إيران الورقة الأولى أمام محادثات سترو ـ رايس

نصر المجالي منلندن: يبدأ وزير الخارجية البريطاني جاك سترو محادثات مع نظيرته الأميركية الجديدة كونداليزا رايس التي تتسلم مهماتها رسميا في وقت قريب، خلفا لكولن باول، وهذا هو أول لقاء للوزيرين، من بعد فوز الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش بولاية ثانية، وقالت المصادر البريطانية، ان الموقف من إيران، والتلويح الأميركي بحرب ضدها، سيكون أهم الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال. وذكرت المصادر ان الرئيس الأميركي سيزور بريطانيا الشهر المقبل، في مستهل زيارة تقوده إلى بروكسل ليلتقي الرئيس الفرنسي جاك شيراك على عشاء عمل في الحادي والعشرين من شباط/فبراير المقبلبالاضافة الى عددمن الدول الأوروبية، وهي كذلك أول جولة له من بعد إعادة انتخابه. كما يجتمع بوش بنظيره الروسي فلاديمير بوتين لمدة اربع ساعات خلال قمة يعقدانها الشهر القادم في سلوفاكيا، طبقا لما صرح مسؤولون سلوفاكيون اليوم.

ومن المقرر ان يصل خبراء اميركيين وروس الى المدينة في نهاية هذا الاسبوع لبحث مسالة مكان انعقاد القمة. ويتوقع ان تفرض اجراءات امنية مشددة خلال زيارة الزعيمين حيث سيتم نشر حوالى 5500 رجل شرطة و400 رجل اطفاء.

وسيصل بوش الى المكان ترافقه زوجته في 23 شباط/فبراير حيث يلتقي الرئيس السلوفاكي ايفان غاسبرافويتش ورئيس وزراء سلوفاكيا ميكولاس دزوريندا في اليوم التالي، طبقا لما صرح به ماريك تروباك المتحدث باسم غاسبرافويتش.

ومن بين موضوعات سترو مع رايس ايضا، الانتخابات العراقية التي ستجري في نهاية الشهر الحالي، والموقف من عملية التسوية الإسرائيلية الفلسطينية في ضوء انتخاب رئيس فلسطيني جديد يمكن التعامل معه.

وتأتي زيارة سترو للولايات المتحدة، التي كان قبلها زار الصين، وسط تخوف بريطاني في شكل خاص وأوروبي عموما، من ان الولايات المتحدة تستعد لتوجيه ضربة عسكرية إلى إيران، حيي صدرت عن الإدارة الأميركية في الأوان الأخير تصريحات تحي بان عملا عسكريا ما يجري التخطيط له.

وتخشى الحكومة البريطانية هذه المرة، في شكل واقعي، من ان الولايات المتحدة قد تطلب مساعدتها في مثل تلك الضربة العسكرية، كما هو حال ما حدث في أفغانستان العام 2001 والعراق 2003 ، وهو ما لا تريده الحكومة البريطانية العمالية بزعامة توني بلير خصوصا في هذه المرحلة التي تستعد فيها لخوض انتخابات في الربيع.

ومقابل التصريحات الأميركية الساخنة نحو إمكان إشعال جبهة حرب جديدة ضد إيران، حيث لا تزال آثار الحرب السلبية قائمة في العراق جارة إيران الغربية، فان ما صدر إلى الان من حكومة لندن يشير إلى انها ضد أية إجراءات عسكرية، وكان آخر تصريح صدر عن وزير الخارجية الزائر للولايات المتحدة حاليا.

وكانت الولايات المتحدة، أيدت جهودا قامت بها ثلاث دول أوروبية هي بريطانيا وفرنسا وألمانيا، من أجل إقناع إيران للتراجع بالطرق السلمية،عن برنامجها لتحصيل أسلحة الدمار الشامل، لكن إيران ظلت تصر على نفي مساعيها النووية، قائلة ان ما تقوم به في محطة بوشهر تحديدا هو لأغراض سلمية. ولم تتوصل تلك الدول الثلاث إلى موقف مقنع من جانب طهران.

وجاء آخر تهديد أميركي على لسان نائب الرئيس ديك تشيني الذي قال أمس "لو نظرنا إلى مناطق الخطر من حولنا في العالم لوجدنا ان إيران تتصدر القائمة"، وهو أعرب عن قلقه عن احتمال قيام إسرائيل بتوجيه عمل عسكري ضد إيران للتخلص من منشآتها النووية. وكان إسرائيل دمرت في غارة جوية في العام 1981 مفاعل تموز النووي العراقي في ضربة استباقية.

وحديث تشيني، جاء من بعد ساعات على حديث الرئيس بوش الذي أشار بشكل واضح إلى إيران،خلال خطاب في احتفال إعادة تنصيبه، وهو قال انه "مستعد للأربع سنوات المقبلة من ولايته لتخليص العالم من الانظمة الديكتاتورية وتدميرها من أجل تحقيق حرية الشعوب"، وكانت وزير الخارجية المعينة رايس قالت من جانبها في مرافعتها أمام الكونغرس يوم الجمعة الماضي ان إيران وخمس دول في العالم تمثل "بؤر الديكتاتورية في العالم".

وإليه، فان الولايات المتحدة عل ما يبدو غير راضية، عن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الدول الأوروبية الوسيطة الثلاث خلال محادثاتها مع إيران حيث وافقت هذه الأخيرة، على ان تكون برامجها النووية لأغراض سلمية فقط. وتعتقد المصادر الأميركية ان إيران اخترقت ذلك الاتفاق باحتفاظها بمكونات وعناصر قد تدعم برنامجا تسليحيا نوويا وليس للأغراض السلمية فقط. ويدعم هذا الاتجاه بعض المتشددين في الإدارة الأميركية ومن بينهم نائب الرئيس ووزير الخارجية الجديدة رايس، إضافة إلى وزير الدفاع دونالد رامسفيلد.