فالح الحمراني من موسكو: قال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف ان الشعب العراقي وحده سيقرر شرعية الانتخابات رغم انها ستجري في ظرف غير مناسب، واكد ايضا ان التعاون العسكري التقني مع سوريا يجري في اطار الالتزمات الدولية، وان التسوية في الشرق الاوسط يجب ان تكون شاملة وان تقوم على خريطة الطريق، وتعهد بان بلاده لن تنجر للمواجهة على الساحة رغم الاستفزازات التي تتعرض لها اليوم.
واكد وزير الخارجية الروسية ان الشعب العراق وحده الكفيل بتحديد مدى شرعية الانتخابات التي من المقرر ان تجري في 30 كانون الثاني ( يناير) الجاري. واعتبر لافروف في مؤتمر صحفي عقده الاربعاء في موسكو انه وفي كل الاحوال بان لابديل عن الوفاق بالنسبة للعراقيين وكلما اسرعوا في تحقيق ذلك كلما كان افضل لهم.
واشار لافروف الى استمرار تفاقم الوضع الامني في العراق، منوها بوجود القوات متعددة الجنسية التي تحاول السيطرة على الوضع وحل المشاكل القائمة. ووفقا لرايه فان الظرف القائم غير مناسبة الى حد كبير لاجراء انتخابات لانه وضع استثنائي. ولايمكن القول بان الوضع الناشي يشجع بصورة تامة على اجراء الانتخابات. اضافة واستدر بيد انه اذا قررت قيادة البلد بضرورة اجراء الانتخابات وانها ستجري، فان الشعب العراقي وحده سيقرر شرعيتها. واضاف" نحن ننطلق من ان من ضرورة اطلاق عملية اقامة السيادة، وانها ستكون مرحلة جديدة على طريق اقامة السيادة العراقيةالتي ما زالت تتلكأ. ولاحظ بانه لم يتم النجاح لحد الان على طريق مد الحوار بين الطوائف العراقية . واكد ضرورة تعاون القيادة العراقية مع كافة الجماعات العرقية والطوائف بما في ذلك المعارضة.
وبشان الزيارة المرتقب ان يقوم الرئيس حافظ الاسد لموسكو في 24 من الشهر الحالي قال لافروف ان الرئيس لاسد سيزور روسيا لاول مرة منذ ان اصبح رئيسا لبلاده في عام الفين .منوها "ان سوريا من اهم شركائنا في الشرق الاوسط . وتربطنا بهذا البلد علاقات ودية طويلة وقديمة. وتعطي موسكو للزيارة اهمية كبيرة لانها ستكون مناسبة للنظر في كافة جوانب علاقات التعاون ما بين الطرفين في مجال التجارة والاقتصاد وسيتم التوقيع على عدد من الاتفاقيات التب ستتيح تعزيز القاعدة القانونية للاتفاقيات الموقعة والاتفاقيات المكرسة لتطوير العلاقات في مجالات الطاقة والحديد وسوف تجري ايضا مناقشة الوضع في الشرق الاوسط، حيث تعد سوريا من الدول المفصلية لتسوية الوضع في الشرق الاوسط. مؤكدت ضرورة ان تشمل التسوية المسار الفسطيني الاسرائيلي وحسب وانما وانما المسارين السوري ـ الاسرائيلي واللبناني ـ الاسرائيلي. وقال ان روسيا مثلها بذلك مثل سوريا تدعو ايضا الى مدخل شامل للتسوية في الشرق الاوسط وتحاشي تجاهل هذه او تلك من افاقها.
ومايتعلق بالضجة التي اثيرت حول بيع روسيا صواريخ متطورة لسوريا اوضح لافروف "ان تعاوننا مع سوريا واسع الجوانب ويشمل التعاون في مجال التسلح ولم نخرج في تعاوننا في هذا المجال عن اطر الالتزامات الدولية ولم نصدر اسلحة محظورة دوليا او اسلحة تعمل بهذا الحجم او ذاك على زعزعة الوضع في المنطقة". منوها بان هذا المبادئ مسجلة في القوانين الروسية وان موسكو تتقيد بها في التعامل مع كافة الدول بما في ذلك مع سوريا.
