أسامة العيسة من القدس وعبدالله زقوت من غزة بشار دراغمه من رام الله: قدمت فصائل المقاومة الفلسطينية ما اعتبر إشارات مشجعة من اجل إنجاح مساع محمود عباس (أبو مازن) رئيس السلطة الفلسطينية لوقف إطلاق النار. وساد هدوء في غزة في حين وافقت حركة الجهاد الاسلامي على الهدنة . وأعربت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين عن استعداد لوقف إطلاق نار ولكن مشروط، بالتزامات إسرائيلية.
وقال صالح زيدان قائد الجبهة في قطاع غزة بان جميع الفصائل الفلسطينية متفقة على شرعية المقاومة، مشيرا إلى أن أي هدنة يجب أن يقابلها التزامات إسرائيلية. وحذت حذو الجبهة الديمقراطية، الجبهة الشعبية القيادة العامة التي يتزعمها احمد جبريل، وأعلنت موافقتها على هدنة مشروطة، وتتخذ الجبهتان من العاصمة السورية دمشق مقرا لإقامة قيادتهما المركزية.
ويأتي هذا الإعلان بعد إعلان حركة الجهاد الإسلامي ولجان المقاومة الشعبية عن استعداد مشابه، ولكن هذه الفصائل ربطت استعدادها المبدئي لوقف إطلاق النار بوقف إسرائيل عملياتها العدوانية ضد الفلسطينيين ومن بينها الاعتقالات وسياسة الاغتيالات.
وطرحت هذه الفصائل خلال اجتماعاتها مع أبو مازن مسالة إطلاق سراح الأسرى وعودة المبعدين، ولكن لا يتوقع إن تستجيب الحكومة الإسرائيلية ببساطة لهذين المطلبين، وان كانت مصادر إسرائيلية توقعت أن يتم إطلاق سراح أسرى من الذين حكمت عليهم المحاكم العسكرية أحكاما مخففة، وان يتم إعادة عدد من الذين أبعدتهم إسرائيل إلى قطاع غزة في أيار (مايو) 2002، بعد حصار كنيسة المهد في بيت لحم.
ونوقشت خلال هذه الاجتماعات سبل ملاحقة العملاء وتطبيق الأحكام التي كانت أصدرتها المحاكم الفلسطينية على عدد منهم.
وقال أبو عبير الناطق بلسان لجان المقاومة الشعبية في مؤتمر صحافي أن إسرائيل هي العائق أمام أي اتفاق على هدنة، بسبب خروقاتها المستمرة. وتعهد بالرد على أي خرق من قبل إسرائيل كما قال.
واحتفظت حركة حماس حتى الان بمواقفها المسبقة، رغم أنها لم تنف استعدادها لهدنة مشروطة بإطلاق سراح الأسرى والانسحاب الإسرائيلي من الأراضي الفلسطينية ووقف عمليات الجيش الإسرائيلي.
وكان الدكتور محمود الزهار، القيادي البارز في حماس أعلن أمام الالاف من أنصاره صبيحة الخميس الماضي في صلاة العيد أن حركته لن تترك السلاح وان أي هدنة يجب أن يكون لها ثمن.
هدوء في غزة
ويسود الهدوء الأمني قطاع غزة منذ زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، و لقاءاته الماراثونية المتواصلة مع الفصائل الفلسطينية بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار تمهيداً لبدء مفاوضات سياسية جادة مع الإسرائيليين .
و التقى عباس منذ الثلاثاء الماضي مع ممثلي مختلف الفصائل الفلسطينية ، قبل أن يصدر أوامره بإعادة انتشار قوات الأمن الفلسطيني على كامل حدود قطاع غزة ، حيث تم تنفيذ الجزء الأول من عملية الانتشار أمس في المنطقة الشمالية إلى جنوب مدينة غزة ، فيما ستنفذ القوات في غضون( 48 ساعة ) القادمة ، المرحلة الثانية من إعادة إنتشارها .
يأتي ذلك في الوقت الذي أعربت فيه أوساط الجيش الاسرائيلي عن رضاها عن الأوضاع الأمنية السائدة في قطاع غزة خصوصا في الأيام الثلاثة الماضية ، بعيد نشر قوات الأمن الفلسطينية في المناطق الحدودية .
و قال ضابط إسرائيلي كبير لإذاعة الجيش الاسرائيلي أن قطاع غزة يشهد هدوءاً أمنياً خلال الأيام الماضية ، و قد تكون نسبة الأحداث الأمنية صفر ، بسبب التفاهمات التي توصلت إليها السلطة الفلسطينية مع الفصائل المسلحة و نشر قوات الأمن في شمال القطاع .
ومنذ يوم أمس ، انتشرت قوات كبيرة من الأمن الفلسطيني في أنحاء متفرقة من مناطق شمال قطاع غزة في إطار خطة الرئيس الفلسطيني عباس لوقف إطلاق صواريخ القسام على البلدات الإسرائيلية و البدء في مفاوضات مع إسرائيل .
وجاءت عملية إعادة الانتشار في غزة بعد يومين من الهدوء في القطاع ، لم تسجل فيهما أي أحداث عنف تذكر أو إطلاق صواريخ على المستوطنات الإسرائيلية ما يدلل على استئناف التعاون بين الجانبين الفلسطيني و الإسرائيلي في المجال الأمني بعد جلسات تشاورية عقدها مسؤولي الأمن في الجانبين .
و توقف المقاومون الفلسطينيون منذ الأربعاء الماضي عن إطلاق صواريخ القسام و قذائف الهاون باتجاه المستوطنات الإسرائيلية داخل قطاع غزة و جنوب إسرائيل.
و ترى الأوساط العسكرية الإسرائيلية أن توقف الفلسطينيين عن إطلاق الصواريخ و الهدوء الأمني يأتي في خضم الجهود الحثيثة التي يبذلها الرئيس الفلسطيني لإبرام اتفاق مع الفصائل الفلسطينية لوقف إطلاق النار ، غير أنها أبدت تخوفها من استمرار إطلاق الصواريخ في حال فشل عباس في مسعاه مع الفصائل.
و بموازاة ذلك ، تريد الفصائل الفلسطينية من خلال مشاوراتها مع الرئيس الفلسطيني أن تلتزم إسرائيل بوقف عملياتها العسكرية على أرض الواقع ، و لابد أن تكف الطائرات الإسرائيلية عن سياسة ملاحقة المطلوبين و تصفيتهم ، و وقف الدبابات و الجرافات عن التدمير و الاجتياحات و رفع حواجز الإذلال التي يعاني منها الشعب الفلسطيني .
و أعلنت كتائب الأقصى الذراع العسكري لحركة فتح إحدى أكبر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية ، أنها ستوافق على إعلان هدنة ، إذا توقفت إسرائيل عن شن هجمات عسكرية على الأراضي الفلسطينية ، و هو نفس الشرط الذي تنادي فيه بقية الفصائل الفلسطينية لوقف عملياتها ضد الأهداف الإسرائيلية .
و ألمح الرئيس الفلسطيني إلى وجود اتفاق لم يحدد موعداً له يقضي بوقف إطلاق النار بين الجانبين ( الفلسطيني و الإسرائيلي ) ، و قال " هناك حوارات ، و هذه حوارات تأخذ منحاً إيجابياً و جدية ، و لكن لا أدري إذا كانت ستصل إلى نتائج قريبة أم لا " .
يذكر أن إسرائيل هددت بشن هجوم واسع النطاق على قطاع غزة حال لم تتمكن السلطة الفلسطينية من القيام بواجباتها لمنع الهجمات الفلسطينية على الإسرائيليين ، و وقف إطلاق صواريخ القسام و القذائف على المستوطنات الاسرائيلية .

موقف الجهاد الاسلامي

وأعلنت مصادر صحافية أن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن) نجح في إقناع حركة الجهاد الإسلامي، بإعلان وقف لإطلاق النار مع الجانب الإسرائيلي. وقالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" إن مصادر في حركة الجهاد الإسلامي وفي محيط رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، أكدت أن اللقاء الذي عقد بين الطرفين أثمر عن اتفاق بوقف إطلاق النار لعدم خدمة الأهداف الإسرائيلية والعمل على تهدئة الأوضاع في الفترة المقبلة.
وكانت كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح، أعلنت على لسان أحد قادتها في اتصال هاتفي مع "إيلاف" أن ما أعلنته مجموعة الشهيد أيمن جودة في قطاع غزة لا يمثل رأي كل كتائب الأقصى وإنما يمثل رأيها فقط، حيث وأعلنت هذه المجموعة في مؤتمر صحفي وقف كامل لإطلاق النار مع الجانب الإسرائيلي.
وكانت كتائب الأقصى قد أعلنت في وقت سابق على لسان قائدها زكريا الزبيدي وقف كافة العمليات داخل إسرائيل، فيما ذهبت مجموعة أخرى تابعة لحركة فتح وكتائب الأقصى إلى إعلان شروطها من اجل تحقيق وقف إطلاق النار.
هذا في وقت وصفت فيه لجان المقاومة الشعبية في فلسطين اجتماعها الذي عقد امس الجمعة مع ابو مازن بأنه كان ايجابيا.
وفي تصريح لأبرز قادة اللجان، محمد عبد العال المعروف (ابو عبير) اكد على ان وفد حركته طالب بإخضاع قضيتي اللاجئين والقدس لاستفتاء شعبي كون هذه القرارات مصيرية وتخص الشعب الفلسطيني.
وأكد ابو عبير أن قضية الاسرى هي أهم القضايا المطروحة على سلم الاولويات لدى لجان المقاومة مشيرا الى انه تمت المطالبة بالعمل على اطلاق سراحهم وعودة المبعدين خراج الوطن الى ارض الوطن. وشدد الوفد على ضرورة فتح ملفات الفساد والفوضى الذي تزعمته بعض الاجهزة الامنية، وبأن سلاح المقاومة سلاح شرعي وان المقاومة بكافة اشكالها رد على الاحتلال الغاشم. وطالب الوفد بتنفيذ الأحكام التي أصدرها القضاء الفلسطيني بحق العملاء وأصحاب قضايا القتل والنهب والرشوة و ملاحقة كافة من له علاقة بذلك. وأضاف ان أوسلو لم تكن الحلم الذي يطمح إليه شعبنا الفلسطيني من أجل الحرية والإستقلال ولا يمكن الإلتزام بمبادئها بأي حال من الأحوال. واعتبر وفد لجان المقاومة ان الإحتلال الصهيوني هو العائق الوحيد لأي إتفاق بين السلطة والفصائل وأي حديث عن تهدئة، وليس هدنة، لا بد أن يسبقه إلتزام على أرض الواقع ولا بد أن تكف الطائرات عن ملاحقة المطلوبين والمطاردين ووقف الدبابات والجرافات عن التدمير والإجتياحات ورفع حواجز الإذلال. وأضاف انه لن يكون هناك أي عنوان للتهدئة طالما بقيت غطرسة العدو هي السباقة ، وأن المقاومة حق مشروع للشعب الفلسطيني تكفله كافة المواثيق الدولية. واكد أن المقاومة خلقت من أجل الدفاع عن شعبنا ومقدساتنا ومن أجل صد الإجتياحات المتكررة للمدن والبلدات الفلسطينية.
وأكد الناطق باسم لجان المقاومة الشعبية: " إتفقنا بأن هذا الحوار سيكون بداية لحوارات مقبلة وأنه سيتم مناقشة كافة الأمور التي تم طرحها أثناء الإجتماع مع الأخوة في قيادة لجان المقاومة الشعبية على مستوى الوطن والتشاور معهم من أجل صياغة موقف معين يخدم المصلحة العليا للشعب الفلسطيني ويتم إبلاغ محمود عباس به".
قالت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان حالة من الرضى تسود الجيش الاسرائيلي مما يجري في قطاع غزة خلال الايام الثلاثة الماضية.