أسامة مهدي من لندن : في وقت تصاعدت فيه عمليات الاختطاف في العراق من جديد روت مصادر مطلعة قصتين عن تحرير ابنة مساعد الامين العام لمجلس الوزراء العراقي وذبح المرافق الامني لمستشارالامن القومي موفق الربيعي وهو ابن اخته ايضا بينما قال مصدر في الشرطة العراقية انها تتعقب تحضير مسلحين مناوئين 150 سيارة لتفجيرها في يوم الانتخابات في وقت نفى حزب الامة العراقي انسحابة من الانتخابات التي وصل عدد المسجلين للتصويت فيها خارج العراق في اليوم الثالث منها الى 67 الفا و736 شخصا .

فقد روى عراقيون تحدثت معهم "ايلاف" هاتفيا اليوم تفاصيل اخر عمليتي اختطاف تعرض لهما مقربان من مسؤولين عراقيين كبيرين .. وعن اختطاف ابنة مساعد الامين العام لمجلس الوزراء الذي يتراسه اياد علاوي وعمرها 15 عاما اشاروا الى انها كانت عائدة من بيت استاذ تتلقى على يديه دروسا خصوصية في مادة الرياضيات في الشارع نفسه الذي تسكن فيه باحد احياء العاصمة العراقية الاثنين الماضي عندما اقترب منها مسلحون ملثمون بسيارة خاصة فاختطفوها وتواروا عن الانظار . وفي اليوم الثاني اتصل الخاطفون بوالدها جمعة الحلفي مؤكدين انهم نفذوا تهديدهم بالحاق الضرر به وبافراد عائلته اذا لم يترك منصبه الحكومي .

وقد استطاع الوالد بمساعدة عاملين في دائرة الاتصالات وقوى الامن من معرفة رقم الهاتف الذي تحدث منه الخاطفون وكان هاتفا ارضيا فاستدلوا على عنوان صاحب الرقم ومنزله فقامت قوة مسلحة من الشرطة بمداهمة المنزل الذي وجد انه يقع في الشارع نفسه الذي يسكن فيه المسؤول العراقي وبعد تفتيش دقيق لم يجدوا اي دليل يؤكد وجود المختطفة في وقت كان صاحب المنزل يبدي تذمره من عملية المداهمة وطريقتها مدعيا انه لاعلاقة بالامر ولايمكن ان تكون له يد في عملية الاختطاف .. لكنه وبعد التعرف على هويته تبين انه كان ضابطا في الجيش العراقي القديم .

وعند اتمام عملية التفتيش لاحظت الشرطة وجود غرفة صغيرة في حديقة المنزل وحينما سالت صاحب المنزل عنها ابلغهم انها غرفة مهجورة تحتوي على اثاث قديمة فطلبوا منه فتحها لكنه ادعى ان مفتاحها ضائع مما اضطر الشرطة الى تحطيم بابها وعند دخولهم اليها وجدوا فيها منفذا ارضيا يقود الى سرداب تحت الارض فنزلوا اليه ليجدوا الفتاة مقيدة اليدين وفمها مكمم وحالتها مزرية بسبب الرعب الذي اصابها فتم تحريرها واخراجها من السرداب فيما القي القبض على الضابط السابق .

وفي حادث اخر اختطف مسلحون ملثمون قبل ثلاثة ايام مرافق مستشار الامن القومي العراقي موفق الربيعي وهو ابن اخته ايضا ويبلغ من العمر 26 عاما لكن عمليات البحث عنه فشلت في العثور علية . ويوم امس القى مجهولون كيسا كبيرا في باب منزل عائلته يحتوي على جثته التي قطعت اربا اربا بعد ان تم ذبحه بصورة بشعة . وهذه عملية القتل الثانية التي يتعرض لها مقربون من الربيعي حيث تم اغتيال مسؤول الاعلام في مكتبه الصيف الماضي .

وقد لاحظ العراقيون ان عمليات اختطاف العراقيين والاجانب قد نشطت مؤخرا بعد ان خفت تماما اثر معارك الفلوجة الاخيرة التي قتل فيها الف و600 مسلح بعد هجوم كاسح للمدينة شنته قوات عراقية واميركية قوامها حوالي 14 الف عسكري .
ومع الاعلان عن خطف ثمانية مواطنين صينيين ومواطن لبناني الثلاثاء في العراق يرتفع الى حوالي ثلاثين عدد الاجانب المحتجزين رهائن او مفقودين حاليا هناك .. فمنذ نيسان (ابريل) عام 2004 خطف نحو 170 اجنبيا قتل اكثر من 30 منهم على يد خاطفيهم لكن عمليات الخطف تطال ايضا العراقيين الذين خطف مئات منهم .

وخلال حديثهم عن زيادة عدد حالات اختطاف المواطنين خلال الايام الاخيرة اشار العراقيون إلى اختطاف طالب في المرحلة الابتدائية بعد خروجه من المدرسة في حي 14 تموز في بغداد كما اختطفت شاب اخر قرب منزله في الحي نفسه.. ويبدو ان هذا الحي الراقي الذي شهد في السابق عدداً من حوادث الخطف والقتل والاعتداء ما زال مسرحاً للجرائم .. ويوم أمس قام مسلحون باقتحام الثانوية الشاملة في هذا الحي بعد الساعة الثامنة صباحاً وصادروا عدداً من الهواتف النقالة من الطلبة تحت تهديد السلاح مع أن هذه الثانوية لا تبعد عن مركز للشرطة غير بضعة أمتار.
ويشكو المواطنون في مدينة بغداد من الانفلات الامني وزيادة حوادث سرقة الدورالتي يصاحبها قتل اصحابها مبدين استغرابهم من ان عدد هذه الحوادث بات يثير القلق في حين انها تتم في ظروف اعلان حالة الطوارئ. ويرى المواطنون ان السلطات لم تطبق من حالة الطوارئ غير الشكليات في وقت تتطلب الاوضاع الامنية المتردية تطبيق اجراءات صارمة ضد الذين يهددون أمن المواطنين وسلامتهم ولذلك فهم يطالبون بجعل حالة الطوارئ فعالة والاعلان على نحو صريح عن العقوبات التي تتخذ بحق المجرمين وتنفيذها فوراً ومن دون ابطاء فضلاً عن تبني قوانين رادعة استثنائية .
وتشير مصادر مطلعة الى انه مما يزيد الامر صعوبة في القضاء على عمليات الخطف انه برغم أن القوات الأميركية في العراق مجهزة بمعدات متقدمة إلا أنها لا تملك وسائل فعالة للتعامل مع حوادث الاختطاف فهي تفتقر إلى المعلومات الاستخبارية اللازمة عن منظمات المختطفين وغالبا ما تحصل على المعلومات بعد إعلان وسائل الإعلام أنباء الاختطاف ولذلك فان طرق إنقاذ الرهائن محدودة جدا لكن العراقيين يأملون في ان تتمكن الشرطة العراقية مع زيادة عددها وتحسين تسليحها من اداء دور فعال في القضاء على عمليات الاختطاف خاصة وانها اعلنت امس عن نجاحها في تفكيك 45 عصابة اختطاف وتحرير28 مختطفا .

تحضير سيارات مفخخة

قال مسؤول عراقي رفيع في الشرطة العراقية إن مصادر استخباراتية اصبحت على علم بتحضيرات تتم لشن هجمات خلال الأيام القليلة القادمة مع اقتراب موعد الانتخابات التي ستجري بعد عشرة ايام، حيث يتم تحضير حوالي 150 سيارة مفخخة و250 انتحاريًّا لهذه المهمة .
واضاف إن هذه المعلومات كشفت خلال تحقيقات مع مسلحين احتجزوا مؤخرا وأشاروا فيها إلى أن الهجمات سوف تستهدف مراكز الاقتراع ومواقع أخرى دون تحديدها واشار الى انه
استنادا إلى معلومات مركز التنسيق المشترك بين قوات التحالف والقوات العراقية فقد تم العثور في الأيام الأخيرة على ثلاثة ورش تستخدم لتجهز سيارات مفخخه ومتفجرات أخرى في بغداد.
واوضح المسؤول في تصريح لشبكة "سي ان ان" الاميركية أن القوات العراقية والمتعددة الجنسيات ستنفذ عمليات إضافية ومداهمات للعثور على باقي هذه الورش. وتأييدا لهذه التصريحات أكد مسؤول عسكري أميركي أن "هذا هو الأسلوب الذي نتوقعه مع دنو موعد الانتخابات."
وكانت أربع عمليات انتحارية نفذت في العاصمة العراقية بغداد الأربعاء وحصدت 25 قتيلا عراقيا على الأقل بالإضافة إلى منفذي العمليات حيث تبنى تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين، بزعامة أبو مصعب الزرقاوي، هذه العمليات بحسب ما نقله عدد من المواقع إسلامية على شبكة الإنترنت .
ويذكرأن العراق في حالة الطوارئ حاليا والتي كانت قد جددت في بداية الشهر الحالي من قبل رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي كخطوة احترازية استباقا للانتخابات المقررة في الثلاثين من الشهر الحالي في وقت اتخذت فيه احترازات امنية مشددة في ذلك اليوم تضمنت منع تجول ليلي لمدة ثلاثة ايام ومنع السيارات من الاقتراب من مراكز الاقتراع وحظر الحركة بين المحافظات العراقية .

حزب ينفي انسحابه من الانتخابات

نفى حزب الامة العراقية بقيادة السياسي المخضرم سعد صالح جبر انسحابه من الانتخابات العامة المقبلة .
وقال الحزب في بيان توضيح الى "ايلاف" إن بعض الجهات المحسوبة على إحدى القوائم الانتخابية لم يسمها تعمدت ترويج معلومات كاذبة في محاولة لتشويه حقيقة موقفه من الانتخابات واوضح انه كان من أوائل الداعين الى ضرورة إجرائها ومن المشاركين فيها وبادر الى تقديم قائمته الانتخابية منذ البداية مؤكدا ان محاولات التشويش وتزييف الحقائق لا تلحق الأذى به وحده بل يمتد تأثيرها السلبي على الناخبين ومجمل العملية الانتخابية التي يحرص على نجاحها. . وفيما يلي نص التوضيح :

توضيح

تعمدت بعض الجهات المحسوبة على إحدى القوائم الانتخابية ترويج معلومات كاذبة في محاولة لتشويه حقيقة موقفنا من الانتخابات المقبلة في الثلاثين من الشهر الجاري .. وبهدف اطلاع الرأي العام العراقي نود توضيح مايلـي:
أولا: اننا من أوائل الداعين الى ضرورة إجراء الانتخابات ومن المشاركين فيها وبادرنا الى تقديم قائمتنا منذ البداية.
ثانياً: لاصحة مطلقاً لما اشيع بشأن انسحاب قائمة حزب الامة من الانتخابات.
ثالثاً: لقد باشرنا حملتنا الدعائية لقائمتنا المرقمة (360) في وقت متأخر نسبياً لدواع واسباب مالية بحت إذ نعتمد كلياً على إمكانياتنا الخاصة ودعم مؤيدي حزبنا وقائمتنا .
رابعا: ان محاولات التشويش وتزييف الحقائق لا تلحق الأذى بنا وحدنا بل يمتد تأثيرها السلبي على الناخبين ومجمل العملية الانتخابية التي نحرص على نجاحها.
سعد صالح جبر
الأمين العام لحزب الأمة

ومن جهة اخرى وعلى صعيد عمليات تسجيل الناخبين خارج العراق فقد اعلنت منظمة الهجرة الدولية المشرفة على هذه العملية ان عدد المسجلين بلغ مع نهاية اليوم الثالث له الاربعاء 67 الفا و736 عراقيا من مجموع مليون و263 الف عراقي يحق لهم الانتخاب في 14 دولة خارج بلدهم .