عادل درويش من لندن: بذلت مصادر داوننغ ستريت، مقر رئيس الوزراء البريطاني، هذا الصباح جهودا كبيرة مع الصحافيين في اللقاء اليومي لنفي وجود خلافات في السياسة الخارجية مع ادارة الرئيس الأميركي جورج بوش، خاصة بشأن التعامل مع ايران وارتفاع اصوات بين صفوف المحافظين الجدد المتشددين في واشنطن، تهدد باتخاذ اجراءات عسكرية ضد الجمهورية الإسلامية.

وقالت مصادر داوونغ ستريت ان الموقف الأنجلوأميركي تجاه ايران " لايزال كماهو تماما قبل شهرين او ثلاثة ولم يتغير". ويقول مصدر اوروبي متخصص في استراتيجية الاستخبارات العسكرية، ان الدبلوماسية الاوروبية بقيادة بريطانيا، ستعمل على استغلال الحرب الكلامية التي يشنها المحافظون الجدد على ايران، لتوجيه تهديد مقنع لحكومة طهران بأن الوسيلة الوحيدة لتجنب ضربات عسكرية اميركية، هي عدم المضي في برنامج التسلح النووي، بضمانات دبلوماسية اوروبية بالمساعدة الاقتصادية والتكنولوجية لإيران وتخفيف الضغوط الاقتصادية الاميركية عليها.

ومن ثم، يقول المصدر الاوروبي، فهو لايرى تناقضا في الموقفين البريطاني والاميركي تجاه ايران، وان الخلاف الظاهرى في الخطاب العلني، يستخدم للتنسيق المشترك وراء الابواب المغلقة كلعبة " رجل الشرطة الظريف، ورجل الشرطة الشرس اثناء استجواب المشتبه فيه."

وكانت الصحف البريطانية وبعض المعلقين فسروا الملف الذي اعده وزير الخارجية جاك سترو وقدمه لنواب مجلس العموم، عن التعامل بين ايران والاتحاد الأوروبي في المرحلة القادمة على انه خلاف بريطاني-اميركي، وان بريطانيا تعارض تورط اميركا في حرب ضد ايران.

وذهب بعض المعلقين الى حد القول إن بريطانيا لن تشترك في أي عمل عسكري اميركي ضد ايران، بينما اضافت تقارير اخري ان وزير الخارجية سترو الذي يلتقي اليوم في واشنطن نظيرته الأميركية كوندي رايس، ذهب في مهمة لإثناء عزم الأميركيين عن توجيه ضربات عسكرية ضد ايران.

وكانت صانداي تايمز امس قد نقلت عن محللين اميركيين ونظرائهم البريطانيين، ان الجانبين يفسران التقارير الاستخباراتية عن الخطر النووي الإيراني، وعن سعي ايران لمتلاك السلاح النووي بطريقتين متعاكستين تماما.

لكن مصادر من مكتب رئيس الوزراء، نفت اليوم تماما وجود أي خلاف على جانبي الأطلسي، مضيفة ان الموقف لم يتغير منذ آخر مرة زار فيها رئيس الوزراء توني بلير، الرئيس جورج بوش في البيت الأبيض.

وأكدت مصادر الخارجية البريطانية اليوم، المعلومات التي حصلت عليها "ايلاف" من داوننغ ستريت، وهي ان زيارة الوزير سترو لنظيرته الأميركية، تم ترتيبها قبل ستة اسابيع، أي قبل اعلان ترشيح رايس للخارجية الأميركية، وان جدول المباحثات يركز على الشرق الأوسط والدور الأوروبي فيه.

وقالت مصادر الخارجية ودواننغ ستريت ان اولويات اجندة رايس-سترو اليوم ستبدأ بالمسألة الفلسطينية-الإسرائيلية، وتبادل وجهات النطر بشأن المؤتمر الذي دعت اليه بريطانيا بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وعدد من بلدان الجوار والبلدان المانحة للدعم الفلسطيني، والمقرر عقده في العاصمة البريطانية لندن يومي الأول والثاني من شهر مارس.

وعلمت "ايلاف" ان لندن تريد دعما اميركيا لرفع مستوى التمثيل الأسرائيلي في المؤتمر، والذي يريد الأسرائيليون قصره على "دعم حكومة محمود عباس عالميا".

واضافت المصادر ان الفقرة الثانية في لقاء واشنطن اليوم سيكون الوضع الأمني في العراق، والتنسيق في مرحلة مابعد الأنتخابات العراقية يوم الأحد القادم. اما ايران تقول مصادر داوننغ ستريت، فستكون الفقرة الثالثة في لقاء رايس-سترو ، مؤكدة ان واشنطن لاتزال على اتفاقها مع لندن في الدور الذي يلعبه الحلفاء الاوروبيون في اقناع الايرانيين بعدم المضي في الحصول على وتطوير السلاح النووي.