اعتدال سلامه من برلين: تقف معظم دول حلف شمال الأطلسي في وجه الولايات المتحدة لعزمها توجيه ضربة عسكرية ضد إيران إذا لم تتخل عن برامجها النووية، وتوج هذا الموقف بمطالبة ملحة من الأمين العام للحلف يوب دي هوب شيفر بوجوب تعاون أوروبا وواشنطن لحسم القضية وتفادي الخلافات.

وأبدى هوب شيفر اليوم قلقه الشديد حيال التهديدات الأميركية لإيران ويريد بذل الجهد كي يتوصل الأوروبيون والأميركيون إلى عدم عسكرة القضية، وقال في حديث له إنه من الضروري جدا أن يتفادي شركاء الأطلسي الوقوع في أي خلاف، وعلينا تحمل مسؤولية إعاقة طهران كي لا تطور سلاحها النووي، في الوقت نفسه تفادي اي عمل عسكري ضدها. وهو يؤيد ممارسة سياسية " العصا والجزرة" معها.

وفي خطابه بمناسبة تسلمه سدة الحكم مرة ثانية لم يستبعد الرئيس الأميركي جورج بوش توجيه ضربة عسكرية ضد طهران بسبب برامجها النووية، بينما يصر الأوروبيون على مواصلة جهودهم الدبلوماسية كي تتخلى عنها.

وليس من قبيل الصدفة أن تكون القضية الإيرانية التي تحولت إلى عناوين كبيرة في الصحف الدولية على رأس المواضيع التي ستبحثها مطلع الأسبوع القادم مجموعة عمل مشكلة من متخصصين في الشؤون الخارجية والأمنية والأوروبية تابعة للحزب المسيحي الديمقراطي المعارض برئاسة رئيس الجناح البرلماني النائب فولفغانع شوبيله.

فالحزب يريد رص الصف لمساندة موقف الحكومة الاتحادية المتمسكة بالمفاوضات مهما كانت صعبة والاتفاق مع طهران على توفير تقنيات نووية لأغراضها المدنية.
لكن رغم التهديدات الأميركية لطهران يشكك خبراء أمن في هذا الحزب في نية واشنطن تدميرها فعلا المفاعلات النووية الإيرانية، ويميلون مثل شوبيله إلى الاعتقاد بأنها تحاول إحداث توازن بعد أن أصبحت القوة العظمى الوحيدة سياسيا وعسكريا في العالم، وفي رأيه أن الأميركيين يدركون تماما أن الحل العسكري صعب جدا ويحمل في طياته مخاطر غير واضحة المعالم في منطقة الشرق الأوسط.

ولا يريد شوبليه انتقاد الموقف الأميركي كما فعل آخرون ، وعلينا كما قال العثور على شكل من اشكال التدخل يجمع بين التفاوض مع طهران والضغط عليها.