خلف خلف وبشار دراغمه من رام الله: كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية اليوم أن مجموعة باحثين إسرائيليين وأميركيين، أعلنوا أن العدد الحقيقي للفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة أقل بكثير من التقدير المأخوذ به، ومن بين زعماء المجموعة يورام أتينغر، والعقيد دافيد شاحف والبروفسور دافيد بسيغ والذين قالوا إن أحدا لم يتأثر، بل ردت السلطات الإسرائيلية بتثاؤب على إمكانية أن تكون المشكلة السكانية المشهورة، وهي إحدى أسس فكرة الانفصال، مشكلة هزيلة جدا، أنها تفضل رفض كل انشغال بهذا التطور المثير للضجة الى ما بعد تنفيذ الانفصال، كي لا يخسر المشروع طعم وجوده قبل الأوان.
وتناول هذه القضية اليوم أيضا الكاتب الإسرائيلي في صحيفة معاريف حاجي سيغال بالقول: تذكرون، بدأ الانفصال في أوج حملة تخويف سكانية، لقد نشر البروفسور أرنون سوفير بين صاغة الرأي العام وثيقة مثيرة للكآبة، قررت فحواها أن الانسحاب الفوري فقط من الضفة الغربية وغزة هو الذي سينقذنا من الرحم الفلسطينية، بحسب حساباته، لم يعُد اليهود أكثرية بين البحر والنهر، وسيزداد الوضع خطرا فقط إذا لم تقسم البلاد فورا.
ويضيف: تسربت أصداء من وثيقة سوفير الى خُطب شارون في هرتسليا، أفضل كُتاب المقالات تمسكوا بها بلا ارتياب. وذلك على الرغم من ان جزءا من معطياتها واستنتاجاتها كانت مشكلة حتى قبل التأليب الجديد ضدها، فانه منذ عام 1967 لم تنفذ إسرائيل إحصاء سكانيا في الضفة الغربية وغزة، وأكثر المعطيات السكانية من هناك تعتمد على مصادر فلسطينية مريبة.
وتقول صحيفة معاريف: زيادة على ذلك، أدخل سوفير في طبق سلطة واحد الفلسطينيين والعمال الأجانب والمهاجرين غير اليهود من روسيا، من أجل إقناع اليهود بأنهم قلة هنا، لم يسأله أحد عن منطق عدّ احمد من نابلس، مع بوريس من أسدود، على الرغم من أن بوريس يخدم في الجيش الإسرائيلي وأحمد هو عضو تنظيم، لم يفكر أحد أيضا تفكيرا مسموعا هل الانسحاب من غوش قطيف هو حل منطقي لمشكلة العمال الأجانب.
وتابعت الصحيفة: ولكن، الآن، جاءت جماعة الباحثين المذكورين آنفا، بتأخر قليل في الحقيقة، ورفعت كل حجر في وثيقة سوفير. يُحرك أكثرهم تصور يميني، ولكنهم يعتمدون على متخصصين، وقد أصبحوامدعوين الى بسط معطياتهم على منصات مهمة في واشنطن ونيويورك، على حسب أقوالهم السكان الفلسطينيون في الضفة وغزة يعدون فقط 2.4 مليون نسمة، لا 3.8 ملايين نسمة، كما يزعم الفلسطينيون، وزيادتهم الطبيعية في تناقص جلي، إنهم يُدللون على أن تقريرات الولادة والوفاة في مناطق السلطة الفلسطينية تلائم حاجات السلطة السياسية، بل يكشفون عن ميل غريب الى عدّ عرب القدس مرتين (مرة مع الفلسطينيين من المناطق، ومرة مع عرب إسرائيل).
ويقول حاجي سيغال: لقد أصبح نجاح سوفير ورفاقه في تقديم النتائج الجديدة، ولكنهم أقلوا من إعطاء الردود في الشأن. أنهم يتظاهرون بعرض التخصصية الصرفة، ويميلون الى نسيان نبوءاتهم المتشائمة من الماضي، والتي دُحضت في امتحان الواقع. يصعب أيضا أن يُبتزوا تفسيرات مقنعة، كيف سيستطيع الجدار الفاصل أن يحرر دولة إسرائيل من الكابوس السكاني.
فانه إذا كان الجدار يحل مشكلات سكانية، فلماذا يتابعون عدّ عرب غزة بعد ان خرجنا من هناك في عام 1994، وانشأنا جدارا عاليا حولهم؟ وإذا لم يكن الجدار يحل، فبماذا سيساعدنا الجدار الجديد في يهودا والسامرة أو خطة الانفصال؟ الآن، بالذات، في الآن الذي تهُز فيه صواريخ القسام سديروت، وترسو "ألتلينا" جديدة في موانئنا، يحسن بنا أن نفحص من جديد الحسابات المشكلة التي أصابتنا بالرعب.