عبدالله زقوت من غزة: تنطلق غدًا المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية التي ستجري في عشر دوائر انتخابية في قطاع غزة، إذ يتوجه الناخبون إلى صناديق الاقتراع لإختيار ممثليهم في المجالس البلدية العشرة، بينما قالت مصادر أمنية فلسطينية لـ"إيلاف" إن قوات الأمن الفلسطينية ستبدأ انتشارها جنوب قطاع غزة خلال الأربع وعشرين ساعة المقبلة على غرار القوات الفلسطينية التي اتخذت مواقعها منذ الجمعة الماضي في شمال قطاع غزة.

البلديات تنطلق غدًا
وقال جمال الشوبكي وزير الحكم المحلي ورئيس اللجنة العليا للانتخابات، إن عدد المرشحين النهائي الذين سيتنافسون على ( 118 مقعدًا ) في الدوائر العشرة في قطاع غزة، هو ( 414 مرشحًا ) من بينهم ( 68 إمرأة )، معتبرًا أن مشاركة المرأة في الانتخابات أمر أساسي يدعو للفخر كونها تشكل نصف المجتمع.

وأوضح الشوبكي في بيان صحافي تسلمت " إيلاف " نسخة منه، أن نتائج الانتخابات ستعلن غدًا ( الخميس ) في الدوائر العشرة، مبينًا أن المرحلة الثانية من الانتخابات البلدية ستجري في شهر نيسان ( أبريل ) المقبل.

وستجري الانتخابات البلدية في مرحلتها الأولى في عشر دوائر انتخابية هي مدينة الزهراء بمحافظة غزة، وبيت حانون في شمال قطاع غزة، وبني سهيلا وخزاعة في محافظة خان يونس، والشوكة، والنصر، والبيوك في محافظة رفح، وأخيرًا في دير البلح، والزوايدة، والمغازي في محافظة الوسطى، حيث سيتنافس ( 414 مرشحًا ) من بينهم ( 68 إمرأة ) للفوز بمقاعد المجالس البلدية البالغة عددها ( 118 مقعدًا ).

وأعلن المكتب التنفيذي للانتخابات المحلية أن كافة الاجراءات قد استكملت من حيث تدريب الطواقم، وتجهيز مراكز الاقتراع، حيث ستصل صناديق الاقتراع صباح غد، وستكون مغلقة ومشمعة بالشمع الأحمر، ولن تفتح إلا يوم الاقتراع أمام المراقبين، وممثلي المرشحين، والمراقبين، لضمان الشفافية والحيادية.

وأبدت كافة القوى والأحزاب السياسية من ضمنها حركتي حماس والجهاد الاسلامي رغبتها في خوض الانتخابات البلدية، حيث من المتوقع أن تشهد حالة منافسة قوية تظهر فيها العائلية والعشائرية بشكل واضح.

وأكد الشوبكي على الإصرار الكبير لإنهاء المرحلة الأولى من الانتخابات المحلية في قطاع غزة، والتي تعتبر أساسية لاستكمال المراحل الأخرى رغم الصعوبات التي تواجهها جراء العراقيل الاسرائيلية، وطالب اللجنة الرباعية، والدول الأوروبية بالتدخل السريع لمساندة الشعب الفلسطيني، وفك الحصار الداخلي والخارجي المفروض على قطاع غزة.

وانتهت أمس كافة مظاهر الدعاية الانتخابية لمرشحي الدوائر العشرة، والتي انطلقت في ظل معايير وإرشادات مختلفة أصدرتها لجنة الانتخابات المركزية، وقامت بتعميمها على المرشحين في كافة المناطق تمهيدًا ليوم الاقتراع في السابع والعشرين من الشهر الجاري.

وطالبت اللجنة العليا للانتخابات المرشحين بتخصيص الدعاية الانتخابية لشرح برامجهم الانتخابية، وعدم عقد المهرجانات أو الاجتماعات العامة في المساجد أو الكنائس أو بجوار المشافي أو الأبنية العامة والمحلات التي تشغلها الادارات العامة أو الحكومية، وحظرت عليهم أيضًا استخدام مقرات ومحلات السلطة التنفيذية والمؤسسات العامة والدوائر الحكومية لتعليق اللافتات أو الصور أو البوسترات والبيانات الانتخابية، مؤكدة أن السلطة التنفيذية وأجهزتها المختلفة ستلتزم جانب الحياد في الدعاية الانتخابية.

وطالبت اللجنة أيضًا بعدم استعمال الشعارات الحكومية من قبل أي مرشح وأن لا تتضمن الخطب أو البيانات أي طعن بمرشحين آخرين بالسب أو الذم أو الشتم، مؤكدة أهمية عدم إثارة أية ثغرات تهدد وحدة الشعب الفلسطيني.


نشر قوات أمن فلسطينية
على صيعد آخر، أكدت مصادر أمنية فلسطينية لـ"إيلاف" أمس أن اجتماعا أمنيًا بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي عقد مساء الثلاثاء في مقر دائرة الارتباط بالقرب من معبر "إيرز" شمال قطاع غزة، حضره عن الجانب الفلسطيني اللواء موسى عرفات رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية، والجنرال أفيف كوخافي قائد منطقة قطاع غزة، حيث تركز الاجتماع بشكل خاص على إعادة انتشار قوات الأمن الفلسطينية بالقرب من محاور التماس في جنوب قطاع غزة.

وساد الاجتماع الأمني المشترك أجواء إيجابية، إذ من المقرر أن يعقبه اليوم، وغدًا إجتماعات تشاورية ميدانية بين ضباط فلسطينيين، وإسرائيليين، لتحديد تسيير دوريات قوات الأمن الفلسطيني، ومواقع انتشارها جنوب القطاع، بالإضافة إلى التسهيلات التي ستحصل عليها من الجانب الإسرائيلي.

ووعدت إسرائيل بتسهيل مرور المواطنين الفلسطينيين عبر حاجزي أبو هولي والمطاحن جنوب القطاع، وإعادة الحركة على مدار الساعة، وطوال اليوم على طريق البحر الساحلي جنوب مدينة غزة.

وانتشر يوم الجمعة الماضي أكثر من ثلاثة آلاف عنصر من الأمن الفلسطيني في أنحاء متفرقة من مناطق شمال قطاع غزة في إطار خطة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لوقف إطلاق صواريخ القسام على البلدات الإسرائيلية والبدء في مفاوضات مع إسرائيل.

وجاءت عملية إعادة الانتشار في غزة بعد فترة من الهدوء في القطاع، لم تسجل فيهما أي أحداث عنف تذكر أو إطلاق صواريخ على المستوطنات الإسرائيلية ما يدلل على استئناف التعاون بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في المجال الأمني بعد جلسات تشاورية عقدها مسؤولي الأمن في الجانبين.

وأشادت إسرائيل بجهود قوات الأمن الفلسطينية، وتجربتها الناجحة في انتشار قواتها على طول الحدود مع إسرائيل، وقال ضابط إسرائيلي كبير لإذاعة الجيش الاسرائيلي أن قطاع غزة يشهد هدوءًا أمنيًا خلال الأيام الماضية، وقد تكون نسبة الأحداث الأمنية صفر، بسبب التفاهمات التي توصلت إليها السلطة الفلسطينية مع الفصائل المسلحة ونشر قوات الأمن في شمال القطاع.

على صعيد آخر، نقلت القناة الأولى في التلفزيون الاسرائيلي عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله أن إسرائيل عرضت على السلطة الفلسطينية تولي المسؤولية الأمنية على المدن الفلسطينية في الضفة الغربية.