برلين: اختلفت ردود الفعل الألمانية بشأن خطاب الرئيس الأميركي جورج بوش الذي ألقاه أمس بمناسبة تسلمه سدة الحكم مرة ثانية. ففي الوقت الذي اكتفى فيه سياسيون اشتراكيون بمتابعة تحذيرهم من مخاطر توجيه واشنطن ضربة عسكرية إلى طهران إذا لم تتخل عن برامجها النووية، كان حزب الخضر الشريك في الحكم أكثر حدة وانتقد رئيسه رانهارد بوتيكوفر بلهجة شديدة مضمون الخطاب، بينما طالب الحزب المسيحي الديمقراطي المعارض وضع بداية جديدة للعلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية.

وقال رئيس حزب الخضر اليوم " بلاغة الرئيس بوش التي ظهرت في خطابه أظهرت قدرة عظيمة على القاء القيم الكبرى للديمقراطية والحرية في الوحل". وتابع " دخلت الولايات المتحدة الحرب بهدف إحلال الديمقراطية في العراق لكن المحصلة كانت عكس ذلك تمامًا، وتحولت الكلمات الرنانة الداعية للحرية إلى تعابير سياسية فارغة اصطادت كل ما يسمى حرية، هكذا أرى بوش". وتفادت زعيمة الحزب المسيحي الديمقراطي انجيلا مركل توجيه أي نقد لخطاب بوش واكتفت بالقول " آمل أن تبدأ مرحلة جديدة من العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، فالتعاون والعمل المشترك هما الوسيلة الوحيدة لمواجهة التحديات الكبيرة في العالم وتوجيه ضربات موجعة للإرهاب الدولي".

وفي رأيهاإن المعونات الدولية التي قدمت لمساندة البلدان المنكوبة نتيجة المد البحري في جنوب شرق آسيا كان دليلا على إمكانية تحقيق عمل كبير إذا ما تعاونت أوروبا مع الولايات المتحدة. وقال خبير السياسة الخارجية في الحزب فولفغانغ شويبليه: "دخلنا الآن مرحلة جديدة علينا الاستفادة منها من أجل وضع بداية جديدة في العلاقات بين دول الأطلسي. هذا لا يعني غض النظر عن كل شيء حدث في الماضي، بل يجب تحليل كل الأخطاء التي وقعت، لكن الأهم التفكير في ما يمكن تحسينه. وعلينا في ألمانيا إعادة النظر في القضايا السياسية التي انحرفت عن خطها من أجل إصلاح الأخطاء فيها، فهذه هي الوسيلة الوحيدة من أجل الالتقاء في توجه سياسي غير مختلف".