وقال ان روسيا احد اعضاء اللجنة الرباعية للوسطاء الدولية في التسوية في الشرق الاوسط وشاركت في اللقاء الاخير لوزراء خارجية "الرباعي" في شرم الشيخ حيث جرى الاتفاق على كيفية التعامل مع قضايا الشرق الاوسط وبالدرجة في التسوية الفلسطينية الاسرائيلية. مشددا على ان روسيا ستعمل بنشاط على تنفيذ هذه الاتفاقيات. وترى موسكو ان لابديل لخريطة الطريق التي وضعها الرباعي الدولي ومن ثم صادق عليها مجلس الامن الدولي لتحقيق التسوية الفلسطينية الاسرائيلية والمهم في هذا السياق بان لاتنحصر المسالة في التسوية الفلسطينية الاسرائيلية وانما تظل المسارات السورية واللبنانية جزء لايتجزء من التسوية الشامةل وهذا ما تهدف كافة قرارات الامم المتحدة لذلك فان وكافة اطراف اللجنة الرباعي ترى ان الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة هو بداية عملية لتحريك خريطة الطريق وهناك اساس للاعتقاد بان القاديتين الفلسطينية والاسرائيلية مستعدة لذلك التطور واستئناف المباحثات المباشرة في القريب العاجل بين الفلسطينيين والاسرائيليين، ومن الضروري وضع حد للعنف وان روسيا وكافة الاطراف المعنية وشركاؤها الاخرين بما في ذلك اميركا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة الخطوات الضرورية. حسب قول لافروف.
وفي معرض رده على سؤال اعلن لافروف عن عزم موسكو الحازم بتطوير علاقات التعاون مع ايران في مجال الطاقة النووية. منوها بان روسيا لن تتسامح مع المحاولات الرامية الى استخدام هذه او تلك من المشاكل المتعلقة بالبرنامج النووي الايراني لتقويض موقف روسيا في السوق الايرانية بوسائل غير قانونية ولااقتصادية. واعرب عن قناعته بامكانية ايجاد تسوية سلمية لكافة الخلافات المرتبطة بالبرنامج النووي الايراني على اساس الاتفاقات التي تمت بين ايران والثلاثي الاوروبي والوكالة الدولية للطاقة.
وفي معرض تناوله افاق العلاقات بين موسكو وواشنطن قال ان موسكو على قناعة بان الادارة الاميركية لن تحيد عن نهج تطوير علاقات الشراكة مع روسيا، تلك العلاقات التي صاغها الرئيسان الروسي والاميركي. على حد قوله. وفي معرض تعليقه على تاكيدات وزيرة الخارجية الاميركية الجديدة كوندليزا رايس بان واشنطن ستعير اهمية كبيرة للوضع الداخلي في روسيا، اشار لافروف الى ان السياسة الداخلية في بلاده تتطور على اساس الدستور الروسي وحينما ستوجه انتقادات بناءة فان موسكو ستصغي لها، ولكن "حينما يحاول احد العودة بنا الى " الحرب الباردة" فاننا لن نوافق على ذلك". ورفض لافروف تقيمات وسائل الاعلام الغربية للوضع الداخلي في روسيا ووصفه بانه بميل للعودة الى النظام الشمولي.منوها بان تلك الحملة تخلق انطباعا من هناك من لايعجبه ان روسيا اصبحت دولة قوية.
وتعهد لافروف بان روسيا لن تسمح لاحد بجرها الى المواجهة على الساحة الدولية، وقال ان هناك من ينظر لروسيا بعين الشك ويدعو الى المواجهة والتصدي للنشاط الروسي على الساحة الروسية. وقال ان موسكو تقيم هذا الموقف على انه دعوة لاستئناف المواجهة وانها لن تنجر لذلك، وليس بمقدور احد استفزازها. منوها "ان المهام الماثلة اليوم امام البشرية قاطبة لاتسمح بالانزلاق في المواجهة".