أسامة مهدي من لندن: أكد وزير الدفاع العراقي حازم الشعلان أن قوة من الشرطة سترسل إلى مدينة البصرة الجنوبية لاعتقال احمد الجلبي رئيس المؤتمر الوطني العراقي واشار إلى انه موجود هناك بحماية رجال منظمة بدر والمخابرات الايرانية نافيا ان يكون قد بحث مع المسؤولين الاردنيين قضية بنك البتراء المتهم الجلبي بسرقته لكنه اشار إلى ان الجهات العراقية ستوصل الجلبي إلى الاردنيين عن طريق الشرطة الدولية "الانتربول".

وفي تصريح لـ"ايلاف" من عمان التي سيغادرها اليوم عائدا إلى بغداد بعد زيارة استمرت ثلاثة ايام اجاب الشعلان على سؤال حول رد فعله ازاء اتهام الجلبي له بعدم معرفة القانون ازاء التهديد باعتقاله قائلا " ان كل الاجراءات التي نتخذها ضد الجلبي هي ضمن القانون .. وادعائه بان وزارة الدفاع لاصلاحية لها باصدار اوامر اعتقال جهل بالقانون من ناحيته لاننا في حالة طواريء وهناك وحدة طواريء في الوزارة وفيها حاكم تحقيق له صلاحية اصدار اوامر بالاعتقال ". واشار إلى أن الجلبي يواجه الان ثلاثة اتهامات هي "تشويه سمعة وزارة الدفاع الصامدة برجالها في وجه الإرهاب والإرهابيين والإساءة لوزيرها وكذلك اتهامه بالتعاون مع النظام السابق من خلال وثائق مزورة اضافة إلى الحكم بالسجن 22 عاما في الاردن لسرقته بنك البتراء " .

واوضح ان الاجراءات القانونية ضد الجلبي ستبدأ الاربعاء المقبل من خلال الدائرة القانونية وضمن الاطار القانوني وقال " عندما سيصدر الامر بالقاء القبض عليه سنرسل ثلاثة افواج من الشرطة العراقية إلى البصرة لتنفيذ الامر باعتقاله " وقال ان الجلبي موجود في البصرة حاليا بحماية رجال المخابرات الايرانية "اطلاعات" ومنظمة بد التابعة للمجلس الاسلامي الاعلى بقيادة عبد العزيز الحكيم .

وحول ما اذا كان قد بحث موضوع الحكم على الجلبي بالسجن 22 عاما مطلع التسعينات في الاردن مع المسؤولين الاردنيين نفى الشعلان ذلك وقال انه لم يتطرق إلى هذا الموضوع مع اي مسؤول اردني لكنه اشار إلى انه عندما يعتقل الجلبي فانه سيتم تسليمه إلى الشرطة الدولية "الانتربول" التي ستقوم بدورها بتسليمه إلى الاردنيين .

وحول حقيقة المبالغ التي حولتها وزارته إلى الخارج اشار وزير الدفاع العراقي إلى انه تم فعلا تحويل مبلغ 600 مليون دولار إلى الخارج لشراء اسلحة مشددا على ان الامر تم بالطرق القانونية بموافقات من وزير المالية عادل عبد المهدي ومدير البنك المركزي سنان الشبيبي وبعلم رئيس الوزراء اياد علاوي واوضح ان المبلغ حول على ثلاث دفعات من اجل شراء اسلحة تتضمن مدرعات واسلحة ومعدات مختلفة إلى كل من تركيا وجمهورية التشيك وبولونيا واوكرانيا والولايات المتحدة .

واضاف الوزير ان عملية نقل الاموال تمت بطريقة قانونية وضمن تعليمات رسمية كان اصدرها الجلبي نفسه عندما كان رئيسا للجنة المالية في مجلس الحكم المنحل ووزير المالية كامل الكيلاني الذي رشحه الجلبي لهذا المنصب وهي تعليمات تنص على الحصول على موافقة البنك المركزي باخراج الاموال نقدا وارسالها إلى الخارج من خلال وحدة عسكرية وهو ما تم بالفعل " .

وفي وقت سابق اليوم اتهم احمد الجلبي الشعلان باخراج ملايين الدولارات إلى خارج العراق بصورة غير شرعية وقال في مؤتمر صحافي عقده في فندق المربد وسط البصرة (550 كلم جنوب بغداد) "يكفي الشعب العراقي تلاعبا بالمال العام لقد قام وزير الدفاع حازم الشعلان باخراج ملايين الدولارات إلى الخارج بصورة غامضة". واوضح ان "هذه هي المرة الاولى التي نرى فيها تحويل اموال طائلة إلى الخارج وبهذه الصورة".

ونفى الجلبي ان يكون سبب تواجده في مدينة البصرة في اقصى جنوب العراق الهروب من قبضة الشعلان وقال "قبل ان يتكلم وزير الدفاع وقبل تصريحاته الاخيرة انا موجود في الجنوب " وتساءل قائلا "هل اصبحت البصرة خارج حدود العراق؟".

وحول رأيه من اعلان الشعلان اعتقاله بعيد عيد الاضحى مباشرة "ردي على حازم الشعلان انه لا يفقه في القانون شيء ولا بادارة الدولة ولا يستطيع التجاوز على السلطة العراقية ولا القاء القبض على اي احد". واكد ان "المحاكم هي وحدها التي تستطيع ذلك".

وقالت وكالة الصحافة الفرنسية ان مراسلها في البصرة شاهد عشرات الحرس بالاضافة إلى 16 سيارة حماية ذات الدفع الرباعي ترافق الجلبي.