بهية مارديني من دمشق: أعلن مروان عثمان السياسي السوري الكردي بدء اضرابه المفتوح عن الطعام في هانوفر ، مناشدا الرأي العام العالمي والإتحاد الأوروبي وجميع منظمات وهيئات حقوق الإنسان وكل مناصري الديمقراطية وحقوق الإنسان بالتدخل من أجل التحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان ، مطالبًا بإجراء تحقيق مستقل حول أحداث القامشلي في 12 آذار (مارس) والانتفاضة الشعبية الكردية التي أعقبت ذلك والعمل على وقف اعتقال الاكراد على خلفية انتمائهم القومي وإطلاق سراح المعتقلين الاكراد بسبب دفاعهم عن الحقوق القومية المشروعة للشعب الكردي أو على خلفية أحداث انتفاضة آذار(مارس) 2004 واطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين الاكراد و إطلاق سراح جميع معتقلي الرأي في سورية على اختلاف إنتمائاتهم السياسية والقومية.

واعتبر عثمان عضو اللجنة السياسية لحزب يكيتي الكردي في سورية في بيان ، تلقت "ايلاف" نسخة منه ، إن الوقوف على الحياد ، إزاء الاضطهاد الذي يمارسه النظام السوري على الشعب الكردي جريمة كبرى .علاوة على أن النظام السوري ومنذ تأسيس الدولة السورية وحتى الآن لم يعترف بالهوية القومية الكردية في سورية ولم يقر بها بالرغم من أن القومية الكردية قومية أساسية من النسيج القومي السوري ، مشيرًا الى انها القومية الثانية في البلاد ويبلغ تعداد الشعب الكردي في سورية زهاء ثلاثة ملايين نسمة و ان النظام مازال مستمرا باعتقال الاكراد على خلفية انتمائهم القومي فقط ، منوهًا الى ازدياد وتيرة الاعتقالات بعد الحملة القمعية الواسعة النطاق التي قامت بها الأجهزة الأمنية إبان احداث القامشلي ، لافتا الى ان الانتفاضة الشعبية الكردية "جاءت كرد مباشر لما قامت به أجهزة الدولة القمعية بإطلاق الرصاص الحي على المواطنين الكرد العزل وجاءت كتعبير عن ما مورس وما يمارس على الشعب الكردي في سورية من اضطهاد قومي وإنساني ممنهج منذ عشرات السنين ".

و رأى البيان "ان النظام ما زال قادرا على الاستمرار في انتهاكاته لحقوق الإنسان وقمع الحريات مخالفا بذلك جميع العهود والمواثيق الدولية التي اقر النظام السوري معظمها بتوقيعه عليها ."

وحول هذه القضية قال الكاتب الكردي مسعود عكو في تصريح ل"ايلاف "إن طبيعة الحالة الكردية الراهنة في سورية من "سياسات القمع والاضطهاد التي طالت كل صغيرة وكبيرة في حياة الاكراد هي التي تضعنا كأكراد أمام أساليب قد تكون مفيدة ولو ببعض من الدعائية الإعلامية والبروبوغاندا القومية والتي تجعل الكردي يلتجأ إلى سلك جميع الدروب وطرق كل الأبواب من أجل إزالة كل أشكال الاضطهاد القومي الذي يرتكب يومياً بحق القومية الكردية والمواطنين الاكراد في سورية".

واعتبر عكو إن مروان عثمان مثال الشخص المتفاني من أجل نصرة قضية الشعب الكردي في سورية وسبق وأن قدم التضحيات في هذا السياق فهو سجين سياسي سابق وهو أحد أهم أعضاء الحركة السياسية الكردية في سورية وهذا الموقف الصادر من شخصية كاريزمية مثل مروان لهو موقف نبيل يستحق الاحترام والتقدير ، كما ان مطالب مروان عثمان من خلال بيانه قليلة بالنسبة للحقيقة التي يعيشها المواطن السوري بشكل عام والكردي على وجه الخصوص.

واضاف عكو "لكن إن هذه الطرق النضالية في سبيل الوصول إلى الغاية المنشودة برأيي لا تنفع مع نظام أمني كالذي تعيش فيه القضية الكردية من خلال الممارسات الاستثنائية التي تطبق بحق هذا الجزء من التاريخ ومن النسيج الاجتماعي السوري كما صرح الرئيس السوري بشار الأسد إذن الأكراد هم جزء من هذا المجتمع وعلى المسؤولين في الحكومة تحويل كلمات الرئيس إلى أفعال على أرض الواقع وذلك لإنهاء حالة من القمع والاضطهاد العرقي والقومي الذي يرتكب بحق الإنسان الكردي على أرضه التاريخية."

وعقب عكو على اضراب عثمان على الطعام بالقول "انه مما لا شك فيه أن الإضراب عن الطعام وخاصة في حالة عثمان كانت ستجدي نفعاً أكثر لو أتت وهو سجين حيث مكث في سجن عدرا حوالي أربعة عشر شهراً ولكن الإضراب عن الطعام في بلد أوروبي وفي هذه الظروف الراهنة لا أظن بأن له فائدة وخاصة مع هكذا عقلية لا زالت تنفي وجود الاخر بل تقمعه وتذله وتهينه على الدوام".

وشدّ عكو "على أيدي مروان وكل من يساهم معه في بيان حقيقة الحالة المأساوية للأكراد في سورية من خلال مطالبتهم بحقوقهم العادلة والتي تنص عليها جميع القوانين والمواثيق والعهود الدولية التي وضعت لضمان حرية وكرامة الإنسان على الرغم من أن سورية موقعة على هذه العهود ولكنها تنكص بها ودون أي محاسبة من قبل الهيئات والمؤسسات الدولية والتي نطمح أن من الحكومة السورية ومن الرئيس شخصياً التدخل لوقف هذه المأساة الكردية التي طالت أكثر من جيل منذ أكثر من نصف قرن حيث دخل العالم في دائرة جديدة من الحضارة والتطور واحترام حقوق الإنسان التي هي أبسط ما يمكن أن يعطى لإنسان على وجه هذه الخليقة".

يشار الى عثمان عضو اللجنة السياسية في حزب يكيتي الكردي في سورية تعرض للاعتقال أكثر من مرة وقاد مع زميله حسن صالح مظاهرة أمام البرلمان السوري في اليوم العالمي لحقوق الإنسان للمطالبة بالحقوق القومية الكردية وباحترام حقوق الإنسان في سورية وبالإفراج عن معتقلي الرأي و الضمير و حكم عليهما بالسجن لمدة ثلاثة أعوام وتم الإفراج عنهما في شباط (فبراير) العام الماضي.

ومنح عثمان في ألمانيا منحة الفيلسوفة الألمانية هانا آرنت التي تمنحها مدينة هانوفر سنويا لأدباء وكتاب تعرضوا للاضطهاد في بلدانهم وتتيح له المنحة الإقامة لمدة سنة في ألمانيا.