نصر المجالي من لندن: إتخذت بريطانيا خطوة غير مسبوقة من جانب واحد بعيدًا عن قرار من الحلفاء، وهو رفع الحظر على تصدير السلاح للصين العدوة التقليدية للغرب، واعتبرت مصادر المحللين أن قرارًا كهذا سيثير ردة فعل لدى اليابانيين والأميركيين الذي يعتبرون أن الصين عدو دائم مادامت لديها ترسانة سلاح قوية. والقرار جاء خلال جولة لوزير الخارجية البريطاني جاك سترو في دول آسيوية استهلها بزيارة بكين.

وطالب سترو اتحاد الدول الأوروبية بوقف حظرها في التعامل التسليحي مع الصين، رغم أن الولايات المتحدة واليابان تعارضان ذلك، وكانت الدول الأوروبية فرضت حظرًا على التعامل مع الصين من بعد الصدام المسلح في مربعة تيانيمين عام 1989 بين متظاهرين داعين للحرية وقوات الجيش الصيني.

وخلال محادثاته، في بكين، فإن وزير الخارجية البريطاني وقع صفقات اقتصادية وسياحية كبيرة مع الجانب الصيني، وهي ستعود بفائدة كبيرة على الاقتصاد البريطاني، وتفسح المجال لأربعين ألف سائح صيني لزيارة بريطانيا في كل عام.

وكان وزير الخارجية البريطاني زار طوكيو، وأوضح للقيادات هنالك مبدأ رفع حظر التسليح، رغم أن وزير الخارجية الياباني موبوتاكا ماتشيمورا حذر من قرار كهذا "حفاظًا على أمن المنطقة والبيئة ليس ضد اليابان وحسب بل في كل شرق آسيا".

وتعتقد الولايات المتحدة وهي حليف قوي لبريطانيا أن رفع حظر التسليح للصين، قد يشجعها على الاستمرار في المطالبة بالسيادة على تايوان الحليفة للغرب، ولا تزال الصين تكرر موقفها من أن تايوان جزء لا يتجزأ من أراضيها ويتعين ان تعود للوطن الأم، وبالمقابل، فإن الولايات المتحدة مصممة على استمرار هذه القطعة من الأرض الصينية متمتعة باستقلالها لغايات استراتيجية.

ويزور وزير الخارجية البريطاني بكين ومن قبل ذلك طوكيو في إطار جولة ستقوده إلى كل من بورما وزيمبابوي، ولكنه كم أعلنت مصادر بريطانية رسمية لن يزور كوريا الشمالية، ذات التاريخ السيئ بمحاولاتها تحصيل قوة نووية مهددة للعالم الغربي ومصالحه الاستراتيجية.

وختامًا، فإن دعوة سترو لوقف حظر مبيعات الأسلحة للصين، أثارت ردات فعل غاضبة من جانب المعارضة السياسية البريطانية، وجماعات حقوق الإنسان التي يرى أنه لا بد من معاقبة حكومة بكين على موقفها اللاإنساني في تعاملها مع مظاهرات تيانيمين سكوير العام 1989 ، لكن بالمقابل فإن حكومة لندن مصرة على ما يبدو بضرورة رفع الحظر "حتى تستعاد الصين للحظيرة الدولية من بوابات الحوار لا الضغط".