واشنطن: كوندوليزا رايس التي تستعد لتولي مهامها الجديدة كوزيرة للخارجية الاميركية صديقة مقربة منذ فترة طويلة للرئيس الاميركي جورج بوش. وستكون رايس اول امرأة سوداء تتولى وزارة الخارجية.
ورايس (50 عاما) تتولى منصب مستشارة الرئيس الاميركي لشؤون الامن القومي منذ وصول بوش الابن الى البيت الابيض في كانون الثاني(يناير) 2001. وهي تنشط في اوساط العلاقات الدولية منذ اكثر من ربع قرن كما انها صديقة لكولن باول الذي تحل مكانه.
بدأت رايس العمل مع جورج بوش في التسعينات عندما كان حاكما لولاية تكساس (جنوب) بعدما بدأت تساور هذا الاخير طموحات رئاسية.
وبفضل خبرتها التي جمعتها كعضو في مجلس الامن القومي في عهد جورج بوش الاب من 1989 الى 1993، تمكنت رايس الخبيرة في شؤون الاتحاد السوفياتي السابق والتي تتكلم الروسية بطلاقة، من الفوز بثقة الحاكم الشاب وصداقته.
وعلاقاتهما قريبة جدا الان الى درجة انها نادت الرئيس "زوجي" خلال عشاء في واشنطن على ما نقل عنها مدعوون قبل ان تتراجع عن كلامها. ويناديها بوش باسم "كوندي" تحببا ولا يتردد في وضع يده حول كتفيها علنا.
وتشاطر جورج بوش حبه للرياضة وغالبا ما يتابعان مباريات البيسبول او كرة القدم الاميركية معا عبر التلفزيون. وقال جورج بوش ممازحا لدى اعلان تعيينها "في الحقيقة تريد ان تكون عضوا في رابطة كرة القدم الاميركية. اشكرها لانها قررت مجددا طمس هذا الطموح لان الامة بحاجة اليها".
ولدت رايس في 14 تشرين الثاني(نوفمبر) 1954 في عائلة من البرجوازية السوداء المتوسطة في جنوب البلاد. وهي امرأة عزباء انيقة تهتم بمظهرها. وكانت تتولى في السنوات الاربع الاخيرة مهمة شاقة تقضي بتنسيق العلاقات بين البيت الابيض ووزارتي الخارجية والدفاع واجهزة الاستخبارات.
وقامت بمهامها هذه في ظروف استثنائية مع هجمات الحادي عشر من ايلول(سبتمبر) 2001 والحرب على العراق.
ورايس المحافظة النشيطة واجهت بعض الصعوبات في التوفيق بين عمالقة ادارة بوش الاولى مثل كولن باول ووزير الدفاع دونالد رامسفلد.
وتعتبر استقالة ريتشارد كلارك العضو في مجلس الامن القومي المكلف مكافحة الارهاب في شباط(فبراير) 2003 واصداره كتابا يتهم فيه ادارة بوش ورايس باهمال التهديد الذي يشكله تنظيم القاعدة، نقطة سوداء في سجل رايس على رأس مجلس الامن القومي.
واجبرتها هذه المعلومات على المثول امام لجنة تحقيق مستقلة حول هذه الاعتداءات. ورفضت في مرحلة اولى ان يتم استجوابها متحججة بفصل السلطات بين السلطتين التنفيذية والتشريعية والمخاطر على سرية العلاقات بين الرئيس الاميركي وكبار مستشاريه قبل ان تقتنع بذلك بسبب ضغط الرأي العام.
والدبلوماسية ليس المجال الوحيد الذي تبرع فيه كوندوليزا اذ كانت استاذة جامعية وشغلت منصب المسؤولة الثانية في جامعة ستنافورد في كاليفورنيا في سن الثامنة والثلاثين. كما انها كانت عضوا في مجلس ادارة شركة "شيفرون" النفطية حتى ان ناقلة نفط عملاقة حملت اسمها.
هي لاعبة بيانو بارعة ولا تتردد في العزف امام الجمهور مع كبار الاسماء في عالم الموسيقى الكلاسيكية مثل عازف الفيولونسيل يو يو ما. واسمها غير المألوف اخترعته والدتها استاذة الموسيقى مستوحية من كلمة "كون دولتشيسا" (بنعومة).
وخلال طفولتها التي تصفها بانها كانت سعيدة في برمنغهام (الاباما جنوب) عاصرت "كوندي" الاضطرابات العنيفة التي رافقت النضال من اجل حقوق السود المدنية .