رومبيك: احتشد الالاف من السودانيين الجنوبيين المبتهجين اليوم ( السبت) في رومبيك، عاصمة جنوب السودان المؤقتة، لاستقبال زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان جون قرنق وهم يغنون من اجل السلام.

وهي المرة الاولى التي يزور فيها زعيم المتمردين الجنوبيين السابقين الذي سيعين قريبا نائبا لرئيس السودان، مدينة رومبيك منذ التوقيع في التاسع من كانون الثاني(يناير) في نيروبي على اتفاق السلام مع الخرطوم الذي وضع حدا لنزاع استمر 22 عاما وادى الى مقتل 5.1 مليون شخص. وكانت الحشود المؤيدة لقرنق تنتظره بفارغ الصبر.

وكان في استقبال جون قرنق بعد نزوله من الطائرة على مدرج رومبيك مئات الاشخاص وهم يرددون هتافات مؤيدة للسلام ويلوحون باعلام الجنوب. وقد توجه قرنق على الفور الى ساحة الحرية حيث كان يوجد آلاف الاشخاص.

ومن المتوقع ان يقيم رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان في رومبيك الادارة الموقتة التي ستتولى ادارة المنطقة خلال ثلاثة الى اربعة اشهر قبل بدء المرحلة الانتقالية من ست سنوات التي يدلي السودانيون الجنوبيون في نهايتها من خلال استفتاء، برايهم حول الاستقلال عن السودان ام عدمه.

واعلن قرنق للصحافيين انه سيلتقي في رومبيك رئيس وفد الوساطة بين الحكومة السودانية وحركة التمرد السابقة، الجنرال الكيني لازاروس سومبيوو الذي سيسلمه الصيغة النهائية لاتفاقات السلام. وكان سومبيوو سلم نسخة من الصيغة النهائية للاتفاق في 16 كانون الثاني(يناير) الى حكومة الخرطوم.

كما اعلن انه سيلتقي الموفد الخاص للامم المتحدة في السودان يان برونك الذي سبقه الى رومبيك.

وقال المسؤول الثاني في الحركة الشعبية لتحرير السودان باغان امون ان المحادثات ستتناول مسألة قرب انتشار قوة دولية مؤلفة من حوالى تسعة آلاف عنصر من اجل الاشراف على "وقف دائم لاطلاق النار" تم التوصل اليه بين الجنوب والشمال من خلال اتفاق السلام.

وكانت حركة التمرد السابقة اعربت الجمعة عن قلقها لتشكيلة قوة الامم المتحدة المقبلة، معربة عن خشيتها من ان تتالف فقط من جنود من دول اسلامية دعمت حكومة الخرطوم خلال السنوات الاحدى والعشرين من الحرب الاهلية. وقال باغان امون للصحافيين ان هذه الدول "كانت الى جانب الخرطوم ونحن لا نريدها".

وقد وصل قرنق في طائرة خاصة وحياه حرس الشرف من جنود الجنوب. بينما كان اطفال يرقصون على انغام الموسيقى التقليدية والحديثة.

ووفقا لاحدى عادات الجنوب الذي ينتمي معظم سكانه الى المسيحية والاحيائية، خطا قرنق فوق ثور ابيض ذبح لتوه ترحيبا به. وعلى طول الطريق قدم له السكان عشرات الثيران.

وكتب على لافتات علقت لدى وصول زعيم حركة التمرد "على الحركة الشعبية لتحرير السودان المنتصرة ان تحول على الفور سياستنا الحربية الى تنمية" و"لا بد من زرع بذور السلم واجتثاث بذور الحرب" و"سيكون بلدنا قريبا منبعا للحياة".

من جهة ثانية، اعلن قرنق ان المجلس الوطني لتحرير السودان (برلمان جنوب السودان) سيصادق على اتفاق السلام الموقع بين حكومة الخرطوم والحركة خلال 48 ساعة.

واضاف امام آلالاف الذين احتشدوا في ساحة الحرية ان "حركتكم، الحركة الشعبية لتحرير السودان، قدمت لكم السلام. ومع اتفاق السلام الشامل، تبدأ نهاية معاناة شعبنا. لن يكون هناك قتلى بعد اليوم ولا نزوح للسكان بفعل الحرب".

واعربت إلياب أندريا التي نهضت في الصباح الباكر واتت من بعيد لتحضر هذا الحفل عن "سعادتها". وقالت "انا سعيدة بالسلم، وارجو ان اتمكن من العناية باطفالي وتربيتهم".

واوضحت ان الحرب منعتها في 1983 من لقاء زوجها الذي لجأ الى الشمال قبل ان يغادر البلد الى استراليا حيث تمكنت هذا العام فقط من التحدث اليه هاتفيا للمرة الاولى منذ رحيله.