كشفت المصادر الإسرائيلية أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) يبلور خطة أمنية ليستخدمها الأسبوع القادم، وذلك ترادفا مع العملية التي نفذها مقاوم فلسطيني قرب موقع "أورحان العسكري عند مفترق "غوش قطيف" بقطاع غزة، والتي أسفرت عن مقتل أحد أفراد جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) وإصابة ستة جنود آخرين بجراح متوسطة وخفيفة، وحسب المصادر الإسرائيلية فان خطة ابو مازن، تأتي لتقلص العمليات ضد إسرائيل، وكذلك نار صواريخ القسام وقذائف الراجمات، وحماية المعابر بين قطاع غزة والأراضي الإسرائيلية.

ويقول المحلل الإسرائيلي بن كاسبيت إن الضغط الدولي على ابو مازن بلغ ذرى جديدة، فقرر الرئيس الفلسطيني بلورة الخطة مع مستشاريه المقربين، وحسب الخطة، سينتشر نحو ألف من رجال الأمن الفلسطينيين الأسبوع القادم في مناطق إطلاق القسام والراجمات، والأمل هو أن يردع وجود الشرطة الفلسطينيين مطلقي الصواريخ.

وتشير وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن ابا مازن يخطط بالتوازي إلى تحويل المعابر بين غزة وإسرائيل إلى "مناطق نقية"، وإقامة حواجز وتنظيم طرق الوصول إليها بواسطة آلات كشف المعادن والمواد المتفجرة، وفي الآونة الأخيرة تلقى ابو مازن رسائل واضحة من إسرائيل تقضي بان حقيقة أن العملية في معبر كارني قد نفذت في ظل تعاون مع محافل داخل أجهزة الأمن الفلسطينية يعتبر في إسرائيل مثابة إعلان حرب، وتشير صحيفة معاريف انه وحسب المعلومات الاستخباراتية، فان أشخاصا من داخل الأمن الفلسطيني هم الذين سمحوا للمقاومين الفلسطينيين بالوصول إلى المنطقة التي نفذت فيها العملية والدخول دون عراقيل.

وتقول صحيفة معاريف في إطار خطة ابو مازن ستبذل جهود للتجنيد إلى أجهزة الأمن الفلسطينية العناصر المتطرفة، ولا سيما من كتائب شهداء الأقصى بهدف ربطهم في الجهود لإحلال النظام بدل استثمار طاقتهم في المقاومة، وحسب الصحيفة "احتاج إلى الوقت والصبر"، هذا ما قاله الرئيس الفلسطيني في محادثات أجراها مع دبلوماسيين مختلفين، "فلا يمكن عمل هذه الأمور بين ليلة وضحاها".

وجدير بالذكر أن ابا مازن أمر قادة أجهزة الأمن في الضفة الغربية بالعمل بهدف منع النشاط العنيف ضد إسرائيل أو ضد أهداف إسرائيلية، كما بدأ الرئيس باتخاذ نشاطات لتوحيد أجهزة الأمن الفلسطينية الكثيرة في ثلاثة أجهزة أساسية.

وتؤكد المصادر الإسرائيلية أن المشكلة المركزية لابو مازن هي حقيقة أنه لا يوجد في محيطه مرشحون لإدارة النشاط الأمني، فمعظم كبار المسؤولين الفلسطينيين يجتهدون للجلوس على الجدار وعدم التماثل مع الخط المناهض لحماس أو المناهض للمقاومة، محمد دحلان، الذي يعتبر كمن يمكنه أن يدافع عن المعابر في غزة، يبتعد عن العناوين الرئيسية ويحاول جهده أن يتواضع، كما أن موسى عرفات وأمين الهندي كذلك، في هذه المرحلة يوجد ابو مازن وحده في الجبهة، فيما لا توجد خلفه جيوش حقيقية.