عصام المجالي من عمّان: قالت مصادر سياسية أردنية إن الحزب الشيوعي الأردني تعرض لأزمة داخلية، تمثلت في استقالة 21 من أعضائه، غالبيتهم من الشباب والطلبة،بسببة موقف الحزب من المقاومة العراقية وحكومة علاوي المؤقتة. ووصفت المصادر هذه الاستقالة الجماعية بأنها "انشقاق كبير" والأوسع منذ تسلم الدكتور منير حمارنة منصب الأمين العام للحزب.
وأشارت إلى أن الموقف من الأحداث الحالية في العراق هو السبب وراء تلك الاستقالة الجماعية، وكانت قيادة الحزب الشيوعي الأردني قد رحبت بالإطاحة بنظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، وأيدت بشكل علني قيام مجلس الحكم الانتقالي، ومن ثم الحكومة المؤقتة في بغداد.
كما شارك أعضاء من الحزب الشيوعي العراقي في هذه الحكومة، بينما وصف شيوعيون أردنيون المقاومة العراقية بأنها "إرهاب"، الأمر الذي تسبب ليس فقط في استياء عام داخل صفوف الحزب، وإنما في إحداث حالة من الجدل داخل صفوف المعارضة الأردنية التي يعتبر الحزب الشيوعي واحدا من رموزها.
وعلمت إيلاف أن جميع المستقيلين من الحزب هم من الشباب والطلبة، من بينهم أعضاء في المكتب الطلابي للحزب، وآخرين أعضاء في قيادته، وناشطين بارزين فيه.
وقال المستقيلون من الحزب في بيان لهم أن الحزب لم يعد يمثلهم بواقعه الحالي وانحداره إلى درك المهادنة بحجة الواقعية. واتهموا الحزب بأنه وقع "تحت تسلط فئة تدعي لنفسها بُعد النظر فجرَّت الحزب لمواقف مستهجنة باعدت بينه وبين جماهيره وبين القوى الوطنية تحت ذريعة بعد النظر التاريخي، وكان آخرها موقف الحزب الذي يفهم منه تأييد الحكومة العراقية المؤقتة إثر مشاركة الحزب الشيوعي العراقي فيها، وبالتالي بما يفسر منه قبول الاحتلال الأميركي وما نتج عنه" على حد تعبيرهم.