سلطان القحطاني من الرياض: تتواصل عملية الإصلاحات في السعودية بالاعلان عن زيادة عدد أعضاء مجلس الشورى السعودي إلى 150 عضواً، بزيادة 30 عضواً، وذلك في غضون الأشهر الـ 3 المقبلة.

و"لن تبقى قبيلة، ولا قرية إلا ويكون لها تمثيلٌ في مجلس الشورى" كما صرح مسؤولٌ سعودي، مؤكدا أن الأعضاء جميعهم سيكونون ممثلين لكافة أطياف المملكة.

ويعتبر مجلس الشورى المعين من قبل العاهل السعودي مشاركا ً في صناعة القرار السعودي، ويؤكد وزير الدفاع السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز أن المجلس ستتوسعُ صلاحيته في الفترة المقبلة التي لن تتجاوز ال90 يوماً.

ومنح الملك فهد بن عبد العزيز دورا تشريعيا أكبر لمجلس الشورى في المملكة العربية السعودية في الوقت الذي تمضي فيه المملكة قدما في الإصلاحات السياسية المتواترة.
وأصدر الملك فهد مرسوما ملكيا في العام الفائت يمنح المجلس سلطة اقتراح قوانين جديدة دون الحصول على اذن مسبق منه.
ويقضى هذا المرسوم بتحويل النفوذ من الحكومة إلى أعضاء مجلس الشورى كما يسهل على المجلس اقتراح قوانين او تعديلات جديدة علاوة على الحصول على مزيد من السلطة في النزاع مع الحكومة.

ومجلس الشورى السعودي يعد واحدا من الإنجازات المهمة التي اعتمدها الملك عبدالعزيز آل سعود عندما أعلن توحيد المملكة العربية السعودية، وأصدر أوامره باعلان اسم المملكة العربية السعودية، وأعلن التعليمات الأساسية التي نصت على استخدام مبدأ الشورى أسلوبا للنصح لولي الأمر.


وأخذت الشورى في عهد الملك عبدالعزيز عدة أشكال، بدايتها المجالس الأهلية والهيئات الاستشارية، والمستشارون لجلالته واللجان المتخصصة وأهل العلم والأعيان ورؤساء العشائر، والقبائل ثم تلا ذلك أول تنظيم رسمي لمجلس الشورى في عهد الملك عبدالعزير ( يرحمه الله ) عام 1345هـ باسم المجلس الاستشاري الذي يتكون من أعضاء غير متفرعين.
ومع اتساع رقعة الدولة السعودية وزيادة الأعباء والمهمات، صدر الأمر الملكي بتشكيل أول مجلس للشورى يضم أعضاء متفرغين برئاسة النائب العام للملك وثمانية أعضاء آخرين.

وقد افتتح الملك عبدالعزيز مجلس الشورى، وترأس الجلسة الأولى صباح يوم الأحد الموافق 17\1\1346هـ 1927 م.

وفي عام 1930م أعيد تكوين مجلس الشورى في دورته الجديدة التي استمرت حتى نهاية 1931م.وفي عام 1932م تكون مجلس الشورى الثاني، واستمر العمل للدورة الأولى، وجدد لأعضائه للفترة الثانية وذلك عام 1353هـ - 1934م، الذي استمر حتى انتهاء دورته الثانية بنهاية عام 1935م.وفي 1936م أعيد تكوين مجلس الشورى، الذي يضم رئيس المجلس ونائبه والنائب الثاني للمجلس وعشرة أعضاء متفرغين واستمر العمل حتى أعيد تكوين مجلس الشورى .في عام 1953م الذي يعتبر آخر مجلس للشورى في عهد الملك عبدالعزير ، وقد خرج هذا المجلس بثوب جديد حيث ضم عشرين عضوا بدلا من ثلاثة عشر، واستمر العمل بمجلس الشورى كهيئة استشاريه، ذات مسؤولية مستقلة حتى صدر نظام مجلس الوزراء في 1\2\1373هت الذي اضطلع ببعض من مسؤوليات مجلس الشورى.

ولقد رسخ العاهل السعودي الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود دعائم الشورى في المملكة ، وجاء ذلك في خطابه التاريخي الذي ألقاه يوم 27\8\1412هـ عن اقامة نظام جديد لمجلس الشورى بمثابة تحديث لما هو قائم وتطوير له ، عن طريق تعزيز أطر المجلس ووسائله وأساليبه من الكفاية و التنظيم والحيوية ، وبما يتناسب مع التطورات المتلاحقة التي شهدتها البلاد خلال الحقبة الأخيرة في مختلف المجالات ، وبما يواكب واقع العصر الذي نعيشه ، ويتلاءم مع أوضاعه ومعطياته.

و يحق لكل عشرة أعضاء في المجلس اقتراح نظام جديد ، أو تعديل نظام نافذ وعرضه على رئيس المجلس ، الذي يقوم بدوره برفع الاقتراح الى الملك . وتصدر قرارات المجلس بموافقة اغلبية أعضائه وليس بأغلبية الحاضرين ولا تصلح جلسات المجلس الا بحضور أكثر من ثلثي المجلس . ومدة المجلس أربع سنوات هجريه.

وكان المجلس يتكون في دورته الاولى من رئيس و ستين عضوا . و في دورته الثانية أصبح المجلس مكونا من رئيس وتسعين عضوا ، وجاءت الدورة الثالثة من رئيس و مائة وعشرين عضواً ، من أهل العلم والخبرة والاختصاص فهو يضم العلماء والمتخصصين في التربية والتعليم والطب والهندسة، والإعلام، والسياسة ، والاقتصاد، والأمن ،ورجال الأعمال، وأصحاب مؤهلات عالية متمرسين بأعمال كثيره ، إذ يبلغ حملة شهادة الدكتوراة(64%)من مجموع الأعضاء ، والماجستير (14%) و البكالوريس (21%) ، منهم (80%) من حملة الماجستير و الدكتوراة من جامعات غربية ، والبقية من المملكة العربية السعودية ، وجمهورية مصر العربية.