أحمد عبدالعزيز من موسكو: يبدو أن ما تردد حول صفقة الصواريخ الروسية المتطورة لروسيا، وعلى الرغم من أنه لم يأت بالنتائج المرجوة، دفع موسكو للتأكيد على مواقفها من أزمات الشرق الأوسط. ففي الوقت الذي نفى فيه وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف اليوم مجددا وجود أي حديث حول صفقة صواريخ روسية لسوريا، أعلن في لقائه السنوي بممثلي وسائل الإعلام المحلية والعالمية أن روسيا لم تصدر إطلاقا إلى الخارج أنواعا من الأسلحة لا تسمح بها الالتزامات الدولية. وأضاف بأن روسيا لم تخل أبدا بالتزاماتها الموجودة حتى في التشريعات الداخلية، ولم تزود أية دولة بأسلحة يمكن أن تغير موازين القوى.
وقبل أيام قليلة من وصول الرئيس السوري بشار الأسد في أول زيارة له إلى موسكو بعد توليه الحكم،
وفي ما يخص زيارة الأسد التي ستبدأ يوم 24 كانون الثاني (يناير) الجاري وتستمر إلى 27 من نفس الشهر، أعلن لافروف بأن التسوية في الشرق الأوسط ستصبح أحد الموضوعات الأساسية في مباحثات الرئيس السوري في موسكو. وأعرب عن ثقته بأن موسكو تولي زيارة الأسد أهمية كبيرة، وتدعو على حد سواء مع سوريا إلى إيجاد مدخل شامل لحل أزمة الشرق الأوسط.
وأعلن مجددا تأكيده على موقف روسيا من حل أزمة الشرق الأوسط، مشددا على أن "تسوية الوضع في هذه المنطقة يجب أن تشمل ليس فقط تسوية النزاع بين إسرائيل وفلسطين، بل العمل أيضا على المسارين السوري واللبناني". وأكد وزير الخارجية الروسي على أن محاولات تجاهل أي من هذين المسارين ستؤدي إلى تعقيدات ملحوظة في تسوية الوضع في هذه المنطقة بصفة عامة.
وعلى صعيد التسوية الإسرائيلية-الفلسطينية كرر لافروف موقف موسكو التي تعتبر أن "خطة خارطة الطريق هي السبيل الوحيد لتحقيق التسوية الفلسطينية-الإسرائيلية". وشدد على موقف القيادة الروسية بأنها ترى أن خطة خارطة الطريق التي أعدها الوسطاء الدوليون الأربعة والتي صادق عليها مجلس الأمن الدولي تبقى الطريق الوحيد لتحقيق التسوية السلمية في تلك المنطقة.
من جهة أخرى، وفي ما أعرب لافروف عن أمله بتوقيع عدد من الاتفاقيات التي ستعزز القاعدة القانونية للعلاقات الروسية-السورية في مختلف المجالات، ومن بينها الطاقة والنقل والصناعة والتجارة والاقتصاد، صرح سفير سوريا في موسكو من جانبه بأن دمشق تعلق آمالا كبيرة على الزيارة المرتقبة للرئيس بشار الأسد لموسكو. وأكد على الدور البناء لروسيا في عملية التسوية السياسية في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن روسيا، بصفتها دولة دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وأحد أعضاء الرباعي الدولي الراعي لعملية السلام في الشرق الأوسط، تلعب دورا مهما في المنطقة، وتستطيع أن تلعب دورا أكبر في استقرار الأمن في الشرق الأوسط.
وفي إطار النظرة الروسية لدول المنطقة في ما يخص ملف الإرهاب الدولي، صرح لافروف بأن روسيا تؤيد جهود الدول العربية في مكافحة الإرهاب. وأضاف بأنه يوجد بين موسكو وعدد من عواصم العالم وثائق خاصة ببرامج مكافحة الإرهاب الدولي. وشدد على أن روسيا تشعر بالاهتمام البالغ من جانب الدول العربية، ومن ضمنها دول الخليج للسعي من أجل تطوير التعاون في هذا المجال. وأكد على أن الحوار بين روسيا ودول المنطقة عموما، بما في ذلك السعودية، يدور حول التعاون في هذا الاتجاه، مشيرا إلى أن هذا الحوار يتضمن إشكالية الأمن عموما، وإشكالية الإرهاب الدولي بشكل خاص. وأعرب عن رضاء موسكو بأن "شركاء روسيا في المنطقة، وفي العالم العربي ككل بما في ذلك بالخليج العربي، يتخذون خطوات جادة لمكافحة الإرهاب، بما في ذلك أيضا منع استخدام أراضيها لجمع الأموال التي تستخدم في ما بعد لتمويل الإرهاب".