لندن، واشنطن: تسعى بريطانيا حاليًا إلى دفع أميركا إلى وضع برنامج زمني لانسحاب القوات العسكرية من العراق، بينما أعلن بول ولفوفيتز نائب وزير الدفاع الأميركيأن خفض عدد القتلى الاميركيين في العراق اهم من اعادة القوات الاميركية الى الولايات المتحدة.

برنامج زمني للإنسحاب من العراق
وذكرت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية اليومنقلا عن مصادر لم تحددها ان مسؤولين بريطانيين يعتقدون ان الوقت حان للحديث عن "برنامج واضح" لانسحاب القوات في الاشهر الـ18 المقبلة.واضافت ان تحديد موعد دقيق لانسحاب القوات مرتبط بقدرة القوات المسلحة العراقية على ضمان استقرار البلاد، وهذا ما يتطلب بقاء قوات التحالف حتى منتصف العام المقبل.

وحتى الآن لم يقترح اي موعد نهائي لانسحاب القوات الاميركية والبريطانية من العراق.ويرى المسؤولون البريطانيون ان الاعلان عن برنامج زمني سيشجع الحكومة العراقية الموقتة على ادارة شؤون البلاد وينسف مطالب المتمردين الذي يؤكدون ان واشنطن تريد احتلال العراق الى ما لا نهاية.وقال مسؤول رفيع المستوى ان "تحديد برنامج زمني سيشكل اشارة سياسية مهمة تؤكد اننا نعتزم مغادرة العراق".واضافت "ديلي تلغراف" ان "الاحزاب السياسية الرئيسية العراقية يتحدثون اصلا عن موعد انسحاب قوات التحالف من العراق والاميركيين يدركون ان عليهم معالجة هذه المسألة قريبا".

وتأمل الحكومة البريطانية ان تنجح في دفع واشنطن الى اصدار اعلان رسمي في هذا الاتجاه في الاشهر المقبلة. وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" ذكرت الاربعاء ان الحكومة العراقية الجديدة التي ستشكل بعد الانتخابات في 30 كانون الثاني(يناير) ستطلب من الولايات المتحدة وضع برنامج زمني لانسحاب قواتها من العراق.وينتشر تسعة آلاف جندي بريطاني في العراق حاليا خصوصا في جنوب البلاد بينما تضم القوات الاميركية اكثر من 170 الف رجل.


ولفوفيتز: خفض عدد قتلاناأولوية
وقال ولفوفيتز في مقابلة مع شبكة التلفزة الاميركية "بي .بي اس"، ان "اهتمامي منصب على خفض عدد قتلانا اكثر من الاهتمام بخفض عدد جنودنا" في العراق. واضاف "جدير بالذكر ان عناصر الشرطة والجنود العراقيين الذين قتلوا خلال المعارك منذ الاول من حزيران/يونيو، يفوق بكثير عدد القتلى من الاميركيين". واوضح ولفوفيتز ان ما يشجعه هو استمرار العراقيين في التطوع في قوات الامن على رغم الخسائر التي يلحقها بهم المتمردون الاسلاميون.

وقال مكتب نائب الوزير ان عدد العسكريين ورجال الشرطة العراقيين الذين دربهم الجيش الاميركي بلغ 120 الفا. لكنه اعترف بـ"وجود مشاكل على صعيد نوعية" المتطوعين الذين يميلون الى الفرار من وحداتهم من دون مأذونيات.

ويشكل تأهيل قوات امنية عراقية قادرة على التصدي للمسلحين في جميع انحاء العراق العنصر الرئيسي لاستراتيجية خروج الولايات المتحدة بعد حوالى عامين من غزو العراق في آذار/مارس 2003 . واقترح وزير الخارجية الاميركي كولن باول ان تبدأ الولايات المتحدة سحب قواتها من العراق اعتبارا من نهاية العام. لكن لا الرئيس جورج بوش ولا ولفوفتيز اكد هذا الموعد.

في المقابل قال ولفوفيتز انه "ستكون هناك زيادة كبيرة في ما سيقدمه العراقيون انفسهم" حوالى منتصف او نهاية العام الحالي. لكنه اوضح انه ليس متأكدا من ان هذا سيقود الى خفض القوات الاميركية في العراق التي رفع عديدها الى 150 الفا قبل الانتخابات في 30 كانون الثاني/يناير. وقال ولفوفيتز ايضا ان القرار الاميركي بشن الحرب على العراق نجم جزئيا عن الرغبة في منع الانتقادات التي يمكن ان توجه الى ادارة بوش لو تعرضت الولايات المتحدة لهجوم باسلحة دمار شامل.

واوضح نائب وزير الدفاع ردا على سؤال "لو فعلنا غير ذلك وكان التهديد وشيكا وضربنا هجوم بالجمرة الخبيثة مرتبط بالعراق ولم يفعل الرئيس شيئا في هذا الشأن ماذا كان سيقول الناس؟".