينية العناصر المتطرفة، ولا سيما من كتائب شهداء الاقصى بهدف ربطهم في الجهود لإحلال النظام بدل استثمار طاقتهم في العمليات ضد إسرائيل. "احتاج الى الوقت والصبر"، قال أمس رئيس السلطة في محادثات اجراها مع ديبلوماسيين مختلفين، "فلا يمكن عمل هذه الامور بين ليلة وضحاها".وأمس أمر ابو مازن قادة اجهزة الامن في يهودا والسامرة بالعمل بهدف منع النشاط العنيف ضد اسرائيل او ضد أهداف اسرائيلية. كما بدأ الرئيس باتخاذ نشاطات لتوحيد أجهزة الامن الفلسطينية الكثيرة في ثلاثة أجهزة اساسية.

وتشير الصحيفة إلى المشكلة المركزية لابي مازن هي حقيقة أنه لا يوجد في محيطه مرشحون لادارة النشاط الامني. فمعظم كبار المسؤولين الفلسطينيين يجتهدون للجلوس على الجدار وعدم التماثل مع الخط المناهض لحماس او المناهض للعمليات.

وحسب معاريف فان محمد دحلان، الذي يعتبر كمن يمكنه أن يدافع عن المعابر في غزة، يبتعد عن العناوين الرئيسة ويحاول جهده ان يتواضع، كما أن موسى عرفات وأمين الهندي كذلك. في هذه المرحلة يوجد ابو مازن وحده في الجبهة، فيما لا توجد خلفه جيوش حقيقية ،مؤكدة على ان في الأيام القريبة القادمة يعتزم رئيس السلطة الفلسطينية الوصول الى غزة، وربما أيضا الانطلاق في اعلانات وتصريحات للتنديد بالعمليات والكارثة التي يلحقها بالامن الوطني والشعب الفلسطيني. وجرى الايضاح لابي مازن في اليوم الماضي بانه في الوضع الراهن يمكنه أن ينسى زيارة الولايات المتحدة، وأن التدخل الامريكي المرتقب الذي يعلق عليه آمالا كثيرة سيجمد الى أن ينخفض مستوى العمليات. وبالتوازي، يبذل المصريون جهودا جمة ويشددون تدخلهم في محاولة لاقناع اجهزة الامن الفلسطينية بالنزول عن الشجرة واعطاء ابا مازن الإسناد في صراعه.