بشار دراغمه من رام الله: بدأ محمود عباس ( أبو مازن)، رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، إحداث ثورة من التغييرات في الشئون الإدارية لمؤسسات السلطة وأجهزتها المدنية، وقد بدأ أولى هذه الخطوات من خلال تحويل اسم مقر الرئيس الراحل ياسر عرفات، من "مقر الرئيس" إلى ديوان الرئاسة، ويسعى عباس إلى التخلص من عشرات المقربين السابقين من عرفات.
من جهتها أكدت صحيفة "هآرتس" العبرية أن كل شيء في عهد أبو مازن يتجه نحو الانقلاب وتقول: "يتوجه كل شيء نحو التغيير في عهد أبو مازن في أجهزة السلطة، في الشكل والمضمون على حد سواء، فكل شيء يتغير بسرعة، حيث أن بعض أفراد أمن الرئاسة أخذوا يبحثون عن عمل جديد،و أصحاب المناصب العليا مثل الدكتور يوسف عبد الله، أحد المقربين جدا من عرفات والذي رافقه على سرير المرض في باريس، توجه الى مصر في إجازة غير محددة زمنيا. من المحتمل ان يُعين في المستقبل مديرا لمتحف يُبنى على شرف ياسر عرفات في المقاطعة.
وتشير الصحيفة إلى أن من تبقوا في مقر الرئاسة بعد عرفات أخذوا هم أيضا يعملون وفقا لروحية الرئيس الجديد محمود عباس، وكذلك فأن عدد أفراد أمن الرئاسة الذين يرتدون الزي الرسمي أخذ يتناقص شيئا فشيئا، حيث أصبحت التغييرات ملموسة في حاشية الرئيس الجديد بعد رحيل عرفات بشهرين.
وتؤكد "هآرتس" على أن هذه التغييرات ليست خارجية فقط. حيث أن الكثير من المقربين من عرفات اعتادوا الحصول على رواتبهم في مغلفات تحتوي على مبالغ نقدية تشتمل على الراتب والإضافات الاخرى لهم وفقا لمدى قرب الشخص من الدائرة المقربة من عرفات، لكن هذا الاسلوب توقف والأزمنة تغيرت بوجود وزير المالية سلام فياض الذي غير الأنظمة المعمولة حتى إبان عهد عرفات، والذي تحول الى حلقة اتصال هامة مع اسرائيل منذ الانتخابات ومع أبو مازن في المنصب رقم واحد.
هذا ومن المفترض أن يكون هناك موجة إقالات قريبة أو إحالات للتقاعد لعشرات المدراء العامين في الوزارات ونواب الوزراء الوهميين الذين حصلوا على رواتب من عرفات وأصبحوا عبئا ثقيلا على خزينة السلطة على حد وصف الصحيفة، ففي عهد عرفات كان هناك عدد كبير من المستشارين، واحيانا أكثر من مستشار لنفس المجال حيث كان عرفات يستخدمهم لتقريب الجماعات المختلفة إليه، وبالتالي فأن هؤلاء قد يتعرضون لموجة من الإقالات من مناصبهم في الفترة القريبة.
تتابع الصحيفة العبرية: "كل قادة الاجهزة القدامى والوزراء القدامى ونشطاء فتح "القديمة" و"الأقل قدماً" (قادة الانتفاضة الاولى وفترة اوسلو)، وكذلك كبار قادة انتفاضة الاقصى، كلهم في دوامة من الضغوط والمساعي من أجل الحصول على مراكز قوة في الجهاز المتبلور في هذه الايام".
هذا وتحاول العديد من الشخصيات أمثال رمزي خوري الذي يعتبر حليفا للطيب عبد الرحيم شق طريقها الى ديوان الرئاسة الجديد. وكذلك محمد رشيد الذي يتجول بين العواصم العربية ورام الله إظهار انه ما زال مهما. وأن قوته مستمدة من معرفته بشبكة فتح ومنظمة التحرير المالية وتفرعاتها، ولكن من المشكوك فيه ان يرغب أبو مازن في مواصلة العمل وفق هذه الشبكة. حيث يرغب في جهات بعيد عن الفساد السابق كما تقول "هآرتس، و لن يسمح لمحمد رشيد بالعمل فيه.