هددت إسرائيل بتوجيه ضربة موجعة للفلسطينيين في أعقاب العملية التفجيرية التي نفذتها حماس يوم الثلاثاء بالقرب من حاجز عسكري إسرائيلي جنوب قطاع غزة مما أسفر عن مقتل أحد أفراد الشاباك الاسرائيلي ، و إصابة ثمانية جنود آخرين في أحدث الهجمات الفلسطينية ضد الإسرائيليين في غزة .

و قال شاؤول موفاز وزير الدفاع الاسرائيلي للقناة الثانية في التلفاز الإسرائيلي : " إسرائيل سترد و الآن " ، في إشارة إلى ضربات دقيقة سترد بها على الفلسطينيين.و أكد موفاز أن جيشه لن يجتاح قطاع غزة بشكل كامل ، مشيراً إلى أن الجيش سيجتاح مناطق واسعة من القطاع للسيطرة على الوضع . و تأتي عملية غوش قطيف بعد ساعات محدودة من وصول الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى قطاع غزة للاجتماع بقادة الفصائل الفلسطينية ، و بعد يوم واحد من رفض الفصائل المسلحة لدعوة عباس بوقف الهجمات ضد إسرائيل .

و كان فدائي من كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس فجر نفسه في مجموعة من الجنود الإسرائيليين بالقرب من موقع عسكري جنوب غزة ، مما أسفر عن مقتل أحد عناصر الأمن العام الاسرائيلي ( الشاباك ) ، و إصابة ثمانية جنود آخرين جراح معظمهم خطيرة .

و قال شهود عيان إن فلسطينياً فجر نفسه وسط مجموعة من الجنود الاسرائيليين أثناء قيامهم بفحصه و هو إجراء دوري تقوم به القوات الاسرائيلية المتمركزة عن الحواجز العسكرية المتمركزة في قطاع غزة .

و أضاف الشهود أن انفجارا ضخماً دوى في المكان الذي تواجد فيه الفلسطيني ، قبل أن تهرع عشرات سيارات الإسعاف إلى المكان لإجلاء القتلى و الجرحى .

و أعلنت كتائب القسام الذراع العسكري لحركة المقاومة الاسلامية حماس مسؤوليتها عن عملية غزة ، و قالت في بيان حصلت " إيلاف " على نسخة منه ، أن منفذ العملية هو الفدائي عمر سليمان طبش ( 21 عاماً ) من بلدة عبسان شرق مدينة خان يونس ، و أشار البيان أن عملية " ثقب في القلب " الفدائية و هي اسم العملية التي نفذت تأتي كرد طبيعي على الجرائم التي تنفذها إسرائيل ضد الفلسطينيين في قطاع غزة .

و كان الرئيس الفلسطيني محمود عباس وصل مساء الثلاثاء إلى قطاع غزة من أجل لقاء الفصائل الفلسطينية في القطاع ، و اجتمع ليلة أمس مع رؤساء الأجهزة الأمنية ، و عقد اجتماعا آخرا مع قادة حركة حماس ، كما سيلتقي صباح اليوم ( الأربعاء ) مع باقي الفصائل الفلسطينية .

و يواجه عباس الذي تولى الرئاسة الفلسطينية يوم السبت الماضي صعوبات كبيرة و ضغوطات متنوعة منذ توليه الرئاسة ، فقد أعلنت اسرائيل وقف كافة الاتصالات معه بعد عملية كارني مطلع الاسبوع الحالي ، و رفضت فصائل المقاومة الفلسطينية دعوته لوقف الهجمات ضد إسرائيل في إطار مسعاه للعودة إلى طاولة المفاوضات .

سيناريوهات إسرائيلية

وتسابق مسؤولو الجيش الإسرائيلي في تقديم السيناريوهات المتوقعة لبدء الهجوم الوشيك على قطاع غزة ، الذي طالب رئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون بتنفيذه رداً على تصاعد عمليات المقاومة الفلسطينية ضد الأهداف الإسرائيلية في قطاع غزة، و تنوعت أفكار القادة العسكريين لكنهم اتفقوا على ضرورة إعادة إحتلال قطاع غزة بعد دكه بالمدفعية و احتلال أجزاء واسعة منه .

و قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن قيادة الجيش تتشاور في ثلاثة خيارات عرضها وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز ، و رئيس هيئة الأركان العامة موشيه يعلون , و قائد المنطقة الجنوبية في قطاع غزة .

و يتلخص الخيار الذي نادى به وزير الدفاع الاسرائيلي موفاز باحتلال أجزاء واسعة من قطاع غزة للحد من إطلاق صواريخ القسام و قذائف الهاون محلية الصنع على المستوطنات و البلدات الاسرائيلية ، و يريد موفاز أن يجتاح الجيش الاسرائيلي قطاع غزة بشكل كامل إذا لم تتوقف التنظميات الفلسطينية عن إطلاق صواريخ القسام .

و يتجه رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي موشيه يعلون في خياره إلى إعطاء فرصة كافية للرئيس الفلسطيني الجديد محمود عباس لإقناع الفصائل الفلسطينية بوضع حد لحالة الفوضى ، و إذا لم يقم بواجباته فإن الجيش لن يقف مكتوب الأيدي بل سيجتاح قطاع غزة بشكل كامل .

أما الخيار الثالث و الذي جاء به قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الاسرائيلي فهو يدعو إلى ضرب قطاع غزة بالمدفعية رداً على كل صاروخ قسام تطلقه التنظيمات الفلسطينية ، على أن يتم أيضاً إحتلال مناطق واسعة من القطاع ، و في حالة استمر الأمر لا بد من احتلال كامل لقطاع غزة .

و يرى مراقبون عسكريون أن إسرائيل مصممة الآن على تنفيذ عملية عسكرية واسعة و لكنها محدودة في قطاع غزة ، من دون استدعاء جنود الاحتياط في الجيش الاسرائيلي ، و في حال استمر إطلاق الصواريخ على المستوطنات فإنها ستتجه عملياً لإعادة احتلال القطاع و لكن هذه الخطوة ستكون قطعاً بعد أن يؤدي الرئيس الأمريكي جورج بوش اليمين غداً ( الخميس ) .