علي اوحيدة من بروكسل: يتجه الاتحاد الأوروبي وبعد فترة من التردد وحتى من الضغوط التي مارسها على الحكومة السودانية إلى تطبيع تام لمجمل علاقاته مع الخرطوم.

وفي خطوة تعكس الثمار الأولى المسجلة على الصعيد الدولي للاتفاق الأخير بين الحكومة المركزية في الخرطوم وجيش تحرير جنوب السودان يزور نائب الرئيس السوداني عي عثمان طه والمتصاعد النفوذ في الخرطوم حاليا بزيارة الى بروكسل تستغرق ثلاثة أيام وتشمل مختلف مؤسسات الاتحاد الأوروبي إلى جانب بلجيكا.

وقالت مصادر في المفوضية الأوروبية ان الزيارة التي تبدا اليوم الاثنين تجسد تكريس تطبيع شامل سوداني أوروبي وتتوج بإعلان الاتحاد الأوروبي عن توقيع اعتماد ما يسمى بالورقة القطرية الاستراتيجية التي ستنظم علاقاته في المسقبل مع السودان وهي ورقة تحتوي على برنامج عمل مفصل لتنفيذ ما قيمته 400مليون يورو/ 520 مليون دولار/من البرامج التنموية والاستثمارات والمساعدات الاوروبية للخرطوم.

وكان الاتحاد الأوروبي جمد مجمل آليات تعاونه مع السودان المنتمي الى ما يعرف بمجموعة/ إفريقيا والكاريبي والمحيط الهادي ACP في آليات التعاون الإقليمي الاوروبية واشترط توصل الحكومة السودانية الى اتفاق مع متمردي الجنوب .

ويقوم نائب الرئيس السوداني وفي خطوة ذا دلالة على هذا التحول بإجراء محادثات مع رئيس المفوضية الاوروبية خوزيه باروزو نهار الثلاثاء حيث ترعا المفوضية الذراع التنفيذي للاتحاد مجمل المساعدات الاوروبية للخارج ويوقع في حضوره رفقة مفوض التعاون لوي ميشال على الورقة القطرية الاستراتيجية والتي تكرس استئناف التعاون الأوروبي السوداني.
ويجري علي عثمان طه لقاء مع منسق السياسة الخارجية الاوروبية خافير سولانا الذي يتوقع ان يقوم بزيارة الى السودان كان أرجئها عدة مرات في السابق بسبب الموقف في جنوب البلاد.

ويركز الاوروبيون وبعد هذا التطور تحركاتهم على الوضع في اقليم دارفور حيث يدعم الاتحاد الأوروبي جهود الاتحاد الإفريقي في هذا الملف ويقوم بنشر عدد من المرقبين الأوروبيين وتمويل العناصر الإفريقية المكلفة بوقف إطلاق النار.

وعلى الصعيد البلجيكي يتجه السودان كذلك الى تطبيع شامل لعلاقته مع الحكومة البلجيكية ويوقع نائب الرئيس السوداني نهار الأربعاء اتفاقا مع رئيس الحكومة غي فورهفستاد حول حماية الاستثمارات واستئناف التعاون المدني .

ويرافق المسؤول السوداني في هذه الزيارة عدد كبير من الوزراء والمسئولين السودانيين ومن بينهم وزير التعاون الدولي ووزراء الدولة للخارجية والمالية والصناعة . وقالت المفوضية الاوروبية ان مكتبها في الخرطوم سيستأنف نشاطه العادي ويبدأ في تنفيذ الاتفاق الجديد.

وتنظر الدوائر الاوروبية الى نائب الرئيس السوداني علي عثمان طه على كونه أحد المهندسين الرئيسيين للاتفاق الموقع مع القوى الجنوبية قي الآونة الأخيرة وتعول على دعمه حاليا لحلة ملف دارفور حاليا.