بهية مارديني من دمشق: أفرجت القوات الأميركية والعراقية الليلة الماضية عن 40 سائقا سوريا و7 لبنانيين و9 اتراك بعد احتجازهم لمدة 20 يوما على الحدود السورية العراقية في المنفذ الحدودي (الربيعة - اليعربية ) ، ومازالت هناك مجموعة اخرى تجمعت منذ حوالي الاسبوع بعد ان افرغت حمولة شاحناتها . وعبّر السائقون السوريون واللبنانيون في اتصال هاتفي قبل قليل عن سعادتهم لدى وصولهم الأراضي السورية " نشعر باننا ولدنا من جديد " ، وشكروا "ايلاف" على اهتمامها بأمرهم وابرازها لأخبارهم . وتحدث سائقا سوريا واخر لبنانيا عن تعرضهم للابتزاز حتى استطاعوا العبور من قبل بعض الجنود العراقيين ، كما قال السائق السوري جهاد صادق ان القوات الاميركية التي كانت عند حدود اليعربية غادرت الى قواعدها منذ اول من أمس. وطالب السائقون الحكومة السورية معرفة وتحديد المسؤول عن هذا الاحتجاز ، مشيرين الى ان قرار الافراج صدر من مدير الجمارك المنطقة الشمالية في العراق .
ولفت السائقون الى تجاوب الشرطة السورية الحدودية معهم ومساعدتها لهم في ظل الظروف الجوية السيئة التي تعرضوا لها أثناء عبورهم حيث ساعدوهم بارسال المعدات (جرافات وتراكتورات )عند توقف سياراتهم وانغرازها في الطين .
ومازال مصير ثلاثة من السائقين السوريين مجهولا منذ 11 يوما احدهم من شركة حميشو فرع اللاذقية وكانوا ضمن المجموعة التي توجهت الى معبر التنف لتجاوز الحدود العراقية باتجاه سورية.
وكان 280 سائقا سوريا و 10 من اللبنانيين و10 من البلغاريين عبروا بشاحناتهم الى الحدود العراقية وفي طريق العودة منعتهم القوات العراقية والاميركية من العبور بعد افراغ بضاعة شاحناتهم ثم سمحت لأكثرهم بالعبور بعد تعرضهم للسطو والبرد والجوع ، و أبقت على مجموعة منهم اغلبهم من السوريين الى ان أفرجت عنهم اليوم ثالث أيام العيد .
وقال الدكتور زكريا خلف رئيس المجلس السوري الأميركي ،رئيس مكتب العلاقات العربية الأميركية "ان الادارة الأميركية أجابت على تساؤلات المجلس حول احتجاز السائقين بان الأمر يتعلق بالجانب العراقي، و انهم سيطلبوا من المسؤولين العراقيين استفسارا حول سبب احتجازهم ".
ورأى خلف انه" لا يوجد أي مبرر لاحتجاز السائقين دون اعطاء مبرر مقنع ، و ان كان للتدقيق الأمني فلا يجب ان يستمر لأكثر من ساعات قلائل ، وهذا يسبب استفزازا على المستوى الشعبي أكثر من المستوى الرسمي" .
وأسف خلف ان ُتقدم الحكومة العراقية المؤقتة على مثل هذا التصرف خاصة وان سورية تعطي كافة التسهيلات للعراقيين المغادرين والعائدين والمقيمين في سورية ، وفي نفس الوقت فان السائقين ينقلون البضائع والمواد الغذائية للعراقيين في وقت تعاني منه العراق من أوضاع أمنية غير مستتبة .