نبيل شرف الدين من القاهرة: وسط أجواء تفاؤل مشوب بالحذر تخيم على الأراضي الفلسطيني، وصل إلى العاصمة المصرية مساء اليوم الثلاثاء وليم بيرنز مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدني، قادما من المانيا، في زيارة تستغرق يومين في مستهل جولة له بمنطقة الشرق الاوسط، تشمل كلاً من مصر واسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة. وحسب مصادر دبلوماسية في القاهرة، فمن المقرر أن يجتمع بيرنز مع عدد من كبار المسؤولين المصريين، يتصدرهم الرئيس المصري حسني مبارك، حول أجندة تبحث السبل الكفيلة باستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، ومدى إمكانية ترتيب لقاءات بين القيادتين السياسيتين في الجانبين، فضلاً عن الإعداد لزيارة وزيرة الخارجية الجديدة، كوندوليزا رايس الشهر المقبل.
وتأتي جولة بيرنز التي تمهد لجولة رايس الأولى في المنطقة عقب انتخاب محمود عباس (أبومازن) كرئيس للسلطة الفلسطينية، الذي سيصل بدوره إلى القاهرة مطلع الأسبوع المقبل، وبعد عدة اجتماعات كان الدبلوماسي الأميركي قد عقدها في بروكسيل مع الأعضاء الآخرين في المجموعة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط والتي تضم الأمم المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي.
وأوضح مصدر دبلوماسي أميركي في القاهرة أن الهدف من زيارة بيرنز هو العمل مع جميع الأطراف لبحث مدى الاستفادة من الفرصة المتاحة في ظل حكومة فلسطينية جديدة، للتحرك في خطة خارطة الطريق بين إسرائيل والفلسطينيين، وأوضح ذات المصدر أن زيارة بيرنز تأتي ايضا في اطار التشاور حول توفير الاعتمادات المالية اللازمة للسلطة الفلسطينية خلال المرحلة المقبلة .
وميدانياً ما زال الجيش الإسرائيلي يرابط على طول الحدود مع قطاع غزة في حالة تأهب لعملية اجتياح، في حالة تجدد العمليات الفلسطينية، وكشفت مصادر دبلوماسية غربية أنها لم تكن تخطط لاجتياح كبير، بل قصدت بالأساس التلويح بذلك، بهدف الضغط على ابو مازن، لافتة إلى أن هذا الأسلوب بتقدير السلطات الإسرائيلية أثبت نجاعته، حيث كان ابو مازن يخطط مع مصر للتوقيع على اتفاق مع فصائل المعارضة المسلحة في القاهرة في مارس (آذار) القادم، أي بعد أكثر من شهرين، ولكن بعد التهديدات الاسرائيلية راح يسرع العملية وقد ينجزها خلال الأيام القليلة المقبلة