أسامة مهدي من لندن: اتهم رئيس المؤتمر الوطني العراقي الدكتور احمد الجلبي حكومة رئيس الوزراء اياد علاوي التي وصفها "بالحكومة التلفزيونية " بانفاق اموال الدولة على قائمتها الانتخابية واكد ان " قائمة الائتلاف العراقي الموحد " المعروفة بالقائمة الشيعية ستعمل على اعادة تشكيل قوات الجيش والشرطة والاستخبارات على اسس جديدة وتطهيرها من اعوان ومؤيدي النظام السابق اذا فازت في الانتخابات المقبلة وابدى استعداده لتسوية الخلاف الاخير مع وزير الدفاع حازم الشعلان ونفى ان يكون قد تحول من صداقة واشنطن الى صداقة طهران موضحا ان دعوته الى فيدرالية الجنوب تستهدف توزيعا عادلا للثروات العراقية واقامة نظام اتحادي قوي.

وقال الجلبي ردا على سؤال لـ"إيلاف" حول الاتهامات الموجهة من قبل قائد الحملة الانتخابية لعلاوي الى قائمة الائتلاف التي هو واحد من ابرز المرشحين فيها بممارسة ارهاب فكري من خلال استخدام اسم المرجع الشيعي اية الله السيد علي السيستاني .. ان هذه القائمة ملتزمة بالقانون والانظمة الشرعية التي تمنع اثارة النعرات الطائفية والمذهبية واضاف ان المرجعية هي اكبر داعية للسلام والوئام ونبذ العنف والتفاهم والتسامح بين العراقيين واشار الى ان القائمة اتخذت من الشمعة رمزا لها وهي تعني النور وليست رمزا دينيا لكنه شدد على ان مرشحي القائمة يعتزون بمباركة المرجعية لها .

واتهم الجلبي بالمقابل قائمة علاوي المرقمة 285 بمخالفة القانون وقال انها تستخدم رجال الشرطة والحرس الوطني في الترويج لها وتوزيع مطبوعاتها وملصقاتها الدعائية على جميع الادارات الحكومية في انحاء العراق اضافة الى استخدام موارد الدولة من خلال الاعلان عن تقديم " مكافآت للموظفين والمتقاعدين " لكسب اصواتهم مشيرا الى ان كل هذا مخالف لقوانين الانتخاب ولانظمة المفوضية العليا للانتخابات موضحا ان قائمته ستقدم شكوى الى المفوضية ضد قائمة علاوي لهذه المخالفات التي ترتكبها وقال " من كان بيته من زجاج لايضرب جاره بالحجر" .

وعن دعوته الى فيدرالية الجنوب امس والمخاوف التي اثارتها من تقسيم العراق اوضح الجلبي
ان هذه الدعوة لا تعني ذلك اطلاقا وانما اقامة دولة اتحادية قوية تتوزع فيها الثروات بعدالة على جميع المناطق وقال انه عاد الى بغداد اليوم من جولة انتخابية في الجنوب فوجد محافظاتها البصرة والناصرية والعمارة تعيش بؤسا كبيرا في الوقت الذي تأتي فيه 90 في المئة من موارد الميزانية العراقية من الجنوب وهو امر لايصح ان يستمر . واشار الى ان المؤتمر الوطني العراقي هو اول من ادخل مصطلح الفيدرالية في العراق من خلال ادراجها في برامجه السياسية منذ عام 1992 وقال ان اقليم الجنوب الذي دعا اليه يضم خمسة ملايين نسمة ويجب ان يحصلوا على ثرواتهم بشكل متساو مع المناطق الاخرى مشيرا الى ان اقليم كردستان حصل على 17 في المئة من الميزانية العراقية للعام الحالي ولذلك يجب ان يحصل الجنوب على نسبة 20 في المئة . واشار الى ان قانون ادارة الدولة يسمح لسكان كل ثلاث محافظات عراقية بتشكيل اقليمهم اذا رغبوا في ذلك وقال انه يمكن اقامة اقاليم اخرى في مناطق اخرى مع بقاء مركزية الدولة مثلما هو حاصل حاليا بين كردستان والمركز في العاصمة.

وعن حقيقة التقارير التي اشارت الى مباحثات بين قائمته والحزبين الكرديين بقيادة مسعود البارزاني وجلال الطالباني لاقامة تحالف انتخابي نفى الجلبي علمه بذلك لكنه اشار الى ان " الاحزاب الكردية حليفتنا منذ عقود وسنعمل على التحالف معها في الجمعية الوطنية التي ستنتخب الاحد المقبل " واشار الى توجهات واهداف مشتركة تجمع المؤتمر الوطني مع الاكراد.

وفي ما اذا كانت قائمة الائتلاف قد سمت رئيسا للجمهورية ورئيسا للوزراء من بين المرشحين فيها اذا ما فازت في الانتخابات قال الجلبي ان هذا الامر لم يحصل بعد وانه سيتم من خلال انتخاب الكتلة البرلمانية الفائزة نافيا ان يكون هو مرشحا لتولي حقيبة وزارة الخارجية وقال "انا مرشح فقط لعضوية الجمعية الوطنية".

وسألت "إيلاف" الجلبي عن رأيه بقول منتقديه انه تحول من الصداقة لواشنطن الى الصداقة مع طهران ومن العلمانية الى الاحتماء بعباءة المرجعية شدد السياسي العراقي بالقول " انا لم اتغير وانما الاخرون هم الذين تغيروا " موضحا ان علاقته بالمرجعية قديمة وانه تشرف بالاجتماع عام 1966 الى المرجع الشيعي انذاك السيد محسن الحكيم كما ان عائلته على علاقة طيبة مع المرجعية .. اما في ما يتعلق بالاحزاب الاسلامية فاوضح ان المجلس الاسلامي الاعلى وحزب الدعوة كانا من مؤسسي المؤتمر الوطني العراقي وشاركا في اجتماعه الذي عقد في بلدة صلاح الدين في كردستان عام 1992 ووافقا على برنامجه السياسي الذي تضمنت قائمة الائتلاف العراقي الحالية معظم تصوراته واهدافه واشار الى انه ليس وحده الذي تعامل مع الولايات المتحدة وانما المجلس والدعوةايضا اللذان كان قائدهما عضوين في مجلس الحكم السابق.

أما بخصوص علاقته مع ايران فقد اشار الجلبي الى انها قديمة ايضا وتعود الى عام 1992 عندما تأسس المؤتمر الوطني ودعمته حكومتها وكان يزورها لبحث تطورات الشأن العراقي .

وعن المناوشات الكلامية التي نشبت بينه وبين وزير الدفاع حازم الشعلان مؤخرا قال الجلبي انه لايريد ان يدخل في مناظرات حول هذا الامر في الوقت الحاضر مشيرا الى انه لم يهاجم الوزير وانما طرح تساؤلا عن كيفية نقل نصف مليار دولار نقدا الى خارج العراق بشكل مخالف للقوانين " لكن ثائرة الشعلان ثارت واخذ يكيل الشتائم والاقوال غير المسؤولة لسبب لا اعرفه" موضحا ان الرئيس غازي الياور ورئيس الوزراء اياد علاوي اعترفا بنقل الاموال واضاف "ليس لي خلاف مع الشعلان ولم اوجه ضده اي كلمة نابية باي شكل من الاشكال". وحول تهديد الشعلان باعتقاله اجاب الجلبي "اهلا وسهلا به اذا اراد ان يرسل قوة لاعتقالي كما يقول فأنا عدت من البصرة الى بغداد اليوم .

وحول دخول الحكومة الاردنية على خط الخلاف بين الرجلين واثارة موضوع بنك البتراء من جديد اشار الجلبي الى ان الاردن لم يتدخل في الموضوع لكن الشعلان اراد ان يقحمه في الامر.

وردا على سؤال عن رأيه بحكومة علاوي وما قدمته للشعب العراقي وصفها الجلبي بانها "حكومة تلفزيونية " لايراها الناس الا من خلال التلفزيون وقال انها تستأثر بالدعاية الانتخابية لان تسعة وزراء حاليين مرشحون فيها واوضح ان قائمته ارادت الاعلان في محطة العربية لكن المسؤولين فيها قالوا ان جميع الاوقات المناسبة للمشاهدة قد حجزت سلفا من قبل قائمة علاوي . واكد ان هذه الحكومة التي تأسست منذ سبعة اشهر فشلت في تحقيق جميع اهدافها وتساءل قائلا" اين الامن واين السيادة واين الخدمات العامة واين الماء واين الكهرباء واين الوقود واين مكافحة الفساد الاداري".

وعما يمكن ان تقدمه قائمة الائتلاف للعراقيين اذا ما فازت في الانتخابات شدد الجلبي على ان اول ما ستنجزه هو تحقيق السيادة وفرض الامن من خلال اعادة تشكيل قوات الشرطة والجيش والاستخبارات وقال ان الكثير من انصار صدام حسين قد وظفوا في هذه الاجهزة بذريعة انهم يملكون خبرة لمكافحة الارهاب لكنه تبين بعد ذلك انهم قد وضعوا خبراتهم هذه لمساعدة الارهابيين ولذلك يجب اعادة النظر بهذه التشكيلات جذريا لتتأسس من عراقيين مخلصين لهم مصلحة وطنية واحترام للوضع الجديد واضاف ان الشعب العراقي قادر على حماية الامن والتعاون مع الاجهزة الامنية اذا توفرت له الثقة بها.

وعما اذا كانت هناك اتصالات مع السيد مقتدى الصدر اوضح الجلبي ان الاتصالات مستمرة معه ومع قادة تياره الذي قال انه من المهم ان يشارك في العملية السياسية موضحا ان هناك حملة اعتقالات يتعرض لها عناصره مستنكرا ذلك.