الياس توما من براغ : أكد الصحفي التشيكي برشيتسلاف توريتشيك بعد عودته من مهمة صحفية من إسرائيل أن رقابة عسكرية قوية تطبق على ما يكتبه ويبثه الصحفيون الإسرائيليون وان مواضيع عديدة محرم على الصحفيين الإسرائيليين الخوض بها .
وقال أيضا إن جميع الصحفيين الأجانب الذين يصلون إلى إسرائيل يطلب منهم التوقيع على تعهد باحترام التعليمات وإخضاع المواد التي يكتبونها ولاسيما منها المتعلقة بالجيش وأمن إسرائيل إلى الرقابة الإسرائيلية.
وأكد المحرر المختص بالشرق الأوسط في صحيفة" برافو" انه يحق وصف العقيد الإسرائيلي ميري ريغيفي بأنها المراقبة العامة متهما إياها بأنها تتشدد في الرقابة على الرغم من وجود حكم صادر قبل 15 عاما عن المحكمة العليا في إسرائيل يقول" بأنه يسمح فقط بإيقاف طباعة أو بث المواد التي يمكن لها أن تقرب تهديد الأمن الوطني ". كما أن الاقتراحات الجديدة المقدمة تنص على ضرورة إخضاع حتى رسائل القراء والمواد المتعلقة بشكاوى الفلسطينيين من تصرفات الجيش الإسرائيلي وما شابة للرقابة العسكرية.
وينقل الصحفي التشيكي عن احد كبار صحفيي " هاارتس " الإسرائيلية/ الوف بين/ قوله له إن أكثر الأشياء حساسية بالنسبة للرقابة العسكرية هو قضية الأسلحة النووية الإسرائيلية فنحن مثلا لا يسمح لنا باستخدام عبارة الأسلحة النووية الإسرائيلية ويمكن لنا فقط الكتابة كحد أقصى عن " الطاقات النووية المحتملة " .
ويضيف الصحفي التشيكي أن الرقابة العسكرية الإسرائيلية يمكن لها أن تمنع نشر مواد متعلقة بمواضيع أخرى ونظريا لا يسمح بالكتابة عن الاستثمارات الأجنبية في المصارف الإسرائيلية وأحيانا يستغرق الأمر عدة أسابيع حتى يسمح الجيش الإسرائيلي بنشر بعض القضايا التي تتحدث عن الممارسات الفظة التي قام بها جنود الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية .
ويرى الصحفيون الإسرائيليون حسب توريتشيك بان لمسالة الرقابة بعد أخر. وينقل عن احدهم قوله إن هذه السياسة فيها عنصر من عناصر الترهيب فعندما يرى المحرر في الأفق العوائق التي تضعها الرقابة فانه يفضل التطرق إلى مواضيع أخرى وهذا ما يريده القائمون على الرقابة تماما .
ويؤكد صحفي هاراتس/ بين/ بان هذه الرقابة موجودة أيضا في الإذاعة والتلفزيون غير أنها تعمل بسرعة وتأخذ بعين الاعتبار ساعات إقفال إرسال المواد قبل طبعها أو بثها.
ويضيف : عادة يرسل الصحفيون موادهم التي فيها تطرق إلى ما تعتبره الرقابة بمواضيع حساسة إما بالفاكس أو بالبريد الالكتروني وترد الرقابة على هذه المواد إما بالموافقة عليها أو بإجراء تعديلات عليها وفي حال عدم رضاء الصحفيين عن هذه التعديلات يتم رفع الأمر إلى جهات تحكيم للبت في مدى شرعية تصرف الرقابة.
ويؤكد الصحفي التشيكي أن العقيد الإسرائيلي ميري ريغيفي ليست صاحبة الكلمة الأخيرة في مسالة الرقابة مشيرا إلى انه طلب إجراء مقابلة صحفية معها للتحدث عن نظام الرقابة العسكرية فوافقت على ذلك إلا أنها لم تجب على مكالماته الهاتفية لتحديد موعد لثلاثة أيام متوالية بعدها تحدث إليه نائبها الرائد أفي روزالي وابلغه بأنه بعد التشاور مع العقيد ريغيفي في القضية توصلا إلى نتيجة مفادها انه لا يمكن لهما التحدث له عن طبيعة عملهما وانه باستطاعته التقدم بطلب من الناطق الصحفي باسم الجيش الإسرائيلي لأنه هو الذي باستطاعته السماح لهما بالتحدث .