أسامة العيسة من القدس: يبدأ العيد في فلسطين، بزيارة المقابر، ولكن إجراءات احتلالية إسرائيلية، حالت دون تمكن كثير من الفلسطينيين من زيارة موتاهم.

وقال احمد جعفر من بلدة السواحرة الشرقية بأن أهالي البلدة لم يستطيعوا زيارة المقبرة التي تقع في قرية السواحرة الغربية (جبل المكبر) التي تعتبرها سلطات الاحتلال جزءًا من حدود بلدية القدس، بينما تقع قريتهم خارج تلك الحدود.

وتعيش نفس العائلات في البلدتين ولهم نفس المقبرة، ولكن التنقل بين البلدتين لتقديم التهاني بالعيد أو حتى زيارة الموتى بدا أمرًا مستحيلا.

ومنع جنود الاحتلال مواطني السواحرة الشرقية الذين توجهوا بعد صلاة العيد إلى الطرف الأخر، وتم إعتقال بعضهم على الحواجز لساعات طويلة.

وبالإضافة للحواجز العسكرية وضعت سلطات الاحتلال تلالا من الصخور والتراب لإغلاق بعض الطرق بين البلدتين، في حين أدت أعمال بناء السور الفاصل إلى جعل المرور في بعض المناطق مستحيلا.

وفي مدينة بيت لحم حالت قوات الاحتلال دون أن يصل المواطنون إلى المقبرة الإسلامية، الواقعة شمال المدينة في الموقع المعروف باسم قبة راحيل.

وأدى إغلاق قوات الاحتلال للطرق المؤدية إلى المقبرة إلى عدم وصول المواطنين للمقبرة، كما كانوا يفعلون دائمًا، لزيارة أحباءهم الموتى والشهداء، وتلاوة آيات من القرن الكريم على أرواحهم وتوزيع حلويات محلية.

وبسبب الظروف الراهنة، وعدم ميل الفلسطينيين للاحتفال بالعيد، تصبح زيارة المقابر أمرا مهما بالنسبة لهم.
وتقع المقبرة بجوار قبة راحيل ومسجد بلال بن رباح ضمن ارض تابعة للوقف الإسلامي، وتسيطر سلطات الاحتلال على المنطقة منذ عام 1967، وحولت القبة وهي مقام إسلامي ومسجد بلال إلى كنيس يهودي، وقلعة عسكرية.

وتعمل حكومة الاحتلال على توسيع هذا الجيب الاستيطاني باستمرار على حساب المقبرة التي تضم أيضا رفات شهداء عرب شاركوا في حرب فلسطين عام 1948، وتعرضت قبورهم قبل اشهر إلى التفجير من قبل قوات الاحتلال، والان أصبح الوصول إلى المقبرة مهمة صعبة ومحفوفة بالمخاطر.

واحتج عدد من المواطنين والمواطنات على إجراءات سلطات الاحتلال بمنعهم من الوصول إلى قبور أحبائهم، ولكن دون جدوى.وعمد المواطنون خلال أعوام الانتفاضة الماضية إلى دفن موتاهم في مقابر جديدة، بعد سقوط أعداد متزايدة من بينهم، وجزء من هذه المقابر في ضواحي البلدات والمدن، تحت السيطرة الإسرائيلية.