عبد الله الدامون من طنجة (شمال المغرب): رفض الحزب الاشتراكي الإسباني الاتهامات الموجهة إليه من طرف الحزب الشعبي المعارض حول السكوت عما أسماه "تهجمات" العاهل المغربي الملك محمد السادس على خوسي ماريا أثنار رئيس الحكومة السابق.

وقالت أمينة الحزب الاشتراكي العمالي للشؤون الدولية ترينيداد خيمينيث إن الاتهامات التي وجهها الحزب الشعبي للمغرب وللملك محمد السادس "بلا معنى ولا تستحق كل هذه البهرجة في وقت يقوم العاهل الإسباني الملك خوان كارلوس بزيارة غاية في الأهمية إلى المغرب".

واعتبرت خيمينيث أن محاولة الحزب الشعبي فتح جبهة ضد المغرب وضد الحكومة الإسبانية لا تستند على أسس معقولة "مادام الملك محمد السادس قال ما يجب قوله بخصوص فترة التوتر التي سادت العلاقات بين البلدين" خلال مرحلة الصراع الصعبة حول جزيرة "ثورة" المعروفة شعبيا باسم جزيرة ليلى.

وكان الملك محمد السادس عبر خلال حوار الصحيفة "البايس" الإسبانية عن سوء التصرف الإسباني في جزيرة ثورة صيف عام 2002 حين قامت قوات إسبانية خاصة باحتلال الجزيرة وأسر جنود مغاربة.

وقال العاهل المغربي في هذا الحوار، الأول من نوعه لصحيفة إسبانية منذ توليه الحكم، إن التصرف الإسباني كان بمثابة صفعة للمغرب. وتساءل العاهل المغربي في هذا الحوار عما إذا كان رئيس الوزراء الإسباني السابق خوسي ماريا أثنار "أكثر فرانكوية من فرانكو"، وهو الجنرال الذي حكم إسبانيا بيد من حديد لمدة أربعة عقود ومات عام 1975.

وترى أوساط إسبانية أن الحزب الشعبي يحاول "استغلال فقرات من كلام ملك المغرب وإخراجها عن سياقها" من أجل إفساد الزيارة الهامة التي يقوم بها العاهل الإسباني إلى المغرب والتي تصنف كزيارة تاريخية وهامة بكل المقاييس.

وطالب الحزب الاشتراكي الحاكم مسؤولي الحزب الشعبي بنسيان الماضي والنظر إلى مستقبل العلاقات المغربية الإسبانية بكثير من العقلانية عوض البحث عن توترات بلا معنى.

وكان الحزب الشعبي أعطى الحزب الاشتراكي مهلة أربعة أيام للرد على حوار العاهل المغربي مع صحيفة "البايس"، غير أن الحزب الاشتراكي لم ينتظر حتى تنتهي المهلة ورد على الحزب الشعبي مطالبا إياه بالتعقل.

يذكر أن العاهل الإسباني الملك خوان كارلوس ينهي اليوم (الأربعاء) زيارة دولة إلى المغرب بدأت الإثنين الماضي حيث من المرتقب أن يقوم بتدشين محطة لإنتاج الحراري والكهربائي جنوب طنجة (أقصى الشمال) ويستقبل رفقة العاهل المغربي أعضاء "لجنة ابن رشد للحوار بين الحضارات" بقصر مرشان بطنجة. كما ستقوم وزيرة التعليم الإسبانية بتدشين أول جامعة إسبانية في المغرب بمدينة تطوان (شمال) أطلق عليها اسم "جامعة الملكين".