مراد هواري تعرف على زوجته الأميركية عندما زارته في منزله بالمغرب
فلوريدا: يعتمر المصري رأفت محي الدين (36 عاماً) طربوش أبيض، مكتوب على جبينة (مطعم السعادة) الذي يعمل في مطبخه، السعادة تلك لاتتوافرعلى محيا رأفت، عيناه ذابلتان تماما،هالات سوداء مرعبة ترفرف حولهما، وابستامته لم تأتِ بعد، تتواثب الأحزان في طريقه بشكل ملحوظ،لايوجد تفسيرا واحدا لتقوس ظهره سوى القلق الكبيرالذي يحمله على أكتافه ويقرأه الجميع إلا هو!. يحمل المغربي مراد هواري(30 عاما) مقصا ومشط أسود لمدة 270 ساعة أسبوعياً،عندما تغيب الرؤوس عن محل الحلاقة الذي يديره في مدينة فورت لودر ديل بفلوريدا يتمدد على أريكه رحبة، تدير ظهرها للمارة، يفتعل مشاهدة التلفزيون بينما رأسه يصطخب بالتوتر! "آآآآآه" مفردة لاتغادر لسان الفلسطيني إياد حماد (32عاما)، يعمل في محل مجوهرات ضيق في مدينة كورال سبرينغ (جنوب شرق فلوريدا)، يشتهر إياد بقميص أسود فضفاض تتسابق في داخله زهور خضراء وحمراء، غابت ألوانها مؤخرا مما أيقظ سؤال استقبل إياد أثناء دخوله إلى مقهى عربي، وأجاب عليه: "زوجتي السبب، غسلت القميص، انكمش وألوانه، ألا يكفي أني انكمشت وتقلصت قبله!". زوجات أميركيات، بدينات وكبيرات في السن، قبضوا على شبان عرب بسبب البطاقة الخضراءGreen card .

يقول رأفت لـ "إيلاف" أنه ترك قريته الصغيرة في اسوان متوجها الى جورجيا في اميركا بحثا عن عمل يؤمن مستقبله واسرته: "استعرت قيمة التذكرة من أمي وعمي منير، جئت الى مدينة اتلانتا، تعرفت في منزل صديق سوداني على أميركية كبيرة في السن، عرضت عليّ مساعدتها للبقاء في اميركا على نحو قانوني عبر الزواج منها شكليا".
لكن الزواج لم يكن كما اعتقد رأفت، لأن زوجته ميري هددته اذا لم يتقاسم معها الفراش ويصرف عليها ستطلب الطلاق مماسيقلل من حظوظ حصوله على الجنسية الأميركية: "رضخت لضغوطها، حصلت على البطاقة الخضراء وسأحصل على الجنسية بعد عام ونصف، لكن لايخفى عليك انها قطفت أجمل أيام عمري، انا غير نادم لأن البدائل ليست افضل".
أما المغربي مراد هواري فهو اوفر حظا، فقد انتقل إلى اميركا بعد ان التقى اميركية اثناء زيارة سياحية قامت بها الى المحمدية (وسط المغرب) ومن خلالها اعجب بها ودعته للانتقال معها إلى فلوريدا: "زوجتي ليست كبيرة في السن ولابدينة، عمرها نحو (23عاما) لكن مازلت مؤمنا أن الزوجة العربية اكثر فهما لطبيعتي".
رغم ان مراد حصل على بطاقة عمل مؤقتة وسيظفر بالبطاقة الخضراء وشيكا الا انه ملامحه تخفي حزنا كثيرا، يقبع خلف جفونه وتحت جلده.
رغم ان العديد من العرب يرفضون اعلان فشلهم امام العامة الا ان الفلسطيني إياد لايجد حرجا في التندر على وزن زوجته الزائد وتجاعيد تربض على عنقها أمام اصدقائه، يقول إياد حماد لـ (إيلاف): "لايمكن ان اخفي الحقيقية، فهي أشاعت الفوضى حولي، ابدو أكبر من عمري، ملابسي رديئة وبألوان باهتة".
يروي قصة زواجه: "طلبت منها الزواج بعد أن فشلت في التعرف على من تناسبني، لاأملك وطن ولاأقارب اثرياء، كل ماأملكه، اصدقاء نتبادل الضحك والهموم".

خلاف الزواج من اميركية والولادة في أميركا يمكن للعرب وغيرهم الحصول على البطاقة الخضراء عن طريق برنامج " يانصيب البطاقات الخضراء" ويعرف بالانكليزية بـ Diversity Immigrant Visa Lottery Program وتديره الخارجية الأمريكية. بموجب هذا البرنامج يتم منح تأشيرات إقامة دائمة (بطاقات خضراء) إلى كل من يحقق شروط معينة للتأهل. والفائزين في هذا اليانصيب يتم اختيارهم في سحب عشوائي تقوم به الخارجية الأمريكية.
هذا النوع من التأشيرات يهدف إلى منح فرص الهجرة إلى مواطني بعض الدول دون دول أخرى ترسل أعداداً كبيرة من المهاجرين إلى الولايات المتحدة. فالقانون ينص على أن هذه التأشيرات يجب منحها للدول ذات "الحق العالي في الدخول". هذه هي الدول التي هاجر منها إلى الولايات المتحدة 50,000
يبلغ عدد العرب في أميركا نحو مليون ونصف، بينما سجلت كندا ارتفاعا ملحوظا في عدد المقيمين العرب على اراضيها بعد أيلول( سبتمبر)2001 حيث وصل الرقم الى 300 ألف.