بهية مارديني من دمشق: ادانت مصادر حقوقية اغلاق السلطات السورية لصالة الجسر الفنية في مدينة حلب السورية بالشمع الأحمر. وتفجرت قضية صالة الجسر لان محافظة مدينة حلب الشمالية اعادت فتحها مؤقتا حتى يتسنى للفنانين الاجانب اخراج لوحاتهم المحجوزة في الصالة المغلقة منذ اكثر من شهرين.

وقال الدكتور عمار قربي رئيس لجنة الاعلام في المنظمة العربية لحقوق الانسان في سورية في تصريح لـ"ايلاف" انه "تم إغلاق صالة الجسر بأمر عرفي (دون ذكر الأسباب أو التهمة) من رئيس الوزراء بتوصية من وزير الثقافة الحالي وموجه إلى محافظ حلب الذي نفذ الأمر بتاريخ 12 تشرين الأول(اكتوبر) 2004 بعد انفضاض الملتقى الدولي الثامن للتصوير الضوئي الذي نظمته أسوة بتنظيمها لكل الملتقيات السابقة على مدار السنين".

واعتبر قربي انه "من المؤسف أن يتم الإغلاق وهناك مجموعة كبيرة من الفنانين العالميين(أكثر من ثلاثين) حيث تم إخراجهم من الصالة وتشميعها بالشمع الأحمر مما ترك أثراً وسمعة سيئين في نفوس هؤلاء وللأسف فقد وجدوا في عملية الإغلاق موضوعا استثنائيا للتصوير فقاموا بتخليده بكاميراتهم مما يشيع ذلك سمعة سيئة إلى المعنيين في سورية".

واوضح قربي انه " بسبب الإغلاق تم حجز مجموعة كبيرة من اللوحات الفوتوغرافية لفنانين دوليين شاركوا في الملتقى الدولي الثامن للتصوير الضوئي الذي قامت الصالة بتنظيمه في مدينة حلب من 25 أيلول (سبتمبر)وحتى الخامس من تشرين الأول(اكتوبر).

واكد عضو المنظمة العربية لحقوق الانسان "يقوم بعض الديبلوماسين الأوروبيين بزيارة الصالة المغلقة دوريا لمعرفة فيما إذا كان الإغلاق مستمرا".

وكانت الصالة قد اعتادت تنظيم هذا الملتقى سنوياً منذ عام 1997 لغاية 2004 حيث يشترك فيه العديد من دول العالم ومن جميع القارات ويعتبر من أهم الملتقيات الدولية ويحرص كثير من المصورين الضوئيين العالميين الاشتراك في نشاطاته.. ويزوره الآلاف كل سنة من داخل سورية ومن خارجها، وبالإضافة إلى الملتقى الدولي للتصوير الضوئي فقد نظمت الصالة ستة ملتقيات دولية سنوية "فنانات من العالم " 1999 – 2004 حيث يشترك في نشاطه كل سنة 48 دولة عربية وأجنبية.

وتنظم الصالة في أيام الملتقيين الكثير من الأنشطة الفنية من مسرحية وموسيقية وندوات ولقاءات يقوم الفنانون خلالها بتبادل وجهات النظر حول تجاربهم في مختلف الحقول الفنية.واشار قربي الى انه تم اليوم فك التشميع عن الصالة ليصار إلى سحب بعض اللوحات لفنانين فرنسيين ومن ثم إعادة تشميعها في إصرار غريب من قبل السلطات على مصادرة أي نشاط مدني أو ثقافي في مدينة حلب، مما ولد شعور لدى المثقفين في هذه المدينة بأن السلطة تتعامل بحساسية مفرطة مع أي نشاط عام ولو كان فني أو ثقافي، واعتبر الكثيرون أن السلطات تقيس الأمور بأكثر من مكيال.

واعتبر قربي انه ليس هناك من سبب يراد من إغلاق هذه الصالة إلا توجيه ضربة أليمة إلى الثقافة السورية والمساعي الخيرة لنشرها في العالم ولتعريف الفنانين السوريين بالفنون العالمية،و إغلاق الصالة في مرحلة تدعي فيها السلطات السورية أنها منفتحة على العالم يعد سابقة خطيرة باعتبار أن قانون الطوارئ والأحكام العرفية قد امتدت اذرعه لتصل إلى قمع الحالة الثقافية والفنية .

ودعت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في سورية جميع المثقفين والفنانين والغيورين على سمعة سورية الدولية التضامن من أجل فك أسر هذه الصالة لتعود إلى عملها الذي اعتادت عليه مدينة حلب، وادانت المنظمة في بيان تلقت ايلاف نسخة منه اغلاق الصالة وطالبت السلطات السوريّة بالإذعان لحاجات المجتمع المشروعة.

وكان الدكتور محمود السيد وزير الثقافة السوري قد اصدر قرارا" بإغلاق صالة الجسر في مدينة حلب المرخصّة عام 1989 ، والتي كانت تستخدم كقاعة عرض للمعارض الدوليّة والمحليّة والتصوير الضوئي ، والتي تخرّج منها رسّامون ومصّورون مبدعون كان المجتمع السوري بحاجة ماسة لموهبتهم .