أحمد نجيم الدار البيضاء: خبر عبد اللطيف حالة الفنادق أيام عيد الأضحى في مدينة مراكش منذ سنوات، فحجز في حي النخيل المراكشي" خمسة عشر يوما قبل العيد: "اخترت أن أقضي أيام العيد بعيدا عن دم الأضحيات في الحي الذي أقيم فيه في الدار البيضاء، فحجزت غرفة في فندق هادئ في حي النخيل أتمرن وأتريض وأرتاح من صداع الأهل والجيران"، اعتاد عبد اللطيف على هذه العادة منذ سنوات. "منذ طفولتي لم يذبح كبش في منزلنا، كنا رفقة الوالد نسافر خلال هذه الفترة إلى المدن السياحية الجبلية أو الشاطئية".

كان عبد اللطيف محظوظا، لكونه حجز قبل مدة، فسعيد "52 سنة" فشل في إيجاد غرفة في الفنادق المصنفة في مدينة مراكش خلال أيام العيد، لذا مكث في الدار البيضاء، وسينتظر بداية الأسبوع لإيجاد غرفة له ولولديه الصغيرين وزوجته.

أما فاطمة، 45 سنة، فطارت إلى باريس "لا أطيق رؤية الدم ولا تعطش المغاربة إليه، وألفت السفر خلال أيام العيد إلى العاصمة الفرنسية باريس، أتابع جديد القاعات السينمائية وأنسى ضجر مدينة الدار البيضاء وأرق العمل".

ساعدت وضعيتها المادية، مديرة شركة، على سفرها إلى العاصمة الفرنسية، بينما ظلت حبيبة،25 سنة، في مدينة الدار البيضاء، وإن اختارت، مثل فاطمة، أن لا تحضر طقوس نحر الأضحية رفقة عائلتها رغم أن أمنيتها كانت زيارة منطقة جبلية "لا أتوفر على مبلغ مالي، كنت أتمنى أن أسافر إلى جبل ميشليفن أو جبل أوكايمدن، أو إلى مكان آخر لا أشعر فيه بطقوس هذا العيد، لكنني مكثت رغما عني في المنزل".

أما الأجانب المقيمون في المغرب فبعضهم يسافر والبعض الآخر يمكث في منزله، وكلهم يتجنبون حضور الذبح، فالفرنسية فاليري، 34 سنة، تقول "أقتني حاجياتي من الأكل والخبز، أعرف أن كل المتاجر مغلقة أيام العيد".

رغم أن فاليري تظل وحيدة طيلة هذه الأيام، إلا أنها سعيدة بهذه الوحدة "أشعر بالراحة لأن أصدقائي المغاربة يتركونني في سلام". ترفض تلبية دعوات بعض الأصدقاء يوم العيد "لا أستطيع أن أتحمل رؤية كبش يذبح".

وجاء في بحث حول الاستهلاك ونفقات الأسر لسنة 2000 و2001 أنجزته المندوبية السامية للتخطيط أن هذه النسبة "ترتفع بارتفاع المستوى الثقافي لرب الأسرة, حيث تنتقل من 4 في المائة لدى الأسر التي يسيرها فرد لم يسبق له أن ولج المدرسة إلى 13 في المائة بالنسبة للأسر التي يرأسها فرد ذو مستوى تعليمي عال".

ومن جهة أخرى يستفاد من البحث أنه " كلما ارتفع مستوى معيشة الأسرة ,كلما تراجعت ممارستها لنحر الأضحية , ذلك أن 11 في المائة من الأسر الأكثر يسرا تعدل عن اقتناء الأضحية, مقابل 4 في المائة فقط بالنسبة للأسر التي تعيش تحت عتبة الفقر".