فالح الحُمراني من موسكو: تحدثت مصادر مطلعة في باكو عن وجود مؤشرات على ان الولايات المتحدة الاميركية تتخذ الاعدادات اللازمة لتوجيه ضربة الى ايران من اراضي اذربيجان. وليس من المستبعد ان يكون استخدام الاراضي الاذرية هو احد السيناريوهات التي قد تعتمدها واشنطن في حال اللجوء للخيار العسكري ضد طهران.وفي تل ابيب حذر ساسة اسرائيليون مما وصفوه " بالخطر الايراني".
وقال تقرير من باكو نشر في موسكو اليوم ان اعلان الرئيس جورج بوش عن الخيار العسكري للتعامل مع ايران، قد اثار الهلع في باكو ايضا، خشية جر اذربيجان للحرب الاميركية مع ايران.
وشهدت الفترة الاخيرة توسيع الولايات المتحدة الاميركية وحلف الناتو التواجد العسكري في اذربيجان. ويقول خبراء عسكريون من العاملين سابقا في وزارة الدفاع الاذربيجانية ان تعاون بلادهم مع الناتو قد تجاوز منذ زمن بعيد " اطر الشراكة"، في اشارة الى برنامج الناتو للشراكة من اجل السلام الذي يضم دول اوروبا وجمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق التي لم تنضم الى الناتو. ويجري الان في اذربيجان تطبيق برنامج الناتو" درب وجهز" ،في ميدان بالقرب من العاصمة باكو وفي القاعدة العسكرية في بلدة تشوخانلي الواقعة على الحدود مع ايران.وتقع كلا القاعدتين قرب المطارات الحربية، التي جرى تحديثها مؤخرا وفقا لمعايير الناتو واصبحت جاهزة، اذا دعت الضرورة لانزال ضربة جوية بايران. ويلفت مراقبون النظر بهذا الصدد الى تأكيد سكرتير حلف الناتو ياب دي هوب سهيفر خلال زيارته باكو مؤخرا "ان اذربيجان استلمت " واجبها البيتي" ولم يبق عليها الا تنفيذه".
وتحدثت مؤخرا انباء عن ان اميركا تعد لنشر محطة رادارية متنقلة في اذربيجان للتصدي للاهداف الجوية ورصد التحرك الجوي الايراني.
وتعززت الشائعات عن الحرب الاميركية ضد ايران، اثر نقل وسائل الاعلام الاذرية عن دورية " سماج" الكندية اشارتها الى ان اميركا تستعد لانزال ضربة بايران، وان واشنطن شرعت باجراء مشاورات مع حلفائها بما في ذلك اذربيجان بصدد احتمال بدء العمليات القتالية ضد ايران. ووفقا لتقديرات المراقبين فان واشنطن تضع الرهانات على باكو في حال لجوئها للخيار الحربي ازاء طهران.
ورصد محللون ان التطورات وكثافة الانباء عن الاعدادات الاميركية في باكو، قد دفعت ايران الى احداث تغيرات واسعة في سياستها حيال اذربيجان، واكسبتها طابعا وديا، وادخلت على خطابها مع باكو مفردات ودية، واعربت عن الرغبة بتسوية كل القضابا الخلافية بين البلدين بالوسائل السلمية حصرا، وقبلت حتى بفتح قنصلية اذرية في مدينة تبريز حيث الاغلبية الاذرية والسماح للرئيس الاذربيجاني الهام علييف بزيارة تبريز، وهي سابقة في العلاقات بين البلدين.
ووفقا للتقرير فان ايران اعطت مفهوما لباكو بانها وفي حال انزال اميركا ضربة بها من اذربيجان فانها سترد بضرب مماثل على اراضيها.
في غضون ذلكحذر رئيس الاستخبارات الاسرائيلية الخارجية ( الموساد) ميري داغان ونائب رئيس الحكومة الاسرائيلية شيمون بيرز مما وصفاه " بالخطر الايراني".
ونقل احد المواقع الاخبارية الاسرائيلية التي بثت بالروسية على الانترنت الاثنين عن داغان قوله امام لجنة الكنيست للشؤون الخارجية والدفاع في تل ابيب " ان الخطر النووي من جانب ايران سيبلغ قريبا منعطفا لاعودة منه".وعلى حد قول رئيس الاستخبارات الخارجية الاسرائيلية فان ايران تسعى الى تظليل الوكالة الدولية للطاقة النووية وتستمر ببناء المفاعلات النووية في بوشهر بمساعدة روسيا.اضافة الى ذلك فان ايران حسب قوله تدفع حركة حزب الله الاسلامية للقيام بعمليات مسلحة ضد اسرائيل وتساعد الجماعات الاسرائيلية التي وصفها بالارهابية في اشارة الى تبنيها الكفاح المسلح.
من جهته يرى بيرز ان ايران تعمل كل ما في وسعها من اجل نسف الفهم المتبادل بين اسرائيل والفلسطينيين. ووصف ايران بانها المشكلة الرئيسة في الشرق الاوسط ومركز الارهاب حسب تعبيره.وفي تصريح صحافي نشر في اسرائيل اشار بيرز الى ان طهران تسعى الى انتاج قدرات نووية لنفسها بصبغة دينية.في الوقت نفسه حذر بيرز اسرائيل من الالتجاء الى عمليات قتالية ضد ايران.وقال ان المشكلة ترتدي طابعا كونيا وعلى العالم باسره ان يخوض هذه الحرب. واضاف وعلى كل فان على اميركا وغيرها من الدولاتخاذ كل الاجراءات الدبلوماسية قبل تبني قرار بشن الحرب على ايران.
وتجدر الاشارة الى ان موسكو وطهران تؤكدان على الطابع السلمي للانشطة النووية الايرانية.