حيان نيوف من دمشق : تبدو السياسة الأميركية تجاه دمشق ، بعد مجيء كوندوليزا رايس إلى وزارة الخارجية ، أكثر وضوحا مما كانت عليه في الماضي وهو وضوحيمكن وصفه ب" التشدد " و " التهديدات بفرض عقوبات " السمات البارزة له.
وتحوّلت سورية إلى قصة إخبارية شبه يومية في الإعلام الأميركي وهو ينقل عن كبار المسؤولين الاميركيين استياءهم الكبير من السياسية السورية في منطقة الشرق الأوسط . وبدأت هذه التصريحات تصل إلى ذروة التشدد ، بعد قدوم اليمينية المتشددة كوندوليزا رايس إلى وزارة الخارجية. ذهاب أصوات أعضاء الكونغرس إلى رايس لم يكن من أجل شخصها أكثر مما هو من أجل السياسية التي تمثّلها وبشكل خاص روح عقيدة " الضربة الإستباقية".
لاحظ المراقبون إضافة الإدارة الأميركية تهمة جديدة الى أجندة الاتهامات لسورية وهي مساعدة ما تسميها " التنظيمات الإرهابية في العراق "، بعد تهمة أخرى " تقليدية وقديمة " وهي حسب تسميتهم تقديم يد العون للتنظيمات الفلسطينية " الإرهابية ".
رايس ، وقبل أن تطأ قدماها بناء وزارة الخارجية ، أطلقت تصريحات " بعيدة عن الدبلوماسية " التي أسسها كولن باول ، وبدت وكأنها " تقود فرقة عسكرية تشن حربا في القريب العاجل على دمشق " حسب تعبير مصادر سورية ل " إيلاف ".
وتوعّدت رايس سورية بفرض عقوبات جديدة وعلاقات سيئة على المدى البعيد في حال استمرت " في دعم الجماعات الإرهابية في العراق " – حسب تعبيرها. كما أعربت رايس عن إحباطها من السياسية السورية في منطقة الشرق الأوسط. واستخدمت رايس مفردة جديدة على " قاموس" الدبلوماسية الأميركية عندما اعتبرت أنه سيكون " لزاما " على الحكومة السورية أن تستجيب للطلبات الأميركية.
ووسط تصريحات قاسية للدكتورة رايس ، تسرّب وسائل إعلام اميركية أخبارا يومية عن " كيفية تعامل بوش مع سورية في المستقبل القريب " ، وقد أجمع محللون سياسيون وعسكريون على أن إدارة بوش " تفضّل خيار فرض عقوبات اقتصادية " على المدى الطويل أكثر من " القيام بضربة عسكرية " يفضّلها بعض قادة الصقور. ويعتقد هؤلاء المحللون أن أنظار بوش وقعت على " المصرف التجاري السوري " ، وهو البنك الرسمي الوحيد في سورية ، من أجل " حصاره وعزله " عن المعاملات المصرفية العالمية.

تجدر الإشارة إلى أن موقف رايس تجاه بلدان الشرق الأوسط وبخاصة سورية يختلف عن مواقف كولن باول ، نظرا لأن باول ينطلق في مواقفه السياسية المعلنة من مبدأ غير معلن وهو مشاركته في الحرب الفيتنامية الأميركية حيث شاهد جثث الجنود الأميركيين ولذلك فهو يطالب دوما بضمانة النصر قبل القيام بأي عمل عسكري ويوافقه في هذا المبدأ ريتشارد أرميتاج.

وأما رايس فقد عاشت خلال الأربع سنوات الماضية تحت تأثير الرئيس بوش إلى درجة أن الصحف الأميركية باتت تلاحظ الطريقة التي تستمع بها رايس إلى خطابات بوش وكأنها تحوّلت من " مستشارة إلى معجبة ". كما أن تيار الصقور في الإدارة الأميركية لم يعرب أبدا عن امتعاضه خلال السنوات الماضية من تصريحات أو قرارات رايس.

هذا فيما تؤكد سورية أنها تبذل كل جهودها لضبط حدودها مع العراق ومنع المتسللين ، وأشارت إلى أن التسهيلات الرسمية للناخبين العراقيين المقيمين على أراضيها هي تعبير عن رغبتها في نجاح العملية الانتخابية في العراق وعودة الاستقرار والهدوء إليه.