سمية درويش من غزة: منذ الثاني عشر من شهر كانون أول "ديسمبر" الماضي ،محتجزا في معبر رفح البري من الجانب المصري ،ينتظر بفارغ الصبر عودته لمسقط رأسه ،لكي يتمكن من قضاء عيد الأضحى المبارك مع أبنائه وأحفاده.
محمد حمدان مصطفى الشاعر 72 عاما من سكان محافظة رفح جنوب القطاع ظل يصارع المرض وسط أجواء من البرد الشديد وعدم توفر الدواء والغذاء المناسبين له ،حتى يتمكن من إلقاء نظرة الوداع على أحبائه، لكن سياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ،ضد أبناء الشعب الفلسطيني منعته من لفظ أنفاسه الأخيرة وسط عائلته ،حيث فارق الحياة اثر أزمة قلبيه فاجأته وانتقل لوطنه محملا على الأكتاف.
وقد أغلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي معبر رفح البري الواصل بين الأراضي الفلسطينية والأراضي المصرية، منذ الثاني عشر من شهر ديسمبر العام المنصرم عقب العملية الفدائية التي وقعت في المعبر وخلفت خمسة قتلى إسرائيليين وستة جرحى، ومنعت على أثرها الفلسطينيين من العودة لبلادهم او مغادرتها حتى ثاني أيام عيد الأضحى المبارك.
وكان الفلسطينيون والذي قدر عددهم بألفي مواطن عالقين على الجانب المصري من المعبر وسط أجواء صعبة للغاية ،حيث حذرت العديد من المؤسسات الإنسانية من وقوع كارثة صحية بحق الفلسطينيين وتدهور الوضع الصحي لكثير من المرضى والنساء والأطفال الذين كانوا يفترشون الأرض ويلتحفون السماء.
وبحسب مصادر وزارة الصحة الفلسطينية ،ستة من المواطنين قد توفوا خلال فترة إغلاق المعبر وجاري العمل على إعادتهم لبلادهم .