خلف خلف من رام الله: يعيش الشارع الفلسطيني موجة من التضارب حول موقف إسرائيل من الهدنة غير المعلنة التي توصل إليها الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) . و يشير بعض المحلين إلى أن إسرائيل لا تريد لهذه الهدنة الاستمرار، في حين يكاد عناصر حركة حماس أن يجمعوا أن إسرائيل تعمل جاهدة لنسف الهدنة، ويعتمدون في حكمهم على حملة الاعتقالات التي تقوم بها إسرائيل في صفوفهم، أما عناصر كتائب شهداء الأقصى الذراع العسكري لحركة (فتح) فقد أعلنوا على لسان قائدهم في مخيم جنين زكريا الزبيدي أن المقاومة سترد على أعمال الاحتلال الإسرائيلي الذي يعمل على إفشال الوحدة الفلسطينية بطرقه المختلفة في أي وقت ومهما كان الثمن.

أما حركة حماس فتبلور رأيها على لسان القيادي البارز في الحركة الشيخ حسن يوسف الذي قال "الإجراءات الإسرائيلية المتمثلة بالتوغلات والاعتقالات في الضفة الغربية وتحديدًا في منطقتي نابلس وجنين، لكوادر وأنصار حركة حماس، تهدف إلى نسف كل أجواء التهدئة".

وأكمل يوسف "الاحتلال وحده المسؤول عن تداعيات إجراءاته هذه، إذ لا يمكن بحال أن يستمر الاحتلال في كل أشكال عدوانه على شعبنا الفلسطيني ثم يطلب منا أن نبقى مكتوفي الأيدي".

من جانبه اعتبر الدكتور "محمد غزال" أحد قياديي حركة حماس بالضفة الغربية أن إسرائيل غير معنية بأية عملية للتهدئة في الوقت الحاضر، وأن أمر التوصل لهدنة متعلق بوقف إسرائيل لعملياتها القمعية ضد الفلسطينيين.

وأضاف غزال "كانت هناك هدنة سابقة، ولكن إسرائيل خرقتها، وهذه الهدنة -إن حدثت- فيبدو أن إسرائيل ستخرقها مرة ثانية؛ وذلك لأن الهدنة هدفها تحقيق مطالب فلسطينية أهمها منع القتل والاعتداء والهدم والتجريف والاعتقال -وهي مطالب جميع الفصائل الفلسطينية- وهذا ما لا تلتزم به إسرائيل.

ونتوقف عند السلطة الفلسطينية فقد باتت في موقف لا تحرج عليه، ولم يبقى لها إلا أن توجه أصابع الاتهام إلى الحكومة الإسرائيلية فقد قال رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع (ابو العلاء) أن إسرائيل وباستمرارها في خرق الهدوء الذي تحقق توصل رسالة سيئة، وقال قريع: "الفلسطينيون يبذلون أقصى جهد ممكن للوصول إلى التهدئة، وفتح الطريق أمام مفاوضات جادة، لكن الرسالة التي استلمناها اليوم من إسرائيل سيئة جدا"، فقد واصلت اليوم سياسية الاعتقالات والاقتحامات فقد اقتحمت مدينة طولكرم، وقد استشهد شاب في قطاع غزة بنيران اسرائيلية، ناهيك عن استمرارها في بناء الجدار بالقرب من مدينة سلفيت، ومصادرة أملاك الغائبين في مدينة القدس.

ومن جهتها أكدت وزارة الشؤون الخارجية الفلسطينية، اليوم، أن الاعتداءات التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد المواطنين الفلسطينيين، تهدف إلى قطع الطرق أمام كافة المساعي الهادفة للوصول إلى التهدئة، تمهيداً للرجوع إلى المفاوضات وتطبيق خطة خارطة الطريق.

وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الشؤون الخارجية في بيان صحفي، اليوم: "إنه في الوقت الذي تبذل فيه القيادة الفلسطينية، جهداً كبيراً من أجل التهدئة وإحياء عملية السلام، وتبدي فيه كافة الفصائل والتيارات الفلسطينية موقفاً مسؤولاً وملتزماً، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدن وقرى ومخيمات الوطن، كما تقوم بأعمال التخريب والاختطاف والتدمير، كما حدث اليوم في بلدة صيدا في طولكرم في الضفة الغربية، وقصف الدبابات المتواصل لمناطق شرق غزة وغيرها من مناطق الوطن."

وناشدت وزارة الشؤون الخارجية، الولايات المتحدة وباقي دول اللجنة الرباعية والمجتمع الدولي، التدخل الفوري، والضغط على إسرائيل من أجل إعطاء فرصة للسلام والهدوء في المنطقة، من خلال البدء في تطبيق خارطة الطريق وغيرها من التفاهمات.

ويذكر ان الحملة الإسرائيلية ضد أفراد حركة حماس مستمرة منذ نحو أسبوع بشكل كبير، وكان أخرها اليوم الثلاثاء حيث اعتقلت 15 ناشطا في مدينة جنين والقرى المجاورة لها منهم الشيخ يحيى الزيود -52 عاما- أحد أبرز قادة حماس شمال الضفة الغربية ونجلاه ربيع وسعيد، وبحسب المراقبين فقد وصل عدد المعتقلين في الضفة وغزة إلى ما يقرب 50 معتقلا غالبيتهم من حماس.