بيروت، دمشق: اكد "الحزب التقدمى الاشتراكي" اللبناني أن التهديدات الأميركية الموجهة للجمهورية الإسلامية الإيرانية لا علاقة لها بالملف النووي الإيراني وانما سببها معارضة إيران للسياسات الاستعمارية الأميركية. من جانبه، اعتبر البرلماني السوري جورج جبور اليوم ان تنفيذ أميركا وإسرائيل لتهديداتهما بتوجيه ضربة عسكرية لإيران هي حماقة ثانية بعد الحرب على العراق مؤكدًا عدم وجود أدله على امتلاك طهران لبرنامج نووى عسكري.


واعلن الحزب التقدمي الإشتراكي في بيان تسلمت "إيلاف" نسخة عنه اليوم الثلاثاء فى بيروت استنكاره للتهديدات الأميركية ضد إيران داعيًا الى أوسع حمله تضامن معها. وجاء فى بيان الحزب الذي يرأسه النائب وليد جنبلاط "ان استمرار الإدارة الأميركية فى سياستها ومخططاتها العدوانيه تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية والتى تمثلت بمحاولاتها المستمره فى توصيفها بـ"الإرهاب"، مدخل لتشريع كل أنواع التدخل فى شؤونها الداخلية واستعمال كل الذرائع بما فيها الضغوط التى تمارسها الوكالة الدولية للطاقة الذرية بهدف مراقبة طاقتها النووية التى ثبت انها تخدم فقط الاغراض المدنية.

واكد الحزب التقدمى الاشتراكى أن أسلحة الدمار الشامل التى تتذرع بها الادارة الأميركية باتت قضية تلاحق هذه الادارة ليس على مستوى الامم المتحدة فحسب بل ايضا على مستوى تحقيقات اللجان المختصة فى الكونغرس الاميركي نفسه، مشيرًا الى هذا الموضوع يعد هزيمة معنوية ومادية لمشروع السيطرة والاستعمار الجديد الذى تمثل فصولًا فى أفغانستان والعراق حيث القتل والتدمير اليومى عنوانان لديمقراطية الادارة الأميركية التى تحاول تطبيقها من ضمن مشروع إمبراطوري فى إعادة رسم العالم ومن ضمنه "الشرق الأوسط الكبير" بعد تمزيقة بالفتن الطائفية والمذهبية والعرقية وسواها. أضاف البيان: أن الحديث فى بعض الأوساط الإعلامية الأميركية عن محاولات الرصد العسكري لعدد من المواقع فى إيران تمهيدًا لقصفها ليس بسبب ادعاء بناء أو تطوير بعض السلاح النووي، والإدارة (الأميركية) على علم بذلك وفقًا للتقارير التى نشرتها الوكالة الدولية الطاقه الذرية بل لأن إيران وبكل وضوح تعارض السياسات الاستعمارية للإدارة الأميركية. كما يفعل العديد من الدول والكثير من شعوب العالم، حيث تكشف للملأ الأهداف الحقيقية لهذه الحملة الاستعمارية وما تسببه من ويلات تطال شعوب هذه المنطقة على وجه الخصوص.

ورأى الحزب التقدمي الاشتراكي فى بيانه "ان التهديدات الأميركية التى تتخذ أشكالًا مختلفه تشير بوضوح إلى نوايا الإدارة الأميركية وأهدافها وهى فى مطلق الأحوال مدانة ومستنكرة وستواجه على امتداد الساحه الدولية باعتبارها عدوانًا استعماريًا ليس إلا".

وختم الحزب بيانه بالتحذير من هذه السياسات والمخططات التى ستدفع بهؤلاء المغامرين وبالعالم الى أدهى المخاطر، داعيًا الى أوسع درجات التضامن مع إيران في موقفها العادل والشجاع والمشرف.

في السياق ذاته، قال جبور وهو عضو مجلس الشعب السوري فى تصريح لمراسل ارنا "نحن نعيش منذ بدايه عهد جورج بوش الابن، ولاسيما بعد احداث ۱۱ ايلول عام ۲۰۰۱ عصر هوبسى" وهو يشير بذلك الى الفيلسوف الانكليزى توماس هوبس الذى اشتهر بكتابه "التنين " الذى قال فيه "ان القانون هو اراده المسيطر بالقوه وهو الذى يصنع القانون، وليس العكس وذلك يعنى ان القانون ليس هو الذى يحدد اصول السيطره، بل السيطره هى التى تحدد للقانون حدوده ". وتابع جبور قائلا "فى عالم اليوم المقترب من عالم هوبس ثمه خوف كبير من الانزلاق الى ما يدعوه هوبس حرب الكل ضد الكل، و فى هذا العالم الهوبسى يمكن لنا ان نتصور جميع انواع الماسى". واكد ان هذه التهديدات تنطلق من حقيقيه ان اميركا و الكيان الإسرائيلي يشعران بان إيران تقف فى وجه هيمنتهما على المنطقه مرحبا برد المسوؤلين الإيرانيين على التهديدات، بان إيران تستطيع الدفاع عن نفسها وان المغامرات العسكريه ضدها لن تودى الى النتيجه التى يتوقعها المغامرون. واعتبر عضو البرلمان السوري، ان هذه التهديدات هى انتهاك للقانون الدولى، الذى يمنع اى دوله من تهديد امن اى دوله اخرى، و الذى من المفترض ان تتصدى له الامم المتحده، منتقدا، اتخاذها موقف المتفرج و رضخوها للضغط الأميركي.

ودعا جبور كافه دول المنطقه و المجتمع الدولى و المنظمات الدوليه للوقف مع إيران فى مواجهه التهديدات التى تتعرض لها ووضع حد للهيمنه الأميركية والإسرائيليه فى المنطقه. وقال : ان "شعبيه بوش حين جرى تنصيبه قبل يومين كانت الادنى من كل الشعبيات التى تمتع بها الرؤساء السابقون " موكدا ان ما ينبغى عمله هو تكاتف العالم من اجل اعاده القانون الدولى الى نصابه، او على الاقل الى شىء من نصابه، اما و ان يترك الحال على ما هو عليه فهذا سيودى الى فلتان أمني عالمي لا يعرف مداه احد". واضاف جبور ان كل ما تقوم به واشنطن باتجاه طهران غير مبرر